يعيش سكان قرية» بورياشي يوسف « التابعة لبلدية بوشقوف بولاية قالمة، وسط حلقة مغلقة من النقائص والمشاكل التي زادتها السنوات المتتالية تعقيدا وتأزما، رغم الوعود المتكررة بتحسين الظروف باعتبارها منطقة ظل بامتياز إلا أنها لم تر أي بوادر تخص مشاريع التهيئة والربط بمختلف الشبكات وتحسين المستوى المعيشي لهم. أفاد سكان القرية في اتصال لهم ب «الشعب»، أن منطقتهم تعاني من شبح العزلة والتهميش دون أي تغير يذكر على مستوى جميع الأصعدة، ليدفع بذلك المواطنون البسطاء ثمن تشبثهم بممتلكاتهم وأراضيهم الفلاحية، غاليا فقد حرم سكان المنطقة من الاستفادة من أبسط ضروريات العيش الكريم، معبرين في ذلك عن الوضعية المزرية التي يضطرون إلى العيش وسطها، في ظل تردي وضعية المنازل التي يقطنونها، مطالبين الجهات المعنية بالالتفات والنظر لوضعيتهم التي طال حالها. الأطفال الضحية الأكبر هذا ويعاني السكان من المسالك الترابية المليئة بالحفر والبرك المائية التي تغرقهم في الأوحال والمستنقعات المائية في غياب طرقات ومسالك معبدة تقي العائلات من معاناة يتكبدونها شتاء لتوصيل أبنائهم للمدارس، مشيرين إلى أنهم ينقلون أبناءهم عبر الجرارت الفلاحية لتفادي الغرق في الأوحال والبرك التي يصعب على الأطفال تجاوزها، فضلا عن بعد المسافة بين القرية ومقرّ تمدرس الأطفال الذين لا يجدون حلا في أوقات انخفاض درجات الحرارة، إلا مقاطعة مقاعد الدراسة، الأمر الذي أثر سلبا على نتائجهم الدراسية وفي كثير الأحيان تدفع بهم لترك صفوف الدراسة. كما يعاني سكان المنطقة من غياب النظافة بفعل تراكم القمامة والأوساخ، لتنتشر بذلك الروائح الكريهة والقوارض الخطيرة التي دائما ما تتسلل لمنازلهم عبر الشقوق الكبيرة التي مسّت المنازل المهترئة مسببة لهم أمراض وتسممات خطير، داعين الجهات المعنية إلى ضرورة توفير حاويات مخصصة لرمي النفايات لتفادي التراكم الرهيب للقاذورات والأوساخ التي أثرت عموما على صحة العائلات القاطنة بالقرية، وبضرورة التكفّل بانشغالاتهم التي أثقلت كاهلهم جراء النقائص وانعدام أدنى ضروريات العيش الكريم. ويرى السكان ضرورة بعث مشاريع تنموية بالمنطقة لانتشالهم من حالة البؤس التي لازمتهم منذ سنوات عدة، على غرار توفير الإنارة العمومية التي تعتبر ضرورة لحماية الأهالي من السرقات فمع حلول الظلام يتعذّر عليهم الخروج والدخول خوفا من الاعتداءات الخطيرة التي سجلت في عديد المناسبات. طرق بدائية للحصول على مياه الشرب وذكر السكان، أن أول إشكال يتواجد معهم على مدار السنة غياب الماء الصالح للشرب عن منازلهم وانقطاعه عن حنفياتهم منذ سنوات، حيث يضطرون لاستخدام الطرق البدائية للحصول على هذه المادة الحيوية عن طريق ينبوع يقومون من خلاله بتوفير المياه ليدفع الأطفال ثمنها حيث يضطرون بشكل يومي للقيام بمهام تفوق قدراتهم في توفير المياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى غياب الغاز عن نصف المنازل، ناهيك عن غياب فضاءات اللعب ومشاكل أخرى، وضعية تنتظر التفاتة جدية من طرف المجلس البلدي من أجل وضع برنامج حقيقي يرفع الغبن عنهم وينصف هؤلاء السكان الذين رفضوا الاحتجاج وقطع الطرق لتلبية حاجياتهم، حيث إن نصفهم استفادوا من الشبكة في حين لا يزال النصف الآخر ينتظر ويواصل التزوّد عن طريق قارورات غاز البوتان.