انطلق بولاية معسكر، تنفيذ البرنامج المسطر للاحتفال بالذكرى 60 لعيد الاستقلال، الذي يشمل جزء كبيرا منه الإنجازات التنموية المحققة على الصعيد المحلي في مختلف القطاعات، أهمها قطاع الصحة الذي عرف دخول حيز الخدمة مصلحة الاستعجالات الطبية للمستشفى الجهوي للعظام ببوحنيفية، ومشاريع أخرى ذات صلة بتحسين الإطار المعيشي لسكان المناطق النائية. أجرت مديرية الصحة لمعسكر، الرتوشات الأخيرة لافتتاح مستشفى بوحنيفية، الذي عرف فتحا تدريجيا لبعض مصالحه الطبية والجراحية المجهزة بأحدث التقنيات والتجهيزات، منها مصلحة الاستعجالات الطبية التي تتوفر على 4 قاعات للجراحة بتقنيات متطورة ومصلحة الأشعة المجهزة هي الأخرى بعتاد متخصّص في الكشف الطبي بتقنيات عالية الجودة، حيث سيوفر هذا الصرح الاستشفائي الخدمات الطبية والعلاجية لسكان إقليم بوحنيفية ويوفر عنهم عناء التنقل مسافات طويلة قصد العلاج، كما يخفف الضغط عن باقي مستشفيات الولاية. وحظي قطاع الموارد المائية وقطاع الأشغال العمومية بالقسط الأكبر من المشاريع الجاهزة للوضع حيّز الخدمة، شملت المناطق النائية والمناطق شبه الحضرية بهدف فك العزلة عن السكان وتحسين الإطار المعيشي للسكان، على غرار قرية السنايسة التي يزيد تعداد سكانها عن 12 ألف نسمة، التي حظيت بمشروع لإعادة تأهيل بئر عميقة لتحسين نظام التزويد بمياه الشرب، ضمن البرنامج القطاعي لسنة 2022. تحسين نظام التزود بمياه الشرب وأعطيت خلال الزيارات الاحتفالية المراطونية عبر تراب ولاية معسكر، إشارة انطلاق تنفيذ عدد من المشاريع التنموية ووضع حيز الخدمة ل25 مشروعا تنمويا، منها 12 مشروعا بقطاع الموارد المائية لتحسين نظام التزود بمياه الشرب وتجديد الشبكات لفائدة سكان المناطق النائية، فضلا عن 14 مشروعا في قطاع الأشغال العمومية لتهيئة الطرق وشق المسالك الريفية، زيادة على ثلاث مشاريع للربط بالغاز الطبيعي لفائدة العائلات الموزعة على دوار دلة ببلدية المناور والكيط والقرايعية ببلدية بوحنيفية، إلى جانب تدشين ثانوية تبديلية ببلدية سيق وملحقة إدارية بدوار بلحاج في بلدية المناور وملعب جواري ببلدية سيدي عبد المؤمن بدائرة المحمدية. ولقيت المشاريع التي دخلت، مؤخرا، حيز الخدمة بمناسبة الاحتفالات المخلدة لعيدي الاستقلال والشباب، استحسانا واسعا من المواطنين الذين قابلوا استلام هذه المشاريع بترحاب كبير، لاسيما بالنسبة لسكان دواوير العبادلية، القوادرية والقرايرية ببلدية البرج الذين ودعوا سنوات من الغبن جراء اقتناء مياه الشرب عن طريق الدواب والصهاريج المتنقلة، بعد وضع حيز الخدمة لشبكات مياه الشرب في هذه المناطق الجبلية ذات التضاريس الصعبة. في حين، لقيت مشاريع فك العزلة عن الأرياف ببلدية غروس التي مست دوار شويطح ودوار الحرايزية ترحابا واسعا من سكان هذه القرى المعزولة، بعد عقود مضت من الإقصاء والتهميش. وعبر عدد من السكان البسطاء بدوار شويطح في بلدية غروس - أقصى شرق الولاية في الحدود الإقليمية مع ولاية تيارت - عن فرحتهم بالمشاريع التي سجلت في فترة قصيرة مضت، ضمن برنامج السلطات الخاص بتنمية مناطق الظل، موضحين أنّ أبسط أحلامهم كانت توفير مياه الشرب التي كانوا يقتنونها بواسطة الدلو البلاستيكي من المنابع الطبيعية التي تجود بها المنطقة الجبلية، باستعمال ظهور الدواب، غير أنّ واقع هذه الدواوير سرعان ما تغير بالإعلان عن برامج تنمية مناطق الظل، والتي شملت فك العزلة عنهم بشق الطرق وتأهيل ما اهترأ منها ولم يعد صالحا لسير حتى الدواب، إضافة إلى مشاريع تغطية المنطقة بشبكات الهاتف الثابت والنقال. وممّا لوحظ من انطباعات لسكان المناطق الريفية المعزولة التي مستها مشاريع تنمية مناطق الظل، فرحتهم بربط سكناتهم الجديدة المستفاد منها في إطار الإعانات الريفية، بشبكة المياه والغاز الطبيعي، على غرار سكان دوار دلة ببلدية المناور، الذين لطالما اشتكوا من ندرة عبوات غاز البوتان التي يستعملونها في الطهي والتدفئة كما يستعملون مواقد الحطب لذات الغرض، في هذه القرية الواقعة في سفوح جبل المناور الذي مازال سكانه يعتزون بشهدائهم في معركة جبل المناور، رافعين سقف مطالبهم إلى المطالبة بتنمية قطاع الفلاحة في هذه المنطقة الجبلية واسترجاع أمجادها في نشاط زراعة الكروم والأشجار المثمرة وتربية النحل، من خلال توفير مياه السقي الفلاحي عن طريق الترخيص بحفر آبار فلاحية. في سياق ذي صلة، أثنى والي معسكر عبد الخالق صيودة على الجهود التي بذلتها الدولة للعناية بسكان المناطق النائية، والتي أثمرت عن تنفيذ عدد معتبر من المشاريع لفائدة المواطنين، منها مشاريع أنجزت في ظرف قياسي حسب نفس المسؤول، ومنها ما هو موجود طور الإنجاز، قائلا أنّ السلطات لن تبخل عن توظيف طاقاتها وجهودها لخدمة المواطنين والعناية بانشغالاتهم. وأشار نفس المسؤول أنّ المشاريع التي سجلت سنة 2022 بولاية معسكر ضمن مختلف البرامج والمخططات، قدرت ب232 مشروع، استلم منها 138 مشروع بمحاضر رسمية، في وقت تم إغلاق 100 عملية تنموية في نفس البرامج المسجلة، مؤكدا أنّ نسبة استهلاك قروض دفع هذه العمليات والمشاريع يقارب 53 بالمائة، وهو أمر لم تبلغه ولايات أخرى على حدّ تصريح نفس المسؤول.