يحظى التكوين والتعليم المهنيين بأهمية بالغة، وهناك حرص متواصل من أجل تطويره والارتقاء به واستقطاب أكبر عدد من الشباب البطال، وذلك لأهميته في مواكبة الإنعاش الاقتصادي، والذي يقوم أساسا على التنويع وزيادة فرص العمل. على غرار ولايات أخرى تعد وهران نموذجا في تطوير القطاع، وتحقيق الأهداف المتوخاة، من خلال تكوين موارد بشرية ماهرة ومؤهلة، قادرة على مواكبة التغيرات المتسارعة والتحديات في المرحلة الجديدة، حسبما أظهرته المعطيات المتحصل عليها. تخرج 6384 متربص و11842 يزاولون التكوين تشير الأرقام الرسمية الصادرة عن المديرية الوصية إلى أنّ عدد المتخرجين، خلال الدورة التكوينية الماضية ناهز 4895 متخرج متوجين بشهادة و1489 في مجال التكوينات التأهيلية قصيرة الأمد، فيما لا يزال 11842 متربص يزاولون الدروس، من بينهم 4615 فتاة، موزعين كالآتي: 2495 عن طريق التكوين الإقامي المتوج بشهادة، و9647 عن طريق التمهين، وكذا 346 متربص في إطار مسار التعليم المهني؛ وهو كل تعليم أكاديمي وتأهيلي ممنوح من مؤسسات التعليم المهني، بعد الطور الإجباري بمؤسسات التربية الوطنية، ويتميز بكونه مختلط مع التكوين في الوسط المهني. دورة أكتوبر تقترح 11685 منصب و99تخصص من جهة أخرى، تتواصل التحضيرات لإنجاح دورة أكتوبر 2021 التي خصّص لها، زهاء 11685 منصب بيداغوجي، تغطي جميع أنماط التكوين المتاحة من المستوى الأول (الابتدائي) إلى المستوى الخامس. وتتوزع هذه العروض كالآتي: 7930 منصب بيداغوجي عن طريق التكوين المتوج بشهادة التأهيل، والذي يتصدر التمهين ب 4680 والإقامي ب 1440، إضافة إلى 80منصبا عن طريق المعابر و30 عن طريق الدروس المسائية و1657 عن بعد، وكذا 526 منصب في المؤسسات الخاصة. كما خصّص القطاع 3755 مقعد في إطار التكوين التأهيلي، والمقسم هو الآخر إلى بعض الشعب المهنية، منها البناء والأشغال العمومية بنسبة 10.47 بالمائة والفندقة والسياحة والإطعام بنسبة 15.45 بالمائة، وغيرها من التخصّصات الأخرى. وتقترح هذه الدورة 99 تخصصا، منها تخصّصات قديمة، تم إعادة فتحها، على غرار الفلاحة والبناء والأشغال العمومية والفندقة والسياحة والصناعات الميكانيكية، إضافة إلى أخرى جديدة، تم إدراجها برسم الموسم التكويني الجديد، استجابة لكل المستويات الدراسية، ومتطلبات سوق العمل المحلية والجهوية. تخصّصات جديدة ويتعلق الأمر ب3 تخصصات جديدة في مجال التكوين التأهيلي وهي: استرجاع النفايات وإعادة تدويرها لمدة ثلاثة أشهر بمركز التكوين المهني والتمهين بعين الترك، وكذا تخصّص صانع بيتزا في مجال الفندقة والسياحة بمركز حاسي بونيف، بالإضاف إلى تخصّص الرسم على القماش. كما تحمل حقيبة التكوين المهني لولاية وهران، تحسّبا للدخول المقبل 6 تخصصات جديدة في مجال التكوين المتوج بشهادة، تتمثل في: تقني سامي في التعمير على مستوى المعهد الوطني المتخصص في البناء، وكذا في تخصّص الأجبان ومشتقات الحليب بمركز مسرغين، إضافة إلى شهادة تقني في كل من تخصص تشغيل آلات الطبع، الموجّه لأصحاب المستوى الرابع بمركز عين الترك، وكذا صيانة التجهيزات المعلوماتية بالمعهد الوطني المتخصص بمارفال، إضافة إلى تخصّص البستنة والمساحات الخضراء بمركز حاسي بونيف. وتجدر الإشارة إلى أنّ قطاع التكوين والتعليم المهنيين بوهران يوفر عامة ( 208 ) تخصص، موزعة على 19شعبة مهنية، تغلب عليها الشعب المهنية والتخصصات التالية: الكهرباء الإلكترونيك والطاقات بنسبة 14.84 بالمائة، السياحة والفندقة والاطعام بنسبة11بالمائة، البناء والأشغال العمومية 12 بالمائة. اهتمام متزايد عن طريق التمهين وأمام هذه المعطيات والمستجدات، اعتبر المدير الولائي للتكوين والتعليم المهنيين بوهران، نور الدين عيمار، أن" القطاع رافد من روافد التربية الوطنية، لكنه يتميز بخصوصية أنه يتشعب ويتنوّع، وفقا للنسيج الاقتصادي والخدماتي، من جهة، ومتطلبات السكان، من جهة أخرى." وأوضح، في هذا السياق، بأن « الإهتمام المتزايد لولاية وهران بالتكوين عن طريق التمهين، حسبما تعكسه الأرقام، ينطلق من منظور استراتيجي في تعزيز دوره في إطار سياسة التنويع الاقتصادي ومواكبة متطلبات سوق الشغل من خلال الشراكة والتعاون مع المحيط الاقتصادي والإجتماعي.» ويرى أنّ «هذه النظرة، تترافق مع معطيات، تخدم ذلك الهدف، انطلاقا من توفر البيئة المناسبة من البرامج والمشاريع والقوة الإقتصادية والخدماتية لهذه المدينة، وغيرها من الظروف المواتية لجعلها تحتل الريادة وطنيا في مجال التكوين عن طريق التمهين.» كما عاد محدثنا، ليؤكد علاقة القطاع المتنوعة والمتميزة مع مختلف المتعاملين، والتي تسمح، حسبه دائما، بايجاد أرضية لصياغة خريطة بيداغوجية مرنة وقابلة للإثراء والتدعيم مرحليا، تماشيا مع التطور الاقتصادي والإجتماعي للبلاد. مشاريع تخدم مناطق الظل وتطرق المسؤول إلى المشاريع الهامة التي استفاد منها القطاع بوهران، لتحسين خدماته وتقريبها من المواطن؛ وتتمثل في ثلاث مؤسسات تكوينية جديدة بقدرة استيعاب إجمالية، تناهز 900 مقعد، موزعة عبر مركز التكوين المهني بسيدي البشير، وكذا مركز حي النجمة الذي تم إلحاقه بمركز الكرمة، في انتظار الإنشاء القانوني له، مثله مثل مركز مرسي الحجاج الذي انتهت الأشغال على مستواه، على أن يدخل حيز الخدمة، بداية من شهر فيفري المقبل. كما تتوقع الوصاية دخول حيز الخدمة مركز سيدي الشحمي، الذي تجاوزت الأشغال على مستواه ال70 بالمائة، فيفري المقبل، فيما سيتدعم القطاع مستقبلا بمعهد وطني "بلقايد" بقدرة استيعاب 350مقعد. ووفقا لتقديرات نفس المصدر، سيرتفع العدد الإجمالي للحظيرة الولائية إلى 26 مؤسسة عمومية قيد الخدمة بقدرة إستيعاب إجمالية، تفوق 8400 مقعد بيداغوجي و1410 سرير و3390 مقعد نصف داخلي، زيادة على ملحقتين تابعتين للمراكز و5 معاهد متخصّصة في التكوين المهني ومعهدا للتعليم المهني بأرزيو، وكذا 100 مؤسسة خاصة ومركز جهوي للتكوين المهني. واستنادا إلى نفس التوضيحات، يعتمد القطاع على 148 تجهيز، تختلف من مؤسسة لأخرى، وذلك في انتظار استلام تجهيزات جديدة من طرف الوزارة الوصية، باعتبارها عملية مركزية، تقوم بها المؤسسة الوطنية للتجهيزات التقنية البيداغوجية؛ الجهة الوحيدة التي تقوم باقتناء التجهيزات وفق برنامج مسطرا مسبقا. كما يشغل القطاع بنفس الولاية 1659عامل وموظف، من بينهم 554 أستاذ؛ 206 أستاذ متخصص في التكوين المهني و159 أستاذ متخصص في التكوين والتعليم المهني "درجة أولى" و180 متخصص في الدرجة الثانية، بالإضافة إلى 87 مؤطر في المجال التقني والإداري، بما فيهم مسيرين ومساعدين وتقنيين وبيداغوجيين. يرى مدير التكوين والتعليم المهنيين، نور الدين عيمار، أنّ «كل هذه المشاريع، تخدم مسعى إعادة هيكلة القطاع على مستوى مناطق الظل، من خلال استحداث مراكز جديدة وتطوير برامج تكوين، تتماشى مع المنظومة الإقتصادية والإجتماعية للمجتمع، سيما سوق الشغل. » مرافقة المتخرجين وفي ضوء ذلك، تستعد وهران لفتح "دار المرافقة" على مستوى مركز التكوين المهني والتمهين بحي الصديقية شرقي الولاية، والتي من المزمع أن تدخل حيز الخدمة، خلال الدخول التكويني الجديد بهدف المساهمة في البحث عن مناصب الشغل الشاغرة ومحاولة إدماج الشباب المتخرج من مؤسسات التكوين والتعليم المهني ومرافقتهم في مشاريعهم المهنية لتحقيق طموحاتهم وأهدافهم. وفي هذا الشأن، كشف المكلف بالإعلام لدى المديرية الوصية، بوزيد العيد، عن إنجاز بنك معلوماتي بالتنسيق مع مختلف آليات وميكانيزمات مساعدة الشباب على التشغيل، بما فيها وكالة التشغيل (أنام) ووكالة دعم المقاولاتية (أناد) وصندوق التأمين على البطالة (كناك) ووكالة تسيير القرض المصغر(أنجام). كما نوّه محدثنا بمستوى التعاون بين مديرية التكوين والتعليم المهنيين ومشتلة المؤسسات؛ حيث تم توجيه عشرات الشباب من خريجي التكوين المهني أصحاب المشاريع الجذابة نحو مشتلة المؤسسات بولاية وهران من أجل مرافقتهم في تحقيق مشاريعهم، كما قال، داعيا الشباب إلى اكتساب المهارات والمؤهلات والحصول على شهادات، تمكّنهم من ولوج عالم الشغل أو إنشاء نشطات اقتصادية خاصة، ولاسيما نمط التكوين عن طريق التمهين، لما له من خصوصيات تسهّل الإدماج المهني لخريجي القطاع.