انطلق أمس بالمدرسة العليا للعلوم السياسية الدخول الرسمي و الفعلي للدراسة ب116 مقعد بيداغوجي على مستوى الوطن و بقسم جديد يحمل اسم «الدراسات الإقليمية» ينطوي تحته 4 تخصصات انحصرت في الأوروبية و الأسيوية سيما من الناحية المالية و الاقتصادية و أمريكا اللاتينية و إفريقيا اللتان لم يجسدا في هذا الموسم نظرا لما اسماه مديرها محمد بوعشة بالأولوية. وأكد بوعشة أن أسيا إفريقيا أوروبا وأمريكا كلها قارات لا يعرف عنها الطلبة سوى معلومات عامة لذا فان قسم الدراسات الإقليمية سيسمح لهم بالتمكن من هذه القارات و تنظيماتها الإقليمية و المحلية قصد تقديم خدمة للجزائر من خلال تكوين متخصصين مضيفا أن الأوروبيين مستعدين للإشراف على الدفعة المتخصصة بالدراسات الأوروبية و حتى بالنسبة لأسيا و إفريقيا و ولاسيما الجانب المادي وأوضح بوعشة انه تم فتح التسجيل الأولي لمدة 3 أشهر حيث استقبلت المدرسة 1500 ملف كان من بينها 800 لا يحتوي على جميع الشروط المطلوبة، أما اللجنة فقد درست ملفات 600 مترشح 421 فقط تم قبولهم لتتم بعدها عملية التصفية التي نتج عنها 191 طالب وبعد خضوعهم للاختبار الكتابي والشفهي والإعلام الآلي إضافة إلى اللغات تم قبول 116 فقط. وفتحت المدرسة للموسم الحالي 300مقعد بيداغوجي إلا أنه نظرا لعدم توفر المقاييس المطلوبة ومستوى الطلبة الضعيف نوعا ما في اللغات الأجنبية اختارت اللجنة116 طالب فقط يشرف على تدريسهم و تأطيرهم 4 أصناف من الأساتذة تمثلت في الأكاديميين من مختلف الجامعات و أصحاب الخبرة في الميدان لمدة25 و30 سنة، وعسكريين و دبلوماسيين ذو كفاءة ممتازة بالإضافة إلى أخصائيين في المالية والجمارك و الاقتصاد العام و الفلاحة و مهندسين وبما يعادل 32 أستاذ دائم و 51 متعاون. وبخصوص عدد المقاعد البيداغوجية التي انطلقت بها المدرسة قال مديرها أنها بدأت دفعتها الأولى ب100 طالب اغلبهم طرد لم يبقى منهم سوى 42 لأسباب عديدة لخصها بوعشة في عدم الالتزام و التفرغ للدراسة وتحايلهم بالفرار إلى العمل مؤكدا في ذات السياق أن الدراسة بها تحتاج إلى تفرغ تام وعدم ممارسة أي نشاط معها نظرا لطبيعة البرنامج المكثف الذي يخضع له المتمدرس بها. وعن تخرج هذه الدفعة فان طلبتها أتموا برنامجهم وجميع مناقشاتهم مسطرة حيث سيكون حفل التخرج بالأيام القليلة القادمة مضيفا أن الاتصالات مع الوزارة جارية بشأن مسابقة الدكتوراه التي يمكن لغير طلبتها المشاركة فيها بشروط، لذا فالمدرسة ستختار الأقدر على البحث بسهولة و التحكم في آليات و تقنيات البحث العلمي، مركزة بذلك على التعامل مع الخارج في إطار البحث و تحضير الملتقيات المشتركة. وتتوفر المدرسة على مكتبة تظم 6000 عنوان بالإضافة إلى موقع الكتروني كلف 100 ألف اورو،وميزانية موجهة إلى النشاطات الرياضية الجماعية و المجلات المدرسية كونها مكملة للبرنامج الذي يخضع له الطالب ،كما تم العمل على تكوين إدارة منسجمة مع الأساتذة من خلال اختيار أحسن الإطارات . ويرى بوعشة أن الجزائر تحتوي على كفاءات ممتازة إلا انه و للآسف غير موظفة بشكل صحيح، حيث لا يمكن لها أن تلحق بركب الدول المتقدمة و الرائدة في العالم بمعزل عنها،داعيا الجهات المعنية أن تأخذ بيد هؤلاء كونهم ذخر الوطن ولهذا الشأن تعيد المدرسة كل سنتين النظر في البرامج المقدمة و إجراء تغييرات خفيفة للتا قلم مع مايجري بداخلها وبالعالم.