احتفاءً باليوم العربي للتراث الثقافي، افتتح المتحف العمومي الوطني باردو، أول أمس، معرضا لأكثر من 400 تحفة أثرية، جمعت بين الحلي الرابضة على زخم ثقافي وجغرافي وتاريخي التي تتميز به الهوية الوطنية، وبين إكسسوارات تحمل في تفاصيلها الدقيقة حكايات لمناطق تمثل العمق الحضاري لساكنة ما تزال محافظة على تراث الأجداد. بالتزامن مع اليوم العربي للتراث الثقافي وعملا على إرساء الثقافة الشعبية، وقفنا بمتحف باردو الذي يشهد على غرار المتاحف الوطنية الأخرى معارض للتراث، وذلك منذ 27 من الشهر الجاري، على مختلف الفضاءات المخصصة لاكتشاف جمال ودقة الحلي المحلية، التي أشرف على انتقائها وتصفيفها وتوثيق لافتاتها التعريفية كل من باحثين وعمال ذات المتحف. وفي ذات الصدد، صرّح مدير المتحف الوطني باردو حريشان زهير، بأن المعرض الموسوم ب "معرض الحلي هوية وأصالة" يتوافق مع اليوم العربي للتراث، الذي جاء هذه السنة تحت شعار "الحلي في التراث العربي"، حيث ومن خلاله سيكتشف الزائر عبر 15 واجهة كل الحلي التي تميز الجزائر بصفة عامة، والتي تمثل المناطق الحضارية، كما سيتمكّن من الاستمتاع بالفضاءات التي ترمز إلى المدن الزاخرة إلى غاية اليوم بإشعاع ثقافي ضخم تفاعلت مع عدة حضارات، وهي على التوالي: الجزائر، تلمسان، قسنطينة، المدية ووهران. كما أضاف ذات المتحدث بأنّه تمّ التركيز في المعرض الذي يضم حوالي 400 قطعة حلي أثرية، والذي يعتبر على حد قوله بمثابة كتاب مفتوح، سيكتشف الزائر من خلاله هويته وأصالته، كما سيتعرّف على ما تحتويه فضاءات الحلي الأربع، كما جاء على لسانه في هذا السياق: "أول فضاء سيقابل الزائر، هو مخصص للحلي القبائلي المعروف عالميا، ثم سيجد فضاء حلي منطقة الأوراس بكل ما تحويه هذه المنطقة من تنوع تراثي، وعلى بعد حوالي أربعة أمتار فضاء حلي منطقة الأطلس الصحراوي، التي تمثل منطقة الصحراء والمناطق الداخلية، وأخيرا فضاء مناطق الواحات والصحراء". وفي ذات السياق، قدّمت من جهتها محافظة في التراث لدى متحف باردو، علاڤ سناء، لمحة تاريخية شاملة عن القطع المعروضة، بما أنها وقفت على المعرض المؤقت الخاص بالحلي الجزائرية، قائلة "إن المعرض يحتوي على مقتنيات وحلي من مجموعات إتنوغرافية، وهي ملك لمتحف باردو، مؤرخة بين القرنين ال 19 و20، ومن خلالها يقوم المتحف بأحد المهام المنوطة به، وهي ترقية وتثمين ونشر التراث، كما أنه من خلال هذا المعرض سيبرز الثراء الثقافي والجهوي والفني وكذلك التقني". كما أشارت علاڤ سناء إلى أنه تم عرض الحلي الخاصة بالمناطق الحضرية التي تمثل المدن الكبرى، التي تشترك في بعض العادات والتقاليد في طريقة العيش، إضافة إلى عرض الحلي الخاصة بمناطق قبائل الزواوة، التي تحمل مميزات خاصة مثل المرجان والمينا أو نجم البحر والعقيق وإلى غير ذلك، وأضافت أنه تم أيضا عرض حلي منطقة الأوراس التي تحمل ميراث غني ومتعدد، وكما جاء على لسانها "اعتمدنا على إبراز السلاسل التي هي أداة للزينة ولها جانب وظيفي آخر، بما فيها تلك التي تربط بين عناصر الحِلية". وفي حديث متصل، تابعت المتحدثة شرح الشق المتبقي من الفضاءات، وقالت "بالموازاة عرضنا حلي الأطلس الصحراوي، التي تمتد من منطقة عين وسارة إلى منطقة آفلو، إلى جانب عرض حلي الواحات الصحراوية التي تمتاز بالطابع المحلي الأمازيغي الشمال إفريقي وفيها تأثيرات أفريقية بما أنها كانت هذه المناطق مناطق عبور للقوافل العابرة للصحراء سواء شمالا أو باتجاه الشرق، إلى أن اختتمنا بعرض تراث منطقة الصحراء الكبرى التي تمثل أصالة التوارق، وما جاورها من منطقتي الهڤار والطاسيلي التي تتمتع بخاصيات منفردة، سواء من حيث الحجم أو من حيث الزخرفة الناعمة التي تتميز بها أغلب الحلي التقليدية الشعبية".