قرّر الطاقم الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم، بقيادة مهندس التتويج القاري جمال بلماضي برمجة ثلاثة مباريات ودية تحضيرية، خلال تربص شهر جوان الجاري ضد كل من منتخبات موريتانياوماليوتونس، تحضيرا لتصفيات كأس العالم 2022، التي تنطلق شهر سبتمبر المقبل، اختيار ثلاثة منافسين أفارقة في تاريخ «فيفا» واحد، يعد سابقة في تاريخ المنتخب الوطني الذي كان في حقبة روراوة يضيع على نفسه الوديات. لم يتعوّد عشاق كرة القدم الجزائرية على مشاهدة الفريق الوطني الجزائري، يخوض ثلاثة مباريات ودية تحضيرية في تاريخ «فيفا» واحد، حيث يعتبر الأمر سابقة في تاريخ المنتخب الوطني، الذي عودنا في حقبة روراوة على تضييع هذه المواعيد أو الاكتفاء بخوض ودية وحيدة. اختيار خوض ثلاثة مباريات ودية تحضيرية في موعد «فيفا» وحيد، تعتبر خطوة جديدة في برنامج المنتخب الوطني، الذي يسير نحو دخول بعد جديد، بعدما بلغ 24 مواجهة كاملة دون هزيمة ضد منتخبات قوية في القارة السمراء، تتقدّمها السنغالونيجيرياوتونسومالي وكوت ديفوار، ومنتخبات مقدمة ترتيب الاتحاد الدولي للعبة على غرار كولومبيا والمكسيك. مباريات سمحت لرفقاء المحارب سفيان فيغولي من كسب الثقة وجلب كأس أمم إفريقيا 2019، بعد انتظار دام 29 عاما كاملا، بالإضافة إلى تحطيم أرقام قياسية استعصت على الكثير من المنتخبات القوية عبر العالم، وهو ما أعطى بعدا جديدا لأشبال الكوتش بلماضي الذين أسالوا الكثير من الحبر في الصحافة العالمية بالمستويات الكبيرة التي يقدمونها. اختيار مواجهة تونس لتسلّق ترتيب «الفيفا» وديات شهر جوان ستكون فرصة كذلك من أجل تسلّق ترتيب «الفيفا» الذي سيسمح للأنيق بن سبعيني ورفاقه، من البقاء دائما في ترتيب أفضل خمسة منتخبات بالقارة السمراء، ترتيب سيكون له دور كبير في المباراة الفاصلة لمونديال قطر، وقرعة كأس أمم إفريقيا المقبلة المزمع إقامتها مطلع السنة الجديدة بالكاميرون، حيث أكد المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب، خلال الندوة الصحفية التي نشطّها الثلاثاء للحديث عن مختلف النقاط التي تهم الرأي العام أن مواجهة تونس التي تحتل المركز 26 في الترتيب العام للاتحاد الدولي مهمة للغاية. وقال بهذا الشأن «اختيار تونس جاء لتحسين ترتيبنا لدى الفيفا والبقاء مع الخمس الأوائل في القارة السمراء، ما سيسمح لنا من الاستقبال في مباراة الإياب خلال المواجهة الفاصلة للتأهل لمونديال قطر». وأضاف «من المفترض أن تساعدنا مباراة تونس على تسلق الترتيب العام، بالرغم من أنه يجب جلب مهندس طيران لمحاولة فهم كيفية احتساب النقاط ترتيب الاتحاد الدولي، لم ننهزم منذ أزيد من سنتين وبالرغم من ذلك نحتل المركز 33 عالميا». وختم حديثه «مباراة تونس ليست سهلة، سنواجه منتخبا صعبا وليس في متناول، كما أنه منتخب مونديالي ومنشط نصف نهائي أمم إفريقيا الأخيرة، لذا مواجهته تعتبر أمرا مهما». موريتانيا أقوى من جيبوتي.. هذا، وقام الطاقم الفني للخضر باختيارات مدروسة ودقيقة في تحديد هوية المنافسين، حيث كشف أن اختيار منتخب موريتانيا لمواجهته سهرة اليوم، جاء نظرا للتطوّر الكبير الذي يحدث على مستوى المنتخب الأول للمرابطين، وقال «الموريتانيون حققوا العديد من النتائج الإيجابية مؤخرا، وسيخلقون لنا العديد من المتاعب». وتابع حديثه «موريتانيا أفضل بكثير من جيبوتي التي سنواجهها شهر سبتمبر المقبل، كما أنها ستسمح لنا من تجريب عدد لا بأس به من اللاعبين». بلماضي أوضح بأن المنتخب لديه الكثير من السلبيات وليس معصوما من الهزيمة، وقال «الوديات ستسمح بتطوير أداء المنتخب الوطني، والرفع من انسجام اللاعبين فيما بينهم، وحتى تجريب الوافدين الجدد، ونفكّر كذلك في ترتيب الفيفا». وأفاد قائلا، «كل هذه النقاط أفكر فيها، درسنا جيدا هذه المباريات والمنتخبات التي سنلعب ضدها». فرصة اللعب لبن العمري وأمثاله وبخصوص ترتيب الفيفا دائما الذي أضحى هاجسا للخضر، أكد بلماضي أن الوديات الثلاثة ستسمح للتحضير لتصفيات كأس العالم، وإعطاء وقت لعب لكل الذين يملكون فارقا في الأداء ووقت اللعب مثلما يحدث مع صخرة دفاع الخضر جمال الدين بن العمري، كون هناك الكثير من اللاعبين لا يتواجدون في أفضل أحوالهم البدنية لابتعادهم الطويل عن المنافسة الرسمية، وقال عن هذه النقطة بالذات «لا أستطيع رؤية المستقبل، لكن في حالة ما إذا تواصلت وضعيتهم على هذا الشكل، واضطررنا لإبعادهم عن تربص شهر سبتمبر سنستفيد على الأقل من الارتقاء في ترتيب الفيفا». وضعية مقلقة دفعت الناخب الوطني للذهاب لأبعد من ذلك في تصريحاته حين قال بالحرف الواحد «خلال الميركاتو المقبل أود أن يتمّ أخذ المنتخب الوطني بعين الاعتبار في اختيارات اللاعبين المستقبلية لفرقهم». وأردف قائلا، «أريد لاعبين يخوضون لقاءات دورية في بطولات ذات جودة وقيمة، وليس الانتقال إلى فرق كبيرة للجلوس على دكة الاحتياط أو في المدرجات». وختم كلامه، «على بن العمري إيجاد فريق جديد لإعادة بعث مشواره، لم يستطع أحد هزمه خلال «كان» مصر، يجب أن يلعب كل نهاية أسبوع ويعلم أن عليه القيام بالاختيار الصائب». مالي أحسن على الأقل من منتخب بوركينافاسو أمام بخصوص منافس الخضر الأخير منتخب مالي، أوضح بلماضي، أن النسور يملكون منتخبا كبيرا وقويا، بأزيد من ثلاثين لاعبا ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية، وأشاد برفقاء القائد عبدو اللاي ديابي حيث قال بأنه لن يتعجّب إذا وجد منتخب مالي في القمة خلال السنوات القليلة المقبلة، وتحدث «هم أقوياء على الأقل من منتخب بوركينافاسو وأحترمهم كثيرا». اختيارات بلماضي لم تكن عشوائية تماما، حيث أكد أنه تم اختيار موريتانيا لأنه منتخب في تطوّر مستمر وأقوى من منافس الجولة الأولى من تصفيات مونديال قطر منتخب جيبوتي، وهو لقاء تحضيري لدخول المنافسة بقوة ومواصلة سلسلة المباريات دون هزيمة، كما أوضح أن اختيار منتخب مالي الذي واجهه وديا قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا بتربص قطر، جاء تحضيرا لمنتخب بوركينافاسو، فيما تمّ اختيار مواجهة منتخب تونس في داربي مغاربي كون الأخير منشط نصف نهائي «الكان» ومنتخب مونديالي، والفوز عليه سيسمح لكتيبة المحاربين من كسب نقاط، إضافة تسمح بكسب على الأقل مكانة افريقية واحدة على حساب منتخب نيجيريا الذي يحتل المركز 32 عالميا». تفعيل الدبلوماسية الرياضية.. برنامج عمارة من جهة أخرى، يجب التنويه بسرعة التنفيذ والتفاوض للاتحادية الجديدة، بقيادة الرئيس شرف الدين عمارة، التي تمكنت من ضمان مواجهة ودية ضد موريتانيا بعد يومين فقط من إعلان تأجيل الجولتين الأولى والثانية من تصفيات كأس العالم، وبعدها بيومين تمّ الإعلان عن منافسين جديدين هما ماليوتونس، وهو الأمر الذي كانت تعجز عنه الاتحاديات السابقة التي كانت دائما ما تفشل في برمجة وديات، وتتحجج بضيق الوقت وبرمجة مباريات المنتخبات الكبيرة والإفريقية على المدى الطويل. المباريات الودية الثلاثة ستسمح للرئيس عمارة من مباشرة ما أسماه في برنامجه تفعيل الدبلوماسية الرياضية، بإقامة علاقات مع صناع القرار على مستوى اللجان الكروية في الهيئات الدولية والقارية، حيث سيلتقي رئيس الاتحاد الموريتاني أحمد ولد يحيى الذي كان أحد أبرز المترشحين لرئاسة «الكاف» مؤخرا، كما سيتعرف على نضيره المالي ماموتو توري، والمخضرم التونسي وديع الجري عوض المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.