بعد إقرار السلطات العليا إجراءات جديدة لإدارة الوضعية الوبائية، تنفس قطاع الثقافة والفنون بمستغانم الصعداء بعودة تدريجية للنشاطات والتظاهرات المحلية والوطنية، بعد التراجع الكبير الذي عرفه خلال السنة المنصرمة بسبب وباء كورونا، فقد شهد القطاع الثقافي على مدار السبعة أشهر الأخيرة تقريبا عودة منتظمة للنشاطات والتظاهرات الثقافية والفنية والعلمية التي حركت المشهد الثقافي وفتحت الأبواب أمام الجمهور المستغانمي المتعطش للفنون بمختلف أشكالها، بحسب مدير الثقافة والفنون. أوضح الدكتور محمد مرواني أن تنشيط الحركة الثقافية والفنية جاءت بعد زيارة عمل وتفقد لوالي الولاية للقطاع، والتي سمحت بوضع بنك معطيات هامة عن احتياجات القطاع وآفاقه المستقبلية، مشيرا إلى أنه على صعيد المرافق والمنشآت تم استكمال عملية إنجاز «قاعة سينما إفريقيا» التي تعد تحفة فنية في غاية الجمال تتسع ل 1200 مقعد وتضم أكبر شاشة عرض على المستوى الوطني، من المنتظر استلامها مع مطلع العام المقبل، وفقا لذات المتحدث. إلى جانب ذلك احتضنت دار الثقافة ولد عبد الرحمان كاكي العديد من التظاهرات الثقافية والفنية والعلمية، أهمها الطبعة الثامنة لمهرجان الشعر الملحون المهدى للمجاهد سيدي لخضر بن خلوف، والتي جاءت هذه السنة لإظهار حقيقة جزائرية التراث الشعبي في الملحون، وتنظيم الطبعة الخامسة mosta -rire بعروض ذات طابع فكاهي، لمواهب شابة وأعمال لمؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنافسوا ضمن مسابقة أحسن عمل فني تفاعلي. فضلا عن تنظيم يوم دراسي حول أهمية التراث السياحي والثقافي، والذي أكد من خلاله الدكتور محمد مرواني على ثقل وتشعب ملف التراث، معتبرا إياه ملف استراتيجي نظرا لأهميته ودوره في تحقيق التنمية السياحية المستدامة، كما شهدت قاعة السينما «الشيخ حمادة» خلال هذه السنة عرض العديد من الأفلام التاريخية والثورية الهامة، على غرار عرض الفيلم السينمائي للمخرج «جعفر قاسم» ضمن نشاط المركز الوطني لتطوير السينما والفيلم الوثائقي «كاسان - معتقل الموت» للمخرج مصطيفى عبد الرحمن، والذي يهدف إلى تنشيط ذاكرة الأجيال بالثورة الجزائرية وكشف جرائم المستعمر الفرنسي. إلى جانب عرض فيلم «الحياة ما بعد « للمخرج أنيس جعاد، فيما يتواصل برنامج المركز الجزائري لتطوير السينما في عرض أفلام مستقبلا بمستغانم عبر أجندة المؤسسة المبرمجة على المستوى الوطني. كما فتح المسرح الجهوي «الجيلالي بن عبد الحليم» أبوابه أمام عشاق الفن الرابع، بتنظيم مسرحيات للكبار والصغار، منها «أيام مسرح الطفل» تكريما لروح الفنان «حديدوان»، إلى جانب عودة نشاطات نادي الفنانين الذي يعد فضاء لاكتشاف المواهب الشابة ومد جسور التواصل بين الفنانين المسرحيين لتنشيط الفعل الثقافي. من جهتها، نظمت المكتبة الرئيسية العديد من التظاهرات منها أنشطة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ويوم دراسي حول أصالة اللغة العربية في المجتمع العربي والجزائري، فيما تحضر المكتبة لجلسات علمية مع العديد من الأساتذة والباحثين من الجامعة، بحسب ذات المسؤول. وفي سياق متصل، يعكف القطاع على استقبال المواهب الشابة من أجل تأطيرها ومرافقتها، وكذا العديد من الوجوه الفنية المتميزة على المستوى الوطني في مختلف التظاهرات المنظمة، كما يعمل على عمليات تهيئة وترميم واسعة للمعالم الأثرية للحفاظ على رمزيتها الثقافية، وفق برنامج مسطر بهذا الخصوص. أما فيما يخص الآفاق المستقبلية فقد أشار مدير الثقافة والفنون إلى أنها ستكون اقتصادية بالتركيز على المواهب الشابة، بحيث سيبرمج القطاع عدد من التظاهرات، منها منتدى الأفكار والمشاريع الناشئة في قطاع الثقافة والفنون، إلى جانب تنظيم ملتقى علمي حول مسيرة عبد الرحمان كاكي من قبل جمعية « كاترينا» الثقافية بالتعاون مع مديرية الثقافة والفنون، كما سيتم تنشط قاعات السينما بعدد من البلديات والتركيز على العمل التشاركي مع الجماعات المحلية لتنشيط الحركة الثقافية بالبلديات.