نقلت «الشعب» على لسان بعض التجار المختصين في بيع المياه المعدنية بوهران، أن النقص الكبير في قارورات الماء المصنوعة بولايات الوسط والشرق منذ منتصف شهر رمضان مفاده لجوء بعض السماسرة إلى تهريب هذه المادة نحو تونس وليبيا، إضافة إلى تخزينها وبيعها للتجار الفوضويين الذين يُمارسون نشاطاتهم على الشواطئ وفي محطات الحافلات والسيارات وغيرها بأسعار مرتفعة. ومع ارتفاع درجات الحرارة التي صحبتها رطوبة كثيفة كان الإقبال على الماء بكميات غير مسبوقة، كشف التجار في سياق حديثهم أن العديد من باعة الجملة يقومون بتخزين قارورات المياه المعدنية لإحداث الندرة المفتعلة وبالتالي رفع الأسعار، هذا ويبقى لمعيار ارتفاع الطلب خاصة خلال يومي العيد بعدة مناطق بوهران، حسب المعنيين واحد من أسباب الندرة التي طالت هذه المادة الأكثر من ضرورية خاصة في صفوف المرضى، الأمر الذي وضع الكثير منهم أمام حتمية الإعتماد على مياه الصهاريج المتنقلة، مما يعرض حياتهم للخطر، لا سيما منهم مرضى القصور الكلوي وغيرهم، بعدما قاطعت مياه الحنفيات التي لا تزال تثير مخاوف الوهرانيين الذين عانوا لسنوات من تلوث المياه وعدم صلاحيتها، وأرجع الكثير منهم ممن تحدثوا إلينا ارتفاع السعر إلى غياب المراقبة، إذ أن التجار انتهزوا فرصة غياب أعوان المراقبة التابعين لمديرية التجارة وقمع الغشئللمضاربة في الأسعار والإحتكار على حساب الغلابة والمساكين. وما يقال عن بورصة الأسعار من خلال جولة قادتنا إلى عدد من محلات الولاية، أن التجار اختلفوا فيما بينهم حول سعر القارورة، فهناك من رفع سعر القارورة ذات سعة لتر واحد ما بين 45 و60 دج، فيما فاق سعر القارورة ذات سعة 5 لترات 160 دج، وهناك من فضل الإبقاء على سعر 25 دج و30 دج، مع التعليق عند كل عملية بيع بأنه ليس مثل التجار الآخرين وأنه حافظ على السعر مع تأكيده على أنه سيرفعه في حال بقاء الوضع على حاله، والغريب في الأمر أن ارتفاع أسعار المياه المعدنية التي بلغت أكثر من 160 دج في محلات بيع التجزئة ل6 قارورات لم تثن الجزائريين من الإقبال على هذه المادة التي تعتمد عليها الكثير من العائلات بنسبة 100 بالمائة.