الجزائريون يتخلصون من هاجس الخوف تشهد وتيرة حملة التلقيح ضد فيروس كورونا على المستوى الوطني تحسنا تدريجيا بعد تعزيز العملية بمراكز جديدة خارج المؤسسات الصّحية، لاقت إقبالا واسعا من طرف المواطنين، خاصّة منهم كبار السن بالإضافة إلى جلب جرعات إضافية من اللّقاح، ما من شأنه أن يساهم في تلبية الاحتياجات والتقليل من مخاطر الوباء. تتلقى الهياكل الجوارية عشرات الطلبات يوميا من قبل الراغبين في الحصول على اللّقاحات المتوّفرة لحماية أنفسهم، ومن حولهم من مضاعفات الفيروس في حالة التقاط العدوى، باعتبارها فعّالة بنسبة تفوق 70٪ من مخاطر "كوفيد-19 " وحتى الفيروسات المتحوّرة التي تتميز بسرعة الانتشار، إذ يسهر أعضاء الطاقم الطبي العاملين بالعيادات الجوارية والفضاءات الإضافية المخصّصة للتلقيح على تقديم خدمات نوعية والتكفل بأكبر عدد من المتوافدين عليها. وأخذت حملة التلقيح ضد فيروس كورونا منعرجا جديدا في الأسابيع الأخيرة سمح بتحكم أفضل في العملية وتسريع وتيرتها التي كانت تسير ببطء كبير قبل أشهر، خاصة مع تصاعد منحى الإصابات مقاربا 400 حالة في اليوم، الأمر الذي جعل الأطباء والمختصون يدقون ناقوس الخطر حول امكانية الدخول في موجة ثالثة خطيرة سببها التراخي في الالتزام بإجراءات الوقاية اللازمة. وتخلص الجزائريون من هاجس الخوف من أخذ اللقاح المضاد لكورونا مقارنة ببداية حملة التلقيح بفضل تفعيل فضاءات جوارية مخصصة للتلقيح عن طريق فتح المساحات العمومية أمام جميع المواطنين الذين تمكنوا من الاحتكاك عن قرب بالأطقم الطبية وشبه الطبية ورؤية الأشخاص الذين يأخذون اللقاح على المباشر، مما ساهم في طمأنة الكثيرين بمدى سلامة وأمن اللقاحات المتوفرة التي لم تتسبب لحد الآن في ظهور أية أعراض جانبية خطيرة على الملقحين. في ذات السياق، يؤكد المختصون أن الأضرار الصحية التي يتسبب فيها فيروس كورونا أخطر بكثير من الآثار الجانبية التي يمكن أن ترتبط باللقاح خاصة على الفئات الهشة من كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة باعتبارهم معرضين بالدرجة الأولى لمضاعفات الفيروس، وهم بحاجة أكثر من غيرهم إلى اللقاح لتعزيز الحماية من مخاطر الإصابة بالفيروس مع تفعيل التدابير الوقائية اللازمة وتجنب الاستهتار من قبل الشباب الذين ينقلون العدوى إلى أقربائهم ويتسببون حتى في وفاة البعض منهم. ولمس القائمون على عملية التلقيح في مختلف الهياكل الصّحية نتائج ايجابية كبيرة من حيث إبداء المواطنين مستوى عال من الوعي بضرورة أخذ اللقاح الذي يعد الحل الأنجع لمكافحة الوباء من خلال إقبالهم اليومي على مراكز التطعيم بعد أن دفعهم الخوف من مخاطر الفيروس إلى اللّجوء للتلقيح قصد بلوغ الأهداف المرجوة والمتمثلة في القضاء على الوباء تدريجيا من خلال تلقيح 70 ٪ من الجزائريين مع نهاية 2021.