قفزت أسعار أضاحي العيد هذه السنة، عبر مختلف ولايات الوطن، بشكل جنوني، بالرغم من إجراءات جديدة اتخذتها الحكومة عن طريق تسخير «أسواق الرحمة» لمواجهة جشع المضاربين ودخول السماسرة على الخط ككل سنة. لكن يبدو أنّ هذا الإجراء لا يروق لبعض الموّالين، حيث اعتبر المربي والموال ورئيس مزارع قاسمي عبد القادر عن ولاية الجلفة، أن هذا الإجراء لن ينجح في منافسة الموالين لعدة أسباب. يُرجع قاسمي عبد القادر، ارتفاع أسعار أضاحي العيد إلى غياب التنظيم وفوضى التسيير في شعبة تربية المواشي. وما زاد الطين بلة هو استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف والنخالة، مبرزا أن متوسط سعر أضحية العيد المسنة (الثني) المقبولة، في المدن تصل إلى سعر 9 ملايين سنتيم، بسبب عدة عوامل أهمها الغلاء، سوء التنظيم وظهور الوسطاء والمضاربين. وقال قاسمي، خلال حلوله ضيفا على جريدة «الشعب»، إن أضحية العيد التي يبلغ سعرها 6 ملايين سنتيم في مزرعته مثلا، تباع في المدن ب9 ملايين سنتيم، على غرار العاصمة، بينما يسجل أقل سعر يمكن توقعه بالنسبة للخروف المتوسط لم يكمل 6 أشهر في مزرعته هو 38 ألف دج، مستبعدا تراجعها لأدنى من هذا السعر، ليشير إلى أنّ أسعار المواشي مرتفعة منذ بداية السنة الجارية، ما يستبعد فرضية تراجع أسعارها حاليا، بالرغم من وفرة المنتوج وانخفاض الطلب. وأبرز صاحب مزارع بولاية الجلفة، أنّ الموال اليوم لا يبيع المواشي كما يريد، حيث هناك عوامل متحكمة في الأمر، متمثلة في الوقت والمضاربة، فاتحا النار على من قال إنهم أشخاص لا يخافون الله، متمثلين في بارونات ولوبيات يتحكمون في سوق الأعلاف والشعير، حيث لا يتم منح الأعلاف للموالين والمربين مباشرة، بل يتحكم في بيعها الوسطاء، الذين يحكمون قبضتهم على السوق». وأرجع قواسمي مشاكل الموالين إلى غياب التنظيم وتحكم البارونات، مشتكيا من البيروقراطية التي أثرت بشكل كبير على تنظيم سوق المواشي في الجزائر. وحول سؤال متعلق بأسواق الرحمة التي تحدثت عنها وزارة التجارة سابقا، من أجل كسر ألأسعار في السوق ومواجهة المضاربين ومنافسة الموالين، مع استمرار الارتفاع غير المسبوق في أسعار الأضاحي في معظم مناطق الجزائر، قال المتحدث إنها لن تؤثر على انخفاض أسعار الأضحية وأنها لن تنافس الموالين، إذ لابد أن تتوفر على شروط معينة، منها ضرورة تواجد البياطرة، مع حضور ممثل تجاري في عين المكان. وأضاف، أن «الموال يتعب ويشقى في سبيل تربية المواشي، خاصة وأنه يواجه ويعاني من مشاكل جمة، حتى يصل لتحقيق هدفه، بينما تأتي أسواق الرحمة لمواجهتنا، لذلك مستحيل أن تنافسنا، فمن الممكن أن تنجح في نقطة أو أخرى لكن في نقاط أخرى لن تنجح، وذلك لغياب الإرادة ووجود حب الأنا وفوضى السوق». وشرعت وزارة التجارة في فتح «أسواق الرحمة» الخاصة بالماشية في عدد من الولايات، خاصة في السهوب والهضاب والجنوب، من أجل «كسر لهيب الأسعار»، ومن اجل توفير ماشية صحية ومراقبة وبأسعار معقولة يستطيع المواطن البسيط اقتناءها. فيما سخر الموال من الحملة المنتشرة هذه الأيام عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تحت عنوان «خليه يبعبع»، والتي تدعو لمقاطعة شراء الأضاحي بأسعار خيالية، وقال إن «ذهنية الجزائريين صعبة، فتجده يشتري هاتفا ب12 مليونا بينما الأضحية لا»، معتبرا أنها لن تنجح لطبيعة الجزائريين الذين يُقبلون على تأدية شعيرة من شعائر الإسلام وهي الأضحية.