تتفاقم وضعية العائلات الدفلاوية مع حلول كل موسم صيف، نتيجة انعدام مرافق الراحة ببلديات الولاية في تحريك هذا القطاع وتسجيل عمليات خاصة بالفضاءات والعناية ببعض المعالم التي تجلب فضول الأسر والزوار للظفر بالراحة والترويح عن الأطفال في منطقة يعصرها الحر الشديد على مدار أكثر من 3 أشهر. ما يثير قلق العائلات والزوار بولاية عين الدفلى، الوضع الكارثي الذي يكشفه غياب شروط التنزّه والراحة من عناء الحر والاختناق داخل البيوت التي تحاول العائلات الدفلاوية الهروب منها للترويح وتغيير الأجواء، لكن أن يكون ذلك في منطقة كان من المفروض أن تكون وجهة مفضلة للراغبين في التمتّع بالمناظر الطبيعية والمساحات الخضراء والفضاءات والمعالم التي توفر المتعة وراحة النفس، مع منح مجال لفسحة الأطفال وتغيير الأجواء التي صارت لا تطاق مع موجة الحر الشديد، الذي لازال قابعا فوق رؤس العائلات المخنوقة. المعالم الأثرية تتآكل بصمت تشخيص الواقع مر، يقول خالد وعبد الجليل ومجيد وفريد من أبناء منطقة المخاطرية والروينة وزدين ومليانة، الذين جمعهم المقهى المقابل لمسجد الخضراء، بوسط عاصمة الولاية عين الدفلى، فبعض الحدائق الصغيرة والتي تعد على أصابع اليد، تعاني من الإهمال وعدم اكتراك السلطات المحلية، حيث صار وجودها يشغل حيزا بدون فائدة، ومردود لا تنتفع منه العائلات بذات البلديات وغيرها من المناطق، عادة ما تكاد الحركة بها تتوقف نهارا أما في الليل النساء تقبعن في البيوت في غياب الفضاءات والمرافق الخاصة بالترفيه، فأبناء العبادية والعطاف وعين بويحي وتبركانين وزدين، من ناحية الشمال الغربي لعين الدفلى، لا يجدون سوى المقاهي أو عقد جلسات حول لعبة الدومينو أو الأوراق أو الإغراق في متابعة الأخبار والمواقع الإلكترونية عن طريق مجموعة وسائط التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي تتناول يوميات عين الدفلى، فباستنثاء حديقة الخميس ومليانة، اللتان لا تتسعان للأعداد الهائلة من الزوار نظرا لصغر مساحتهما، فالوضع صار لا يطاق. أما بالبلديات الريفية، على غرار تاشتة وعين بويحي والماين والجمعة أولاد الشيخ وبن علال وعين التركي وواد الجمعة والحسانية وعين الأشياخ وبربوش وبلعاص وبطحية وبومدفع والحسينية، فالوضع مؤلم حيث لا تخرج النساء من البيوت، إلا لمأتم أو عرس أوزيارة طيب، لانعدام ما يسمى بالفضاءات. أما بصور مدينة مليانة الأثرية والتاريخية، فالوضع مقلق حيث صار هذا المعلم يتآكل ويفتقد للترميم والعناية اللازمة، بالنظر إلى موقعه وقيمته الحضارية خاصة وأن معظم الزوار، يرغبون في التوقف على مستواه، وإحتساء المشروبات بساحة الشهيد علي عمار المفتوحة على غابات منورة وأحياء زقالة، هذه الظروف القاسية التي يتخبّط فيها السكان وعائلاتهم في موسم الصيف، بحاجة إلى تحرّك الجهات المعنية قصد تنشيط حركية التجوال العائلي، بما فيهم الزوار الذين يقصدون ما تبقى من تاريخ مليانة الحضاري. اختفاء الترفيه والمساحات الخضراء يتأسّف الجميع عما آلت إليه الأوضاع ببلديات عين الدفلى، فيما يتعلّق بملف المساحات الخضراء ومواقع الترفيه والجلسات العائلية التي اختفت، في ظل الوضع الحالي الذي يعد إمتدادا للسنوات الماضية، فيما فتح المجال أمام تفاقم المهازل والتراجع الرهيب، فما تمّ غرسه من نباتات حتى وسط الطرقات والمواقع الدائرية لحركة المرور، طاله الجفاف، وصار حطبا في انتظار تسجيل عمليات أخرى لإعادة تشجيره بمالغ أخرى إضافية، وكأن الأمر لم يكن، يقول عمي أحمد بالروينة وصالح من العطاف وجمال من العبادية وسفيان من عين الدفلى. وفي السياق ذاته، فقد أرجعت العائلات التي تحدثت لنا بمرارة، رفقة بعض من يعرفون مجال التسيير ودور ممثلي الشعب، أن الأمر يعود في الأساس إلى صمت المنتخبين المحليين بالمجالس البلدية والبرلمانيين بغرفتيه وغياب تحركهما في هذا المجال. فتعهدات الصندوق، قد تمّ غرقها من خلال عدم الاستماع لنداءات السكان الناقمة عن الغياب شبه الكلي لمرافق الراحة واللقاءات العائلية والفضاءات الخضراء، من الحدائق التي لم تعد موجودة في قاموس المنتخبين على اختلاف توجهاتهم.. فهل من تحرّك لتدارك الوضع خلال الصائفة القادمة إن كان في العمر بقية؟.