تفشي «دلتا» كابوس يؤرق العائلات يعيش المواطنون هذه الأيام حالة خوف وهلع بسبب تدهور الوضع الوبائي بشكل غير مسبوق، من خلال تسجيل ارتفاع رهيب في الإصابات اليومية مع تزايد عدد الوفيات، الأمر الذي أثر سلبا على نفسية جميع الفئات وجعلهم يصابون بارتباك وخوف مرضي من إمكانية إصابتهم بعدوى الفيروس وعدم النجاة منه. بعد أن كان الخوف والقلق من فيروس كورونا شائعا لدى الفئات الهشة كالمسنين والمصابين بأمراض مزمنة في الموجتين الأولى والثانية من الوباء، باعتبارهم الأكثر عرضة لمخاطر الفيروس، اختلف الوضع في هذه الموجة التي لا تفرق بين كبير وصغير، حيث أصبح الأشخاص من جميع الأعمار مهددين بالإصابة بأعراض صعبة ومضاعفات خطيرة، وهو ما لاحظناه في المستشفيات التي باتت تستقبل عددا كبيرا من الشباب المرضى بسبب تعرضهم لخطورة الفيروس. أثرت الأخبار المتداولة عن خطورة الفيروس المتحور «دلتا»، الأكثر انتشارا في الجزائر، على المواطنين بصفة أكبر، حيث زادت من معاناتهم النفسية وجعلتهم في حالة من القلق اليومي وشعور بخطر حرك في أعماقهم الخوف النفسي ومن أن لا يتمكن جهازهم المناعي من التصدي لشراسة هذا الفيروس، خاصة عند اطلاعهم على حصيلة الوفيات المرتفعة مع عدد المصابين المتزايد بشكل غير مسبوق. ويتخوف المواطنون من إمكانية إلتقاطهم الفيروس وظهور أعراض خطيرة تجعلهم بحاجة إلى الأوكسجين الذي يشهد نقصا على مستوى المستشفيات العمومية، لأن حياتهم في هذه الحالة ستصبح مرتبطة بهذه المادة وبمجرد التفكير بأن السلالة الهندية تنتشر بسرعة فائقة تتعدى الفيروسات الأخرى، وفي المقابل لا توجد الإمكانات اللازمة للتكفل بجميع الحالات لكثرتها، يصاب الشخص بهلع شديد من أن يفقد حياته. وأصبح كل من يحمل الفيروس وتظهر عليه الأعراض هذه الأيام، يضع نصب عينه الموت الحتمي، ما يتسبب في زيادة عقدة الخوف لديه وعلى محيطه العائلي بشكل يؤثر سلبا على الجهاز المناعي، الذي يعد قوة دفاعية في جسم الإنسان ويتحول الأمر إلى الهوس الذي جعل البعض يشعرون بضيق التنفس دون الإصابة بالمرض، وهو ما يؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي الذي لا يمكنه مقاومة هذا الفيروس في حالة التقاطهم للفيروس. ووصلت حدة الهلع لدى امرأة في الثلاثين من العمر، إلى الشعور باختناق شديد وضيق في التنفس بمجرد التفكير أنها قد تصاب بالفيروس، خاصة مع انتشار الأخبار حول وفاة شباب بسبب هذا النوع الخطير من الفيروس، الأمر الذي أثر على نفسيتها وجعلها تلجأ في كل مرة إلى إجراء فحوصات الكشف عن الفيروس، لتتأكد بعدها أنها مجرد أوهام وشكوك تراودها بسبب حالة الخوف التي تشعر بها. ويبقى الجانب الإيجابي في تخوف المواطنين من الإصابة بفيروس كورونا يكمن في اتباعهم لإجراءات الوقاية، وعدم التراخي والتهاون في احترام مسافة التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة وتجنب التجمعات، مع الاستجابة الواسعة للحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، بعد تسجيل تردد من قبل الكثيرين، إلا أن الوضع اختلف الآن مع خطورة الحالة الوبائية التي تعيشها الجزائر حاليا.