تمر أربعة سنوات على الفيضانات التي اجتاحت ولاية غرداية في الفاتح من أكتوبر 2008 حيث كانت أثقل حصيلةئبشرية آنذاك ظلت في ارتفاع مستمر، بتسجيل وفاة 43 شخصا، وإصابة العشرات بجروح مع تسجيل عدد كبير من المفقودين وتشريد ألاف السكان. ولتفادي وقوع كوارث أخرى قامت السلطات «مديرية الراي» بتخصيص غلاف مالي ضخم لتأمين المناطق المعرضة للفيضانات حيث قدر ب900 مليار سنتيم تمثل المبلغ في إنجاز ثلاثة سدود كبرى وهي الواد الأبيض وسد بوبريك وسد العديرة السدود ستؤمن المدينة من مداخلها الرئيسية من أي فياضانات وحسب بن ريطب الميسوم ممثل مديرية الري بولاية غرداية فقد قدرت سعة السدود حوالي 50 مليون مم3، كما تم تخصيص أكثر من 120 سد صغير على مستوى الشعاب في مختلف البلديات أغلب هذه السدود أنجز في سهل وادي ميزاب، وعن طول الجدار الواقي على حواف الوادي فقد أعرب ممثل مديرية الري عن إنجاز أكثر من 50 كلم كجدار مزدوج على ضفتي الأودية بنوعين سواء بالحجارة أو بالإسمنت الحديدي على طول وادي ميزاب ووادي بريان ووادي ارقدان ووادي بلغنم، إضافة إلى تعويض أصحاب السكنات الواقعة على ضفاف الوادي والكائنة بقنطرة أداود ومليكة السفلى والتي كانت نقاط سوداء أثناء الكارثة أين تتم عملية توسعة الوادي على مستوى السهل أين تتراوح نسبة الإنجاز 70 بالمائةئئئ. وتكفلت الدولة بكل المنكوبين من خلال تخصيص مليار دولار للتكفل بجميع الانشغالات مثلما ورد في هذا الاستطلاع الذي قامت به «الشعب»بعين المكان . تكفل مباشر بالمتضررين عبر برنامج سكني استعجالي من جهته كشف كولة أحمد ممثل مدير السكن والتجهيزات العمومية أن الولاية قد سطرت مخطط لإسكان منكوبي الفيضانات تتمثل في نوعين من السكنات، الأولى عبارة عن تكفل مباشر للمنكوبين القاطنين في الشاليهات المخصصة للنكبة والمقدر عددها 2760 شالي حيث قدر عدد السكنات الاجتماعية الإيجازية ب2000 وحدة سكنية بالإضافة إلى 3000 سكن ريفي عبارة عن إعانة للمتضررين ب 100 مليون سنتيم مع قطعة أرض، كما تم تقديم إعانات ترميم للسكنات المتضررة بلغت حوالي 15000 إعانة مقسمة إلى ثلاثة أنواع أخضر2 والذي استفاد منه 8600 متضرر بمبلغ مالي قدر ب15 مليون سنتيم حيث تم تسليم الشطر الأول ل7900 مستفيد، أما نوع الترميم الثاني فهو عبارة عن برتقالي3 أين استفاد من هذه العملية 4073 شخص بمبلغ مالي قدر ب30 مليون سنتيم حيث تم تسليم 3500 شخص الشطر الأول والذي يعتبر نصف المبلغ على أن يتم تسليم الشطر الثاني بعد انتهاء العملية الأولى، وتأتي 1500 وحدة سكنية استفادت من التصنيف الثالث برتقالي 4 وهو عبارة عن مبلغ مالي يقدر ب70 مليون سنتيم يستفيد منه المسكن المتضرر عن طريق ترميمه بواسطة مقاول، وحسب بابا عدون كمال الملحق بديوان الوالي فإن القيمة المالية التي خصصت للتصنيفات المذكورة بلغت 300 مليار سنتيم حيث تم إنجاز 1870 سكن إجتماعي إيجاري للمنكوبين فيما تبقى 130 سكن في طور الإنجاز بلغت نسبته 80 بالمائة عن طريق ديوان الترقية والتسيير العقاري عبر مختلف اللجان التسلسلية وفيما يخص عملية التسليم فقد تم تسليم 1051 سكن بموجب قرار استفادة منهم 982 تم إسكانهم فيما تبقى 69 قراراتهم جاهزة منذ أوت المنصرم، كما وضعت ولاية غرداية كل التسهيلات بأمر من الوالي أحمد عدلي من أجل الإنطلاق في عملية تسليم رخص البناء الخاصة بالسكنات الريفية في أسرع وقت في عدة مناطق وسجلت650 قطعة في بوهراوة و40 قطعة في منطقة توزوزئو400 قطعة في واد نشو. 300 مليار سنتيم لإنجاز 4 جسور وتوسعة الطرق كشف مدير الأشغال العمومية لولاية غرداية سلامي موسى في تصريح خاص «للشعب» عن تخصيص ما يفوق 300 مليار سنتيم للقطاع الذي تضرر بشكل كبير حيث تم الشروع في إنجاز 4 جسور مع ممرين للراجلين بمدينة العطف بغلاف مالي قدر ب160 مليار سنتيم في كل من العديرة وبحماني واداود وتشرحين كما تم إنجاز جسر بمدينة الضاية بن ضحوة بالمنطقة التي إنطلقت منها الفيضانات والمتعلقة بالواد الأبيض بغلاف مالي قدر ب18,5 مليار سنتيم، وعن عملية تعبيد الطرقات فقد تم رصد غلاف مالي قدر ب35 مليار لعملية تعبيد الطرقات بسهل وادي ميزاب وغلاف آخر لطرقات العطف قدر ب10 مليار سنتيم بالإضافة إلى الطرقات الأخرى عبر كامل الشريط الحدودي للولاية بغلاف قدر ب85 مليار سنتيم. وأفاد رئيس دائرة غرداية الهلي محمود على هامش اللقاء الذي خصت به «الشعب» بعد مرور 4 سنوات على الكارثة الطبيعية أن بلدية غرداية كانت الأكثر تضررا من بين البلديات 9 المعلن عنها والتي اعتبرها الوزير الأول الأسبق أحمد أويحيي مناطق منكوبة حيث استفادت عاصمة الولاية من حصة الأسد بخصوص السكنات بعد استفادة 1216 شخص من السكنات ضمن تصنيف أحمر 5 كما استفاد سكان المدينة المنكوبين من 468 إعانة ترميم في تصنيف برتقالي 4 و2537 عملية ترميم في تصنيف برتقالي3 بالإضافة لأخضر 2 والذي استفاد منه 3586 مسكن، وقد عبر رئيس دائرة غرداية عن تقديره الكبير للهيئة التنفيذية في مسايرة النكبة خاصة تضامن المواطنين ومختلف فعاليات المجتمع المدني مؤكدا أن المشاريع التي يتم إنجازها ستكون بمثابة العملية الأخيرة للقضاء على مخلفات النكبة من خلال عمليات التهيئة والتأطير والإسكان والتوزيع التام. صور التضامن وتدخل الجيش ومختلف المصالح ...ذكريات لا تنسى وقد شهدت أيام الكارثة بولاية غرداية عمليات تضامن واسعة خاصة الدور المنوط الذي قام به أفراد الجيش الوطني الشعبي وكذا عناصر الأمن ورجال الدرك الوطني من خلال تأمين مغادرة المنكوبين لمنازلهم وكذا مد يد المساعدة للمواطنين وإيصال المواد الغذائية وحماية ممتلكات المنكوبين بالإضافة لفتح الطرقات كما سمح تدخل فرق الدرك الوطني التي فاق عددها 1000 دركي إثر فيضاناتئغردايةئبإنقاذ 44 مواطنا من بينهم أربع عائلات متكونة من 29 فرد غمرتهم المياه وحاصرتهم الأوحال بمنازلهم وحقولهم، كما ساهم هذا التدخل لفرق الدرك الوطني المدعمة بالكلاب المدربة للبحث عن الجثث رفقة أعوان الحماية المدنية في انتشال 22 جثة، وقد رسمت مختلف القوات لوحة فنية رائعة عن المعنى الحقيقي للتضامن الكبير مع المنكوبينئئ. جهود مستمرة للتكفل بالإنشغالات عقد والي ولاية غرداية أحمد عدلي الذي كان على رأس ولاية الأغواط والذي كلف رسميا بتسيير ولاية غرداية أيام فترة الكارثة 50 إجتماعا «رسميا» إلى حد الساعة لمحو آثار الكارثة، كما تم تنصيب الوالي أحمد عدلي رسميا على رأس ولاية غرداية بعد الحركة التي شهدتها مختلف الولايات في سلك الولاة ما شجع في الإسراع بغلق ملف النكبة نهائيا خاصة وأن الوالي المعروف في الأغواط باسم أحمد «الشونطي» كان قد وضع مخطط عاجل رفقة رئيس دائرة غرداية السيد الهلي محمود الدائرة الأكثر تضررا بعقد هذه الإجتماعات رفقة عدد من المسؤولين في مختلف التخصصات حيث أكد رئيس الدائرة أن عملية تصنيف المواطنين تمت بناءً على محاضر ومعاينات الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء والتي تم تشكيلها أيام النكبة من طرف عدد من المهندسين من مختلف الولايات.