حذرت مجلة الجيش، من أسمتهم ب «المعتوهين والمتهورين» من مغبة المساس بأمن واستقرار البلاد، وشددت بأن الرد سيكون «قاسيا» ضد من يحالون المساس بسمعة الجزائر وأمنها. ونبهت الشباب إلى عدم الانسياق وراء الإشاعات والأكاذيب التي يبثها «كهنة معابد الفتنة». احتفت مجلة الجيش، في عددها لشهر جويلية 2021، الصادر، أمس، بالذكرى 59 والخميس، لعيدي الاستقلال والشباب، وأفردت لذلك ملفا خاصا، بدءا من خطاب رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني للأمة بالمناسبة. وذكرت في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان: «الإخلاص للشهداء ..أمانة في أعناق أجيال الاستقلال»، بتضحيات الشعب الجزائري، ضد «الاستعمار الاستيطاني الغاشم الذي دام 132 سنة»، وقالت إن «الثورة الشعبية العارمة اجتثت دابر الاستعمار واستأصلت جذوره واسترجعت كرامة الشعب وحريته». الحرية محصلة تضحيات جسام وأكدت أن نعمة الحرية والأمن التي تنعم بها الجزائر، اليوم، لم تكن صدفة أو قدمت هبة، «وإنما هي محصلة تضحيات جسام وجهود أجيال متعاقبة، استهلها الأمير عبد القادر واختتمها بن بولعيد ورفاقه». وبحسب المجلة فإن «نعمة الأمن هذه، أزعجت بعض المعتوهين والمتهورين الذين يؤرقهم أمن بلادنا واستقرارها والتفاف الشعب حول مسار بناء الجزائر الجديدة». لذلك «راحوا يتهجمون على كل الانجازات التي تحققت لحد الآن». وشددت على ردع هؤلاء بكل السبل والوسائل واقتبست من رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة ذكرى 5 جويلية: « إن الشعب الجزائري الذي أمن مسيرته المظفرة بميثاق مرجعية نوفمبر قادر على دحض نوايا التوجهات المريبة ومناوراتها للنيل من أمن واستقرار البلاد». وأضاف الاقتباس بأن «الشعب عازم على التصدي بقوة وحزم لكل من تسول له نفسه التطاول على الجزائر القوية بشعبها وجيشها». الرد سيكون قاسيا وحاسما وعادت الافتتاحية إلى كلمة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، خلال إشرافه على التمرين التكتيكي بالذخيرة الحية «نصر 2021»، بالقطاع العملياتي جنوب-شرق جانت في 30 جوان المنصرم. التمرين الذي جاء في اختتام سنة التحضير القتالي 2020-2021، جاء في سياق إقليمي مضطرب، وظروف أمنية غير مستقرة، لذلك شدد الفريق شنقريحة على أن بلادنا «سعت ولازالت إلى دعم الجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى جميع دول الجوار. غير أن أصحاب النوايا السيئة يعملون على تأجيج وتأزيم الوضع ومحاولة المساس بسمعة الجزائر وأمنها. لذلك خاطبهم (شنقريحة) قائلا: «إننا نحذر أشد التحذير كل من تسول له نفسه المريضة والمتعطشة للسلطة من مغبة المساس بسمعة وأمن الجزائر، وليعلم هؤلاء أن الرد سيكون قاسيا وحاسما». الحذر من كهنة معابد الفتنة وأكدت الافتتاحية أن خطاب الفريق شنقريحة «واضح وجلي ولا يحتاج لأي تأويل أو تفسير، ما على المغامرين والمجازفين إلا العودة إلى جادة الطريق وعقل الصواب والكف عن الدروشة والتهريج». وبالنسبة للمجلة، فإن المعركة التي تخوضها «بلادنا اليوم على أكثر من صعيد، لا تقل أهمية عن تلك التي خاضها شعبنا في معركة التحرير. بل هي امتداد طبيعي لها». وأفردت مساحة لمخاطبة الشباب الجزائري، بالقول إن «الجزائر الجديدة تقوم على هذه الفئة المطالبة بتوظيف طاقاتها في كل المجالات». وقالت أنه ينبغي على جيل الاستقلال، إدراك نعمتي الأمن والاستقرار. وأضافت: «على شبابنا الحذر من كهنة معابد الفتنة الذين يتسابقون في تهديد بلادنا ونشر الإشاعات وحبك الأكاذيب وتثبيط الهمم، فكل محاولاتهم تصب في خدمة أجندات أجنبية ضد الجزائر وشعبها»، مشددة على أن «مآلها الفشل الذريع».