تأثّرت السياحة في بلدية حمام ملوان بشكل كبير في موسم الاصطياف لسنة 2021، الذي يوشك على نهايته، حيث تراجع عدد زائري المنطقة الجبلية التي تعتبر قبلة للسياح لولاية البليدة التي تنتمي إليها إداريا، وكذا الولايات المجاورة لاسيما الجزائر العاصمة. برّر أحد ممثلي المجتمع المدني تراجع الإقبال على بلدية حمام ملوان بسبب الجفاف الذي ميز البلاد في السنتين الأخيرتين، فعدم تساقط الأمطار أدّى إلى نقص منسوب المياه الجوفية التي تسيل في الوادي الرئيسي، والذي تصطف على ضفافه العائلات للاستمتاع بمياه العذبة الصافية. قال أحد الفلاحين النشطين بحي «مقطع لزرق»، الذي يشهد هو الآخر إقبالا كبيرا للسياح، إن نقص منسوب المياه في الوادي صعب تشكيل مسابح صغيرة (برك منفصلة عن بعضها)، وهذا ما جعل المنظمين الذين يحوزون على رخصة تنظيم السياحة به، ينصبون خيما قليلة، والتي غالبا ما ينسجونها بأغصان الأشجار وأوراقها. ومعلوم أن بلدية حمام ملوان تعتبر ثاني أفضل منطقة سياحية في ولاية البليدة بعد الحظيرة الوطنية للشريعة، وتتشابه كثيرا مع الموقع السياحي عنصر القردة في بلدية الشفة، ويزور حمام ملوان مئات السياح يوميا خلال فصلي الربيع والصيف، وينقص عددهم في فصل الخريف. وأثّرت الأزمة الصحية أيضا على موسم الاصطياف في بلدية حمام ملوان، بسبب إجراءات الوقاية من وباء فيروس كورونا، فمنع التجمعات جعل السلطات البلدية تتحفظ بخصوص منح تراخيص لمستغلي الوادي، قبل أن تحدث الموجة الثالثة للوباء التي بسببها تمّ تعديل توقيت الحجر الجزئي، وأصبح التنقل ممنوعا بعد الساعة الثامنة مساء. واستفادت بلدية حمام ملوان من مجموعة من المشاريع التنموية، فعلاوة على تزويد جل أحياء «الحي الجديد»، «الجبسية»، «تحامولت»، «الكحايلية» بالماء الشروب والغاز والإنارة العمومية، فهي تشهد إنجاز مرافق مهمة على غرار ملعب جميل بحي «مقطع لزرق». ويُخطّط المنتخبون المحليّون إلى إعادة إعمار بعض الأحياء المهجورة التي غادرها سكانها خلال الأزمة الأمنية التي شهدتها الجزائر خلال فترة التسعينات الماضية، وأبرزها حي «يما حليمة»، الذي يبعد 10 كيلومتر عن مركز البلدية، مع العلم أنّ فلاحين شباب رفعوا التحدي وعادوا إلى أراضيهم في أعالي الجبال بمنطقة «الدوابشية» للاستثمار في تربية الحيوانات والأشجار المثمرة.