اعتبرت الأممالمتحدة أن الحرب الروسية في أوكرانيا هي من بين الأزمات العالمية التي أدت إلى أكبر ارتفاع في تكاليف المعيشة منذ جيل. قال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، أنّ العالم يواجه واقعا جديدا بعد أربعة أشهر من الحرب الأوكرانية، التي قال إنها تضخم عواقب كوفيد-19 وأزمات عدم المساواة العالمية. ويتعرض نحو 1.6 مليار شخص في 94 دولة بشدة لبعد واحد على الأقل من أبعاد الأزمة، وفقا لأحدث موجز لمجموعة الاستجابة للأزمات العالمية التابع للأمم المتحدة حول الأزمة الأوكرانية. وقال غوتيريش في مؤتمر لتقديم الموجز «بالنسبة للأشخاص في جميع أنحاء العالم، تهدد الحرب، إلى جانب الأزمات الأخرى، بإطلاق العنان لموجة غير مسبوقة من الجوع والعوز، تاركة الفوضى الاجتماعية والاقتصادية في أعقابها». لا دولة ستكون بمنأى عن الخطر أوضح أنه «لن تكون هناك أي دولة بمنأى عن أزمة تكاليف المعيشة، وسيواجه الأشخاص في جميع أنحاء العالم الجوع وسترتفع تكاليف الطاقة بشكل حاد بينما تنخفض الدخول للعديد من العمال». وقال إن عدد الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد قد تضاعف في العامين الماضيين. وتابع: «قد تتحول أزمة الغذاء الحالية بسرعة إلى كارثة غذائية ذات أبعاد عالمية في 2023». وفي وقت سابق، حذّر خبراء من كون أزمة الغذاء التي يعانيها العالم تمهد لأزمة أخرى تتمثل في تفاقم الديون، وطالبوا بتوحيد العمل وإيجاد حلول سريعة لدرء هذه المشكلة التي أسهمت في توتر المشهد الاقتصادي. ويفتح نقص الغذاء الطريق لأزمة داخل الأزمة، ففي ظل عدم قدرة الدول النامية على خدمة ديونها الناجمة عن عملية الاقتراض الضخمة التي قامت بها للتصدي لوباء كورونا، تلتها أزمة غذاء وطاقة تطلبت عملية اقتراض أخرى لمواجهة تلك الأوضاع. كما أنّ هناك احتمال حقيقي أن ينفجر الوضع، فوفقا لتقديرات كبار المسؤولين في البنك الدولي فإن 60 في المائة من أفقر دول العالم، إما في ضائقة اقتصادية ومالية بسبب الديون وإما معرضة لخطر كبير للديون في الوقت الحالي. وتكشف أزمة الغذاء العالمية في شكلها الحالي أن القضية تتعلق أكثر بافتقاد آليات حقيقية للتعاون الدولي لمواجهة الأزمة، خاصة أن أغلب تقديرات الخبراء تشير إلى أنه لا يوجد عجز حقيقي في جانب المعروض من المواد الغذائية.