ستكون الدفعة التاسعة للطلبة المتخرجين من المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس هذا الصيف، آخر دفعة يحق فيها للناجحين الاختيار بين الحياة المدنية والعسكرية في مواصلة تكوينهم العالي، ولأن ثمار هذه المدرسة صارت شاهدة بكل المدارس والمؤسسات العسكرية والمدنية، فإن القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي قررت إفراد التكوين لصالح الجيش، وبذلك تكون المدرسة التحضيرية ''مدرسة الألفية الثالثة'' بكل امتياز، والمستقبل الواعد للبلاد، والقطب الذي لا يضاهى في نوعية التأطير والتكوين. احتفلت أول أمس المدرسة الوطنية التحضيرية لدراسات مهندس بالرويبة بالذكرى المزدوجة ليوم العلم وتاريخ إنشائها، حيث فتحت أبوابها لممثلي وسائل الإعلام الوطنية للاطلاع على الهياكل والمنشآت التي لا تزال يتدعم بها هذا القطب العلمي والعسكري منذ انطلاقه في ,1998 وكالعادة نظم مسؤولو المدرسة زيارة مكنت الصحافيين من معاينة كل الهياكل البيداغوجية والحياتية والرياضية، والتي تعد مفخرة لأبناء الجزائر الذين يتمكنون من الظفر بدخولها والتعلم بين ظهرانيها. وتعدالمخابر وقاعات التدريس والورشات المتوفرة على أحدث التجهيزات السند الكبير للطلبة يؤطرهم في ذلك أساتذة ودكاترة يتم اختيارهم بدقة، وذكر أحد الضباط في عرض مصور عن المدرسة بأنها تضم 54 قاعة للتدريس تتسع ل1296 مقعد بيداغوجي، 8 مخابر للتكنولوجيا، 9 للفيزياء وغيرها من الهياكل الضرورية، والجديد هذا العام هو مشروع المسبح الذي يشرف على الانتهاء. كما أجاب الضباط السامون على أسئلة تمحورت في مجملها حول مصير الطالب بعد التخرج، فأوضحوا أن 80 منهم يختارون الحياة العسكرية وأن الدفعة التاسعة التي ستتخرج هذا الصيف ستكون الأخيرة التي لها حق الاختيار بين المدني والعسكري، وفي هذا الإطار ذكر مدير الدراسات المقدم مولاي أن القلة القليلة من الطلبة الذين يختارون مواصلة مشوارهم الدراسي بالجامعة يجدون أنفسهم من النجباء بالنظر إلى الصرامة والبرامج المطبقة بالمدرسة، مشيرا إلى أن هناك عدة مؤسسات اقتصادية تتصيد الخريجين نظرا لكفاءتهم وتمكنهم من المواد العلمية. ولأن المعدل العام من الطلبة الخريجين الذين يختارون مواصلة التكوين بالمدارس العسكرية (80) فإن القيادة العليا قررت جعل المدرسة التحضيرية تقوم بالتكوين لفائدة المؤسسة العسكرية، يضاف إلى ذلك أن مستوى التأطير يؤهل المتوجهين مثلا للمدرسة العسكرية المتعددة التقنيات للظفر بأغلبية المقاعد وإحراز المراتب الأولى، علما أن الطالب بالمدرسة التحضيرية لدراسات مهندس يصل معدل تكوينه العلمي إلي 80 إضافة إلى التكوين العسكري، حيث يمنح للخريج شهادة نجاح في التكوين العسكري. وذكر مدير المدرسة العميد عابد حلوز أن مؤسسته تبقى القطب العلمي والصرح العسكري الذي يزود بقية المدارس والمؤسسات العسكرية بكفاءات ونخبة شابة قادرة على التألق وإثبات جدارتها في الميدان، مشيرا إلى أن عملية التحسيس والتعريف بالمؤسسة انطلقت منذ أيام وتمس الثانويات لترغيب النجباء من الحاصلين على البكالوريا في المشاركة بالمسابقة التي يتم في نهايتها اختيار 400 طالب كل سنة.