تحرص الدبلوماسية الجزائرية على وحدة الصف الإفريقي وتجنّب خدشه أو إساءة فهمه في شتى القضايا الإقليمية والدولية، تماشيا ومبادئها السامية في تسيير السياسة الخارجية، بحسب ما يراه أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة ورقلة الدكتور مبروك كاهي. قال الدكتور كاهي في تصريح ل»الشعب»، إن الجزائر أبانت خلال الأشهر القليلة الماضية، عن تحركات كبيرة وجادة من أجل تحقيق وحدة الصف الإفريقي تجاه مختلف القضايا. وجاءت مشاركة وزير الخارجية رمطان لعمامرة في قمة الاتحاد الإفريقي، المنعقدة مؤخرا بدولة غينيا الاستوائية، في سياق هاته المساعي. وبحسبه، تناولت القمة عديد المواضيع التي تهم الشأن الإفريقي كمسائل السلام والتنمية والأمن، والأهم في ذلك أنها كانت تحضيرية لقمة اليابان- إفريقيا، التي ستنعقد في تونس، شهر أوت الجاري، بمشاركة رئيس الوزراء الياباني والوفد الوزاري المرافق له، بحضور كل الدول الإفريقية، بما فيها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. كما سجلت الدبلوماسية الجزائرية في المرحلة الأخيرة، يضيف مبروك، زيارة لعمامرة إلى كل من أوغندا والكونغو الديمقراطية وروندا، وتسليمه رسائل شخصية من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لقادة تلك الدول، في خطوات تنمّ عن اهتمام كبير بقضايا القارة السمراء، وحرص شديد من القيادة الجزائرية على تقوية ورصّ الصف الإفريقي. وقد أظهرت استضافة القادة الأفارقة خلال احتفالات ستينية الاستقلال التاريخية والألعاب المتوسطية، وكذا شخصيات رفيعة المستوى، مكانة الجزائر الحقيقية ودورها المحوري والاستراتيجي في القارة، يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور مبروك كاهي.