سجل معرض الجزائر الدولي، في نسخته 53، مشاركة قوية لمؤسسات اقتصادية جزائرية في عديد القطاعات، منها الزراعة والصناعة التحويلية، وبمؤسسات صغيرة ومتوسطة تمكنت من حجز مكانة لها وسط المؤسسات الكبرى. من بين المؤسسات المشاركة، لأول مرة، في صالون الجزائر الدولي 2022، مجمع ''أغرو-تغذية القصر»، الذي شارك بثلاث شركات تابعة له، هي «جيوترانس» للنقل واللوجستيك، «أوف زكار» لإنتاج بيض المائدة، إضافة لشركة «القصر لإنتاج أغذية الدواجن والأنعام». وسعى المجمع بهذه المشاركة، لتعريف مهنيي القطاع داخل الجزائر، وأيضا لدى متعاملين اقتصاديين أجانب، بالمنتجات الوطنية للشركات، إضافة إلى تقديم مشروع مستثمرة زراعية لإنتاج القمح، الشعير، الذرة والتبن. في هذا الإطار، قال مسؤول الاستغلال والاتصال بالمجمع، منير بلدزر: «نشارك لأول مرة في معرض الجزائر الدولي، لتقديم مشروع إنتاج القمح الصلب، الشعير، الذرة والتبن، لتغطية حاجيات المركب في صناعة أغذية الدواجن والأنعام وبيع الفائض لمهنيي القطاع بالجزائر، وهذا بهدف الحد من فاتورة استيراد المادة الأولية». مستثمرة فلاحية لمشروع متكامل... وكشف بلدزر، أن مشروع المستثمرة الزراعية هو «توسعة لنشاطات المركب بغية الوصول إلى مشروع متكامل، بالشراكة مع الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي بالإمارات العربية المتحدة». وتبلغ مساحة المزرعة 30 ألف هكتار، لإنتاج 250 ألف قنطار في السنة من القمح الصلب، وأكثر من 90 ألف قنطار من الشعير و90 ألف قنطار من الذرة، ومن 256 ألف قنطار تبن في السنة، إضافة إلى تشغيل 3000 عامل. وعن منتجات الشركات سابقة الذكر، قال المسؤول إن شركة «لقصر لإنتاج أغذية الدواجن والأنعام»، تنتج 1500 طن في اليوم، وتغطي حاجيات المركب وبيع الفائض من المادة الأولية إلى مربي الدواجن». أما شركة «أوف زكار» لإنتاج بيض المائدة، فتنتج بين 1 و2 مليوني حبة بيض في اليوم». لحوم حمراء وأضاحي العيد بأسعار مدروسة من جهتها، وضعت الشركة الجزائرية للحوم الحمراء «ألفيار»- فرع مجمع الصناعات الغذائية واللوجيستيك «أقرولوغ»، المتخصصة في تسمين الأغنام والأبقار الموجهة للإستهلاك المباشر في السوق الجزائرية وحتى الخارج، بصمتها في صالون الجزائر الدولي. قال المكلف بالاتصال في الشركة ياسر أغويلاس: «إن المعرض يعتبر فضاء هاما للشركة، للتواصل المباشر مع المستهلك الجزائري، والبحث عن زبائن جدد». وأضاف: «الهدف من المشاركة في المعرض هو التعريف بمنتجات شركة «ألفيار» للمستهلك الجزائري والعمل على إيصال منتجاتنا من اللحوم التي تذبح وفق معايير السلامة الصحية والجودة المعمول بها دوليا». وكشف ياسر أغويلاس، أن الشركة لها نقاط بيع اللحوم الحمراء، موزعة في عديد الولايات، وتبيع اللحوم بأسعار تنافسية ومدروسة، تراعي فيها القدرة الشرائية للمواطن، وتسعى أيضا إلى الحد من المضاربة في الأسعار. نقاط لبيع الأضاحي... قريبا في سياق ذي صلة، ينتظر أن تشرع الشركة الجزائرية للحوم الحمراء، في الأيام القليلة القادمة، في بيع أضاحي العيد بنقاط بيع الشركة، وبأسعار مدروسة، بحسب المتحدث. وقال اغويلاس: «إن عملية بيع الأضاحي، ستنطلق الأيام المقبلة في كل نقاط بيع الشركة الجزائرية للحوم الحمراء الموزعة في الولايات، وبأسعار مدروسة تراعي القدرة الشرائية للمواطن». وتحدث المسؤول عن شراكة ثلاثية بين الجزائرية للحوم الحمراء «ألفيار» التابعة لمجمع الصناعات الغذائية واللوجستيك، والديوان الوطني لتغذية الأنعام وتربية الدواجن «أوناب» والفدرالية الوطنية لمربي المواشي من أجل توفير مادة اللحم بأسعار معقولة. ويهدف نظام الثلاثية، إلى عقد شراكة رابح- رابح بين الأطراف الثلاثة وضمان وفرة الأعلاف للماشية بأسعار مدروسة، إضافة إلى رفع طاقة الإنتاج والتحويل للمذابح الثلاثة، الواقعة بحاسي بحباح بولاية الجلفة وعين مليلة بأم البواقي وبوقطب بولاية البيض. وتتوفر «ألفيار» على مذابح كبرى ومركبات تبريد تسمح بامتصاص فائض الإنتاج وإتاحة فرص للتصدير وفق المعايير الدولية. شركات صغيرة ومتوسطة ترفع التحدي... وعرف المعرض بروز شركات محلية صغيرة ومتوسطة، منها مؤسسة «زيفلوكس» من ولاية غرداية، لإنتاج وبيع الزعفران ومشتقاته والنباتات الطبية. وصرح مسير مؤسسة «زيفلوكس» إبراهيم دواق، «أنها المرة الأولى التي نشارك فيها بمعرض الجزائر الدولي، حيث سجلنا إقبالا كبيرا للمواطنين على مادة الزعفران وسجلنا مبيعات، إضافة إلى إقامة علاقات مع بعض المؤسسات الجزائرية وحتى الأجنبية». وكشف دواق، أن «الشركة تنتج الزعفران ومشتقاته وبعض النباتات الطبية مثل المريانية والبابونج والبصيلات، إضافة إلى تكوين الفلاحين في شعبة الزعفران». وأضاف: «كنا في السابق نستورد الزعفران واليوم ننتجه ونبيعه في الجزائر». للإشارة، تقدر طاقة إنتاج الجزائر من مادة الزعفران ب1.5 قنطار وأسعاره مرتفعة. وتحدث نصرالدين بلوط، مسير شركة «لأربعاء أوليف» لإنتاج زيت الزيتون، عن مشاركته في المعرض بعد عامين من الانقطاع بسبب جائحة كورونا، حيث أشاد بالتنظيم الجيد لهذه الطبعة. وأوضح بلوط مسير الشركة، إن شعبة زيت الزيتون في الجزائر تحصد جوائز وميداليات دولية ولكن كمية الإنتاج تبقى ضعيفة، وقال: «نعمل على تطوير شعبة زيت الزيتون من حيث الجودة والكمية». وتابع، «زيت الزيتون الجزائري حجز مكانا له في السوق الدولية، لكن التصدير ضعيف. مثلا، لو تكون هناك طلبية من الخارج بكميات كبير مثل 3 حاويات في الشهر لا يمكن تلبيتها». ودعا مسير الشركة «الأربعاء أوليف» السلطات العمومية لدعم شعبة زيت الزيتون لتحسين مردودية إنتاج البلاد، وقال: «يجب على السلطات أن تدعم هذه الشعب، بغرس كميات كبيرة من أشجار الزيتون وتشجع المستثمرين الحقيقيين بمنحهم العقار الفلاحي». وفي حديثه عن المعرض، قال إن العديد من الشركات الأجنبية، من تركيا وإيران وبلغاريا، أبدت اهتمامها بزيت الزيتون الجزائر، في انتظار جلسات أخرى للتفاوض والتفاهم».