شهد الفضاء الجواري بساحة كيتاني بباب الوادي، بالعاصمة، المخصص لانطلاق حملة التلقيح الوطنية ضد فيروس كورونا في الساحات العمومية، إقبالا واسعا من طرف المواطنين لم يكن متوقعا، خاصة وأن عملية التلقيح خارج الهياكل الصحية تجرى لأول مرة، في إطار تعزيز نقاط التلقيح وتسهيل العملية وتحسيس المواطنين بأهمية اللقاحات في حمايتهم من مخاطر الإصابة بوباء كوفيد-19. جرت حملة التلقيح ضد فيروس كورونا في أول يوم من تخصيص مساحات جوارية بداية من بلدية باب الوادي في ظروف تنظيمية جيدة مع تسخير جميع الوسائل الضرورية لإنجاح العملية خارج المراكز الصحية وتجنيد موارد بشرية مؤهلة للتكفل بجميع الوافدين، بالإضافة إلى السهر على احترام الإجراءات الوقائية اللازمة لتفادي انتشار عدوى فيروس كورونا من خلال تطبيق مسافة التباعد في هذا الفضاء الجواري. وشكلت هذه المبادرة الأولى من نوعها فرصة هامة للمواطنين الذين يترددون في أخذ اللقاح، خوفا من إمكانية ظهور آثار جانبية خطيرة بعد العملية للتقرب أكثر من الأطباء والممرضين من أجل طرح استفساراتهم حول ما يتعلق بمدى سلامة وفعالية هذه اللقاحات، ما من شأنه أن يساهم في طمأنتهم وإعطائهم أجوبة مقنعة تضع حدا للشكوك والمخاوف من التلقيح ضد فيروس كورونا. من جهته أكد المواطن محمد البالغ من العمر 65 سنة من بلدية الرايس حميدو أنه كان متخوفا من القيام بالتلقيح ضد كورونا كونه لقاحا جديدا، لكن بعد مشاهدة الإقبال الكبير عليه على مستوى الفضاء الإضافي شعر بالاطمئنان وقرر أخذ اللقاح لتجنب مضاعفات فيروس كورونا الذي يشهد انتشارا مقلقا في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أنه أصيب بكوفيد-19 في بداية الجائحة وظهرت عليه أعراض شديدة الخطورة إلا أنه تماثل للشفاء. واستحسن عدد كبير من الوافدين على المساحة المخصصة لحملة التلقيح هذه المبادرة التي تعطي فرصة القيام بالتلقيح دون موعد وحتى المسجلين في المراكز الصحية والذين ينتظرون دورهم يمكنهم التقرب من هذا الفضاء والاستفادة من التلقيح الذي يعتبر الحل الأنجع والوحيد للحد من مخاطر تفشي فيروس كورونا والتقليل من عدد الوفيات التي تسجل يوميا جراء عدوى الفيروس. كما قالت السيدة كريمة من بلدية باب الوادي، إنها مرت من ساحة كيتاني صدفة لتجد جمهورا غفيرا أمام هذه الفضاءات المفتوحة لتلقيح جميع المواطنين، معبرة عن فرحتها بهذه التجربة الأولى من نوعها، خاصة وأنها مسجلة في أحد المراكز الجوارية منذ جلب الدفعات الأولى من اللقاحات ولم يأت دورها بعد لأخذ اللقاح، مضيفة أنها تفضل الخضوع للقاح مباشرة في هذا الفضاء المفتوح دون موعد على الانتظار طويلا يحين دورها في التلقيح بالهياكل الصحية الجوارية التي تشهد ضغطا كبيرا بالمواطنين. أما الشاب سامي البالغ من العمر 27 سنة، فقد أوضح أن أخذ اللقاح في غاية من الأهمية للحماية من المضاعفات الخطيرة للفيروس، خاصة وأن أحد أفراد عائلته توفي بعد معاناة مع المرض، محذرا من التهاون في التعامل مع الوضع الوبائي الحالي خاصة في ظل انتشار السلالات المتحورة، معتبرا تخصيص الفضاءات المفتوحة والساحات العمومية خطوة جيدة لضمان تلقيح الجميع بدون استثناء.