"الباردو"يلّخص تاريخ الحلي و الفخار عبر العصور بقصر الباي بقسنطينة افتتح أمس الأول بمتحف الفنون و التقاليد الشعبية بقصر أحمد باي بقسنطينة المعرض المتنقل للحلي و الفخار التابع للمتحف العمومي الوطني"باردو"، الذي لّخص باستعمال بطاقات فنية و لوحات مثيرة للاهتمام أهم مراحل صناعة الفخار المشّكل و كذا الحلي و المصوغات الجزائرية عبر التاريخ. المعرض الذي يدخل في إطار برنامج شهر التراث، قدّم في مجموعة من اللوحات زاد عددها عن السبعين لوحة، نبذة عن حرفة الفخار و صناعة الحلي عبر القطر الوطني على مر العصور، مما يمنح للزائر فرصة التعرّف على التراث الوطني دون الحاجة إلى التنقل إلى عدة متاحف لتنوع و دقة المعلومات التاريخية التي وفرّها المعرض عبر عدد من الأجنحة المقسمة حسب العصور و المناطق، حيث تطرّق إلى المراحل المختلفة التي تمر عليها كل من الحرفتين التقليديتين و أهم المناطق التي اشتهرت بها، و كذا ميزة كل منطقة من حيث تنوّع التصاميم و الأشكال التي تختلف من منطقة القبائل إلى الأوراس فالصحراء... و بالإضافة إلى شرح كيفية و مراحل صناعة الفخار ، حملت اللوحات رسومات و صور فوتوغرافية لبعض الأواني القديمة و ما تشكله من تعبير مادي و روحي لذاكرة الأولين. و لم يخل جناح الحلي و المجوهرات من اللوحات الفنية الجميلة لمراحل صناعة الحلي التقليدية المتميّزة ، عرّج من خلالها الزائر على الواحات و الأطلس الصحراوي و الشرق و الغرب... و تعرّف بفضلها على أصول حلي مراحل تاريخية تعود إلى ما قبل التاريخ و التي برزت من خلال صور لعدة أشكال و أصناف لمتدليات استغلها الإنسان لتزيين رقبته كمتدلية الصدف البحري و الحجر القديم و القواقع بما فيها قوقعة الهليكس و غيرها من اللقى التي تعكس استغلال البشر لكل ما هو جميل لصناعة الحلي. و كانت المتدليات من أكثر الإكسسوارات المعروضة في جناح المصوغات التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين كما في العصر الحجري الحديث الذي ميّزته متدليات مصنوعة من العظم المصقول و المطلية بالمغرة الحمراء و كذا الحجر المصقول و خنقة سي محمد الطاهر الأكثر شهرة بمنطقة باتنة، ناهيك عن فن صناعة القلادات التي بهرت هي الأخرى الزوار الذين وقوفا يتأملون بفضول كبير صورة العقد المشّكل من حلقات قشور بيض النعام ، و كذا قلادة الحجارة شبه الكريمة و قلادة آلهة أفريكا التي تعود للفترة القديمة. و خصص المعرض مجموعة معتبرة من الصور لتصميم المنجد أو الخمّيسة الذي يطغى على أغلب الحلي بمختلف مناطق الوطن و التي اشتقت اسمها من كلمة خمسة الممثلة لأصابع اليد و المستخدمة لإبعاد شر الحسد و العين. كما حاز صليب الجنوب المميّز لمصوغات جنوبنا الكبير على نصيبه الوافر من الصور و شرح كيفية صناعته كتشكيل الشمع و تهذيبه بواسطة ضربات على السندان قبل نحته. و خطف خيط الروح الذي لا زال يشكل قطعة مهمة في مصوغات المرأة القسنطينية و العاصمية و التلمسانية بشكل خاص، الأضواء بين التشكيلة المعروضة، حيث برز خيط الروح القسنطيني الذي يتميّز عن نظيره التلمساني بنوعية المعدن المستخدم في إعداده، حيث يعتمد على معدن الذهب و الفضة بقسنطينة و على البرونز بتلمسان. و قال عيساوي محمد محافظ التراث الثقافي بالمتحف العمومي الوطني "الباردو"بأن المعرض سيستمر إلى غاية يوم الأربعاء قبل شده الرحال إلى وجهة أخرى لتقريب المتحف من المواطن و حثه على زيارته للاطلاع على ما يزخر به من ثروة تاريخية مادية و روحية واسعة.و من جهة ثانية يحتضن قصر الحاج أحمد باي منذ أمس الأول و إلى غاية 18من الشهر المقبل ورشة رسم مفتوحة للأطفال تحمل شعار "شخصيات المقاومة الجزائرية"تحت إشراف مجموعة من أساتذة المختصين في الفنون التشكيلية.