صدر عن دار «ادليس بلزمة» رواية جديدة للكاتب عماد الدين زناف، وهي رابع عمل له، والذي يصنّف ضمن أدبِ الخيالِ السّياسيّ، وقد برزت عدّة مؤلّفات في هذا النوع لعباقرة المجال، ككتاب «الجمهوريّة» لأفلاطون، «مزرعة الحيوان» لأُرويل، و»الشياطين» لدوستويفسكي. أشار الكاتب عماد الدين زناف إلى أن رواية «مينيسوتا» التي تقع في زهاء 290 صفحة، تهدف إلى إذابة الجليد بين القراء الشباب مع الواقع والفلسفة، وكذا لفهم الواقع المعاش، بأسلوبٍ روائيّ يُلامس النفس والاجتماع والعلوم، بما أنها مسّت البيطرة، وعلم التربة، والتاريخ، وغيرها من المفاهيم. وأوضح المتحدث أن الرواية تَحمل اسم الولاية الأمريكيّة مينيسوتا، التي تقع في شمال البلاد، وتعني ميني «الماء» وسوتا «السماء». لقد بدأ كُلّ شيء عِنْدما صَادَفَ بطلُ الرواية إعلاناً مِن جَامِعَة مِينيسُوتَا يتضمّنُ فَتحِها بابَ اسْتقْبَال الطّلبَة الجَزَائِرِيين، في جَمِيعِ التَخَصُّصات العِلميّة وقبلَ التوجّهِ لدفعِ الطلبِ، جال في خاطرهِ حديثٌ عادَ بهِ لما قرأ من سِيَرِ أعلامِ التاريخ والحضارات، وصولاً إلى فقهاء الدين، إلى جمعِ الرّحّلِ، وكيف سارَ الحُكماء وكيف ساحوا في الأرضِ وبأيّ علمٍ فاضوا واستفاضوا. عادةً مَا يَأخُذُ المَاء لَونَ السّماءِ، وكانت سَمَاءُ الجَزَائِرِ قَد اِحْمَرّت احمراراً سَاعَةَ الرّحيل من أرضها، بينَما أخَذَت بُحيراتُ «ولايةُ نَجمِ الشّمالِ» تعكسُ قُرمُزيّتها في تلاحق الإشارات من بلدٍ إلى بلد. فليسَ هُناكَ من مُبارحة ورحلةٌ تَسبقُ تِرحالَ الرّوحِ من قاعِ الجسدِ إلى أوجّهِ، فالإنسانُ يرحلُ بفكرهِ، قبلَ أن ينوسُ بجسده. حتى إذَا ما تمخّضَ البطلُ رَجَاجَةً، وارتطَمَ رأسهُ بِسقفِ المَعِرِفةِ، تزحزحَ مُترنّحاً لإمبراطوريّةِ العَالمِ الحَديثِ، الولايات المتحدّة الأمريكيّة. فبينَ لَيَالِي سَانْت بُول وأنُهرِ مِينيابولِيس هُناكَ، وبَينَ المَدرسةِ العُليا وبُحيراتِ الشّمَال، وبينَ البومِ والمُحاضَرَاتِ العِلميّة، بينَ الولاياتِ المُتحدِة والعَالَم، تَغُوصُ الرِّوَايَة فِي أقاصِي النَفس الإنْسَانِيّة منَ المُعاناةِ إلى الذّرْوَة، في عُمْقِ الفَلسَفَاتِ المُنْهَمِرَة مِن شلالاتِ الأدبِ الأمريكيّ، في فوارِقِ وجوامِعِ المُجْتَمَعَات، والسّيَاسَات» الحقيقيّة» التّي تُهدِّدُ العالَمَ أجمَع، فالعالمُ عندنا يَحتاجُ ربطاً عقلانياً منطقياً، لمعرفةِ وفهمِ العالمينِ، وتحليلاً نفسياً لطيفاً، يجعلُ تلك الشوائب تنقشعُ عن ذهن القارئ، وربّما تكونُ فاتحةَ فهمٍ جديدٍ، يُريح حيرته. للإشارة، عماد الدين زناف روائي ومدون مقالات فكرية في عديد المواقع والجرائد العربية، وصانع محتوي فكري على اليوتوب.