لم يستبعد مدير المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، الدكتور محمد بوعشة، إمكانية إعادة النظر في شروط الالتحاق بالمدرسة ابتداء من شهر جانفي المقبل، وكشف بأنه سيرفع تقريرا إلى مصالح وزارة التعليم العالي بهذا الخصوص لأن القرار النهائي يعود لها، وقال إنه شخصيا مع إنزال معدّل قبول الترشح إلى 10 من 20، معلنا التحاق 116 طالب جديد في عشر تخصّصات. انطلق أمس فعليا الموسم الجامعي الجديد بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية الذي عرف التحاق 116 طالب جديد من الدفعة الرابعة بقسم »الماستر« في عشر تخصّصات يتمّ إدماجها جميعا لأول مرة منذ 2009، ويُنتظر أن تفتح المدرسة قسما جديدا بعنوان: »الدراسات الإقليمية« التي تضمّ أربع تخصّصات قال عنها الدكتور محمد بوعشة إنه سيتمّ العمل بها بشكل تدريجي على أن تكون البداية بتخصّص »الدراسات الأوروبية« التي من المرتقب أن تنظّم مسابقة الانضمام لها في شهر جانفي المقبل. وأوضح بوعشة في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر المدرسة، أن إعطاء الأولوية ل »الدراسات الأوروبية« جاء لاعتبارات مرتبطة ب »علاقات الجوار وأمننا القومي«، مضيفا أنه سيتم في وقت لاحق فتح التخصصات الثلاثة الأخرى وهي »الدراسات الآسيوية« باعتبار أن »آسيا هي مستقبل العالم«، ثم يأتي بعدها تخصصي »دراسات أمريكا اللاتينية« و»الدراسات الإفريقية«، نافيا أن يكون بهذا الترتيب »قد أهملنا القارة السمراء التي تعتبر العمق الإستراتيجي« على حدّ وصفه. وحسب ما جاء لسان الدكتور محمد بوعشة فإن دخول هذه السنة »عادي« على أن يميّزه حفل تخرّج أول دفعة »ماستر« بالمدرسة التي تضمّ حوالي 45 طالبا، وقد اعترف المتحدث في هذا الشأن بأن هذه الدفعة انفردت بطرد حوالي 100 طالب لعدة أسباب، فهناك من قّرّر المغادرة تلقائيا ومن لم يتمكن من التأقلم مع إيقاع الدروس المكثفة، وكذا من يحاول التحايل وحتى بسبب كثرة الغيابات، وذكر بأنه ليس لديه ما يُخفيه حول هذا الموضوع. كما أفاد مدير المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية أنه تمّ فتح الترشح لمسابقة الدخول الجديد خلال شهر ماي الماضي واستمرّت عملية استلام الملفات عبر البريد إلى غاية شهر أوت بوصول حوالي 1500 ملف، وجرت دراسة 600 ملف فقط توفرت فيها الشروط المطلوبة. وعلى إثر ذلك تقرّر قبول 421 ملف لدخول مسابقة الالتحاق بقسم »الماستر« في التخصصات المفتوحة لم يتمكن من اجتيازها سوى 321 مترشح نجح 191 منهم في الامتحانات الكتابية. وبعد تنظيم المقابلة الشفهية لمجمل الناجحين لم يتمكن من اجتيازها سوى 116 مترشح خاصة وأن هذه المرحلة تعتبر اختبارا حقيقيا لقدرات الطلبة في اللغات الأجنبية »الفرنسية والإنجليزية« وكذا الإعلام الآلي، وعليه فإن من مجموع 116 ناجح حصل فقط 34 منهم على معدّل 10 من 20، سبعة منهم فقط حازوا على علامة تفوق 10 من 20 في كل التخصّصات، مع العلم أن عملية تأطير الطلبة يتكفل بها 32 أستاذا دائما وأكثر من 50 متعاونا من دبلوماسيين سابقين وعسكريين وإداريين في المالية والاقتصاد. وأقرّ بوعشة أن إدارة المدرسة كانت تأمل في إدماج حوالي 300 طالب في قسم »الماستر« لهذه السنة لكن المسابقة أبقت فقط على 116 طالب، وسألته »صوت الأحرار« على هامش الندوة الصحفية عن إمكانية مراجعة شروط الالتحاق بهذه المدرسة نزولا عند طلبات الكثير من المهتمين في التخصّص، وكان جوابه أن ترك الباب مفتوحا، بل وأضاف محدّثنا بأنه شخصيا يدعم الفكرة: »لقد سبق وأن ناقشت هذا الأمر مع مصالح الوزارة ومن الممكن جدّا أن نشرع في ذلك خلال شهر جانفي المقبل في حال تمكنّا من تنظيم مسابقة الالتحاق بتخصّص الدراسات الأوروبية«. ومعلوم أن الشروط المحدّدة لإيداع ملف الترشح في مسابقة المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية تفرض الحصول على معدّل لا يقلّ عن 11 من عشرين مع عدم دخول الامتحان الشمولي أو الاستدراكي في السنوات الثلاث بالنسبة لحاملي »ليسانس« في النظام الجدي، وخلال السنوات الأربعة بالنسبة لخريجي النظام الكلاسيكي، مع اشتراط إتقان اللغتين الفرنسية والإنجليزية وتقنيات الإعلام الآلي، ولذلك أشار الدكتور محمد بوعشة إلى إمكانية إنزال معدّل القبول إلى 10 من 20 في حال وافقت وزارة التعليم العالي بالاقتراحات الجديدة.