شروط صارمة للاستغلال ومتابعة ميدانية لتجسيد المشاريع استجابة لانشغالات عدد من المؤسّسات المتخصصة في صناعة وإصلاح سفن الصيد بولاية بومرداس، ومنها مؤسّسة «كوريناف» التي طرحت في كل مناسبة أزمة العقار، وصعوبة الحصول على المواد الأولية الأساسية كالألياف الزجاجية بسبب صعوبة الاستيراد، استفادت أخيرا من عقار جديد بمساحة 2400 متر مربع على مستوى ميناء زموري ومنطقة النشاطات، وبالتالي تشهد هذه الشركة الرائدة متنفّسا وتوسّعا متواصلا لتتربّع حاليا على 6680 متر مربع، حسب الإحصائيات المقدمة من قبل وزير الصيد البحري. يشهد قطاع الصيد البحري وتربية المائيات بولاية بومرداس مزيدا من الاهتمام والمتابعة من قبل السلطات العمومية، التي تسعى إلى تفعيل النشاط وتوسيع مجال الاستثمار المتكامل والمدمج مع القطاع الفلاحي بالنظر إلى القدرات التي تزخر بها الولاية عبر شريط ساحلي يتعدى 80 كلم وعشرات الحواجز المائية التي تضاعفت بفضل جهود الفلاحين، الذين أدركوا أهمية هذا النوع من الاستثمار بالنظر إلى أهميته الغذائية، ومفعوله الكبير في تغذية المنتجات الزراعية، وتوفير الأسمدة والمواد الأساسية للتربة. وبهدف تنويع النشاط ودعم القطاع بركائز وروافد في ميدان صناعة وإصلاح سفن الصيد البحري، وترقية مستوى التكوين وتوفير يد مؤهلة، جاء مخطط عمل الحكومة ليعطي الأولوية لمرافقة وتشجيع المؤسسات المتخصصة في هذا النوع من الصناعة الكفيلة بتحقيق الاكتفاء الذاتي، والحد من عملية الاستيراد المكلفة جدا، على رأسها دراسة طلبات المستثمرين وأصحاب المؤسسات للاستفادة من عقار صناعي على مستوى الموانئ. وتكلّلت هذه الإستراتيجية بالشروع في دعم بعض المؤسّسات الرائدة في المجال وطنيا، ومنها مؤسسة «كوريناف» التي تنشط على مستوى ميناء زموري، حيث استفادت من عقار بالميناء وآخر على مستوى منطقة النشاطات المتخصصة في مهن الصيد البحري استجابة لرغبات أصحابها، وأيضا تجسيدا لتوجيهات وقرارات رئيس الجمهورية للاهتمام أكثر بالقطاع وتذليل كافة العقبات والعراقيل التي حالت دون توسيع الاستمارات وتطوير النشاط، خاصة وأنّ هذه الشركة الرائدة ستقوم قبل نهاية شهر نوفمبر بإنزال أول سفينة جزائرية من حجم 35 متر متخصصة في صيد التونة بأعالي البحار، حسب تصريحات مسيّرها بوعلام حدوش لوسائل الإعلام. وعبّر المستثمر عن تفاؤله واستعداده لتطوير نشاط المؤسّسة، التي تشغل حاليا أزيد من 80 عاملا، وتقوم بصناعة مختلف الأحجام من السفن الكبيرة والمتوسطة أهمها سفن الصيد من حجم 20 مترا المتخصّصة في صيد التونة، إضافة إلى احتكارها تقريبا لأغلب نشاط صيانة وتجديد السفن على مستوى ولايات الوسط، مع الرغبة في توسيع الاستثمارات بالتعاون مع الشريك الأجنبي للذهاب بهذا النوع من الاستثمار بعيدا.