فكرة «مسيرة الأعلام» أطلقها الحاخام اليهودي «تسفي يهودا كوك» وتلاميذ المدرسة الدينيّة المتطرفة «مركاز هراب»، والتي تكونت فيها النواة الصلبة للمنظمات الاستيطانية المتطرّفة. بدأت المسيرة مع احتلال الكيان الصهيوني للجزء الشرقي من مدينة القدس، في أعقاب حرب جوان 1967، احتفالًا بما يسمى يوم «توحيد القدس» وهو في الأصل يوم احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس عام 1967، والذي يعدّ «عيدًا وطنيًا» بالنسبة للاحتلال والمستوطنين المتطرفين. وفي عام 1968، نظم الاحتلال المسيرة الأولى احتفاءً بالذكرى السنوية الأولى لاحتلال مدينة القدس، بمشاركة عشرات المستوطنين فقط، ومن ثم تطورت لمئات المشاركين، حتى وصلت قبل عدة سنوات إلى نحو 30 ألف مشارك. ومنذ ذلك الوقت، تقام المسيرة الاستفزازية كل عام بمناسبة هذه الذكرى. وتنظم المسيرة منذ سنوات عديدة، جمعيّة «عام كلبيا» المتطرّفة برئاسة الحاخام «حاييم دروكمان»، وحزب «الصهيونية الدينية» بقيادة «بتسليئل سموتريتش»، وعضو الكنيست المتطرف «ايتمار بن غفير». معركة السيادة المختص الباحث في شؤون القدس، فخري أبو دياب، يقول إنّ «مسيرة الأعلام» تأتي احتفالًا بما يسمى «توحيد القدس»، أيّ احتلال الجزء الشرقي من مدينة القدس، وهي «تعتبر الاحتفالية الأبرز بالنسبة لليمين المتطرف». ويوضح أنّ المسيرة في بداياتها كانت تنظم على شكل استعراضات عسكرية، وتقتصر على مشاركة عشرات المستوطنين فقط، أما اليوم فقد بات يشارك فيها آلاف المتطرفين الذين يتوافدون على مدينة القدس من كافة أنحاء فلسطينالمحتلة. ويضيف «بعد فشل اليمين الإسرائيلي المتطرف في تجسيد شعار (القدس الموحّدة) على أرض الواقع، بات يسعى اليوم إلى محاولة بسط السيادة الكاملة على مدينة القدس، وأنّها جزء من دولة إسرائيل، من خلال إقامة هذه المسيرة الاستفزازية». وتنطلق المسيرة عادة من شارع يافا غربي القدس، مرورًا بباب الجديد ومن ثم باب العامود إلى داخل البلدة القديمة، وقرب أبواب المسجد الأقصى الغربية، وصولًا إلى حائط البراق. ويتخلل المسيرة التي تنطلق عادةً بعد الساعة الخامسة عصرًا، رفع المستوطنين لأعلام الاحتلال، وأداء الأغاني ورقصات تلمودية في شوارع القدس والبلدة القديمة، والقيام بأعمال استفزازية، وترديد هتافات عنصرية تُحرض على «قتل العرب». وتموّل بلدية الاحتلال في القدس المسيرة الاستفزازية، والتي يقودها اليمين المتطرف، وخاصة الجمعيات الاستيطانية، بما فيها منظمة «لاهافا» المتطرفة. صواريخ المقاومة أجهضت مسيرة 2021 ولتأمين «مسيرة الأعلام»، الأحد المقبل، تتحوّل مدينة القدسالمحتلة إلى ثكنة عسكرية، عبر نشر الآلاف من عناصر شرطة الاحتلال ووحداتها الخاصة وقوات «حرس الحدود» والخيالة، بما يتخللها من نصب للحواجز العسكرية وإغلاق للشوارع والطرقات وأزقة البلدة القديمة، ما يعيق حركة تنقل المقدسيين. وفي الفترة ما بين عامي 2010-2016، منعت شرطة الاحتلال المستوطنين من اقتحام البلدة القديمة من باب الأسباط، بعد اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين، ولأسباب أمنية. وفي عام 2021، فشلت «مسيرة الأعلام» في تحقيق أهدافها، بعد تنفيذ كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس) تهديدها وقصف أهداف الاحتلال في مدينة القدس برشقة صاروخية، ردًا على تصاعد انتهاكات الاحتلال بالمدينة. اليمين المتطرّف ..ٍرأس الحربة و»يشكل اليمين الإسرائيلي المتطرف رأس الحربة في قيادة مسيرة الأعلام، بدعم رسمي كامل من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، والتي تحاول فرض أجندتها على المنطقة برمتها، عبر استخدام الجماعات اليهودية المتطرفة، وخاصة الإرهابية لتغيير الواقع في القدس عن طريق استعمال العنف».