لا يزال سكان حي الجباس القديم يعيشون وسط جملة من النقائص التي نغصت عليهم حياتهم، فبدءا من انعدام المشاريع التنموية وصولا إلى غياب طريق رئيسي يربط المنطقة التي لا تبعد عن مقر بلدية قسنطينة الأم سوى ببضع الكيلومترات، ما جعلهم يعيشون في عزلة. «الشعب» وفي زيارة ميدانية استطلاعية لساكنة حي الجباس القديم، وقفت على الوضعية المتردية التي يضطر السكان العيش وسطها، حيث يبقى الحي الذي يضمّ قرابة 180 عائلة يفتقر لأبسط المشاريع التنموية التي ورغم وجود مشاريع قيد الدراسة في مقدمتها الإنارة العمومية واستكمال ربط العائلات بالغاز الطبيعي والمسجّلة منذ شهر ديسمبر الفارط، إلا أنها لم تر طريقها للتجسيد على أرض الواقع رغم أن مخطّطات إنجازها منتهية وأغلفتها المالية محدّدة. وتبقى هذه المنطقة التي بالرغم من تصنيفها من بين مناطق الظل بولاية قسنطينة، والمجهودات التي تبذل من أجل استكمال برنامج فكّ العزلة عنها، تعاني التهميش واللامبالاة وبعيدا كل البعد عن تحقيق أبسط المشاريع الحيوية التي تعتبر من ضروريات الحياة. وأشار عدد من السكان في تصريح ل»الشعب» إلى أن أهم مشكل يؤرقهم ويصنع المأساة لهذا الحي الذي يعود تاريخ تواجده إلى الحقبة الاستعمارية، هو غياب طريق معبد واضح للعيان حيث لا يتوفر سوى على مسلك وحيد عبر حي بن الشرقي وللوصول إليه يجب المرور عبر جسر على مسافة 3 كيلومتر، هذا الأخير الذي أصبح أكبر خطر على السكان بسبب إهترائه وتسبّب بالعديد من الحوادث وانقلاب السيارات. وانعكس غياب الطريق الرئيسي سلبا على النقل بالمنطقة، لاحظنا نذرة وسائل النقل حيث تتوفر سوى على 4 سيارات أجرة مع توفير 5 حافلات خاصة بالحي. هذه الأخيرة التي تعرف تذبذبا في الفترة الصباحية. أما مساءً فمن استطاع إليها سبيلا، ليلجأ السكان هنا إلى سيارات «الفرود» التي هي الأخرى أصبحت تمتنع عن دخول الحي لخطورة الجسر، الوضع ذاته يطرحه أولياء التلاميذ فيما يخصّ النقل المدرسي. وأكد رئيس جمعية الحي أنه ورغم تخصيص حافلات من طرف البلدية، إلا أنها لا تعمل بطريقة نظامية وكثيرا ما تسجل الغياب ما يؤثر سلبا على تمدرس التلاميذ مطالبين بتوفير حافلات قطاع التضامن لكافة الأطوار لتفادي التسرّب المدرسي لأبنائهم، سيما وأن المؤسسات التربوية بعيدة عن منطقتهم، هذا ويشتكي سكان المنطقة من انعدام مساحات اللعب ودور للشباب لممارسة نشاطاتهم الرياضية. من جهة أخرى، ذكر رئيس جمعية الجباس القديم، أن مشكلة عدم تجسيد المشاريع أثرت سلبا على الحي المنسي، حيث أكد على أن مشروع 75 عمودا كهربائيا داخل الحي، حيث تم وضع ورقة تقنية وميزانية مخصصة له شهر ديسمبر الماضي على نية مباشرته، إلا أنه لم يجسّد لحدّ كتابة هذه الأسطر، وهو ما أثار استيائهم رغم أنهم مصنّفين ضمن مناطق الظل. يضاف إلى ذلك غياب الأعمدة الكهربائية على طول الطريق المؤدي إليهم. هذا إضافة لمشروع تزويد 50 عائلة بالغاز الطبيعي الذي لا يزال لم يجسد رغم المصادقة عليه منذ سنة 2010، لم يتم ربطهم بالغاز الطبيعي، وهو ما اعتبروه إجحاف في حقهم، مؤكدين أن معاناتهم لم تتوقف فقط مع قارورات البوتان وغياب الطريق. ويشتكي سكان غياب شبكات الصرف الصحي بعد أن عرفت عطب لقدمها واهترائها، ليجدوا أنفسهم غارقون في مياه قذرة غمرت منازلهم وتحوّلت لأوحال ومستنقعات أخرى، رغم المطالب العديدة والمتكرّرة لإعادة تجديد الشبكة من قبل المصالح المعنية.