تشهد مختلف الفضاءات الثقافية والمؤسسات الشبانية بالجزائر العاصمة حركة دؤوبة، حيث تعرف هذه الفضاءات إقبال المواطنين من مختلف الفئات العمرية للمشاركة ومتابعة البرامج التنشيطية المتنوعة المقترحة عليهم، طيلة الصيف وهي بمثابة متنفس لهؤلاء. يتوافد المواطنون عبر مختلف البلديات التابعة للمقاطعات الإدارية للجزائر العاصمة على مختلف الفضاءات الثقافية والترفيهية، ودور الثقافة لقضاء أوقات تجمع بين متعة الفرجة والتسلية والنشاطات الثقافية والرياضية المختلفة، وكذا السهرات الفنية في الساحات العمومية ورحلات الاستجمام باتجاه الشواطئ للترويح عن النفس. كما تعرف هذه المرافق على غرار دور الشباب دريس بلال بعين النعجة، السويدانية 1 و2، عيسات إيدير بالحراش، محمد الباي بالرغاية ومحمد إسياخم بالحمامات باينام، زرالدة، سطاوالي.. وغيرها إقبالا مميزا للأطفال واليافعين الذين غالبا ما يقصدونها للاستفادة من البرامج العلمية والتثقيفية والترفيهية المقترحة، التي تسمح بقضاء أوقات جماعية ممتعة ومفيدة، خاصة مع موجة الحر الجد مرتفعة المسجلة مؤخرا. وفي هذا الإطار أوضح مدير ديوان مؤسسات الشباب لولاية الجزائر، جمال الدين عفير أنه تم «تخصيص على مستوى المؤسسات الشبانية التابعة لمديرية الشباب والرياضة والترفيه الولائية برنامج ترفيهي تثقيفي جواري، لفائدة شباب وأطفال مختلف الأحياء السكنية بالعاصمة وذلك طيلة فترة موسم الاصطياف». وأضاف المتحدث أنه ضمن البرامج، تمّ تنظيم فعاليات تاريخية وثقافية بمناسبة إحياء الذكرى ال60 للاستقلال والاحتفال بالذكرى ال67 لهجومات الشمال القسنطيني (20 أوت 1955)، والذكرى ال66 لانعقاد مؤتمر الصومام (20 أوت 1956)، برمجة خرجات يومية للشواطئ للاستجمام والراحة، إلى جانب مسابقات علمية في مجال «ألعاب تنمية الذكاء والحساب الذهني» و»التحدي العلمي» لتشجيع المواهب الشابة، وكذا ورشات للرسم، المسرح، وفضاء المكتبات وقريبا مهرجان المواهب الشابة وفنون الغناء، وذلك بمساهمة الحركة الجمعوية والروابط العلمية. من جهتها، أشارت مديرة المركز الثقافي «عيسى مسعودي» بحسين داي، حورية لوار في تصريح لها أن المؤسسة «أعدت برنامجا ترفيهيا تربويا وتاريخيا مميزا لتنشيط الموسم الصيفي موجه للأطفال والشباب القاطنين عبر البلديات المجاورة، من خلال تخصيص ورشات للرسم والمسرح والموسيقى وألعاب الحساب الذهني (السوروبان) والذكاء وتعلم اللغة الإنجليزية، الشطرنج، إلى جانب نشاطات النوادي العلمية في البيئة وغيرها من التخصصات». وأضافت ذات المتحدثة، أن أزيد من 1200 منخرط عبر مختلف النوادي العلمية وورشات ونشاطات المركز يستفيدون من خرجات نحو الشواطئ، بمعدل مرتين في الأسبوع وذلك في إطار المخطط الأزرق للترفي، كما يتمّ مرافقة هؤلاء الشباب والأطفال المنتمين للجمعيات الثقافية والفنية من خلال فتح الفضاء أمامهم للتدريبات، منها جمعيات الموسيقى الأندلسية والمسرحية والمجموعات الصوتية». وذكرت ذات المصدر، أنه تمّ بالتنسيق مع مؤسسة فنون وثقافة تنظيم حفلات فنية لفائدة العائلات، حيث استمتعوا ببرنامج غنائي في الطابع الشعبي والزرنة في أجواء احتفالية إلى جانب تخصيص ألعاب بهلوانية لفئة الأطفال». من جهة أخرى، وضمن ديناميكية النشاط الثقافي الصيفي على مستوى المؤسسات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة احتضن مؤخرا قصر الثقافة مفدي زكريا فعاليات «الأسبوع الثقافي والعلمي للأطفال» الذي اقترح العديد من النشاطات الثقافية والبيداغوجية المرتبطة بالسينما والقراءة والتسلية، بالتنسيق مع المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، أين تمّ عرض حوالي 15 فيلما سينمائيا، إلى جانب تخصيص نشاطات موجهة للشباب وورشات بيداغوجية ذات صلة بالحفاظ على البيئة وعلم الفلك والروبوتيك. وفي ذات التظاهرة العلمية قدّم ديوان رياض الفتح عروضا سينمائية في قاعة ابن زيدون وساحة مقام الشهيد، وكذا بمسرح الهواء الطلق، كما شارك الديوان الوطني للثقافة والإعلام في هذا البرنامج بعرض أفلام وثائقية ثلاثية الأبعاد حول علم الفلك، في حين تمّ عرض مسرحيتين للأطفال «خيال» و»عالم الحشرات» على مستوى أوبرا الجزائر بوعلام بسايح. بدورها نظمت أوبرا الجزائر بوعلام بسايح، عروض أفلام علمية ووثائقية حول الفضاء والنظام الشمسي من 25 إلى 31 جويلية المنصرم موجهة لكل الفئات العمرية، تحت شعار «أيام بريق المجرة»، وذلك بالشراكة مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام.