في خطوة من شأنها أن تزيد التنافر الحاصل في العلاقات بين باريس والرباط، وترفع من درجة غضب المخزن إزاء الانتصارات التي تحققها القضية الصحراوية مقابل الإنتكاسات التي تحصيها دبلوماسية المملكة، استقبل البرلمان الفرنسي قيادات من جبهة البوليساريو واستمع إلى انشغالاتها، وتعرّف إلى المعاناة التي يواجهها الصحراويون تحت سلطة احتلال غاشم، سياسته القمع والتقتيل والابتزاز الذي يستعمله للترويج لأطروحاته الإستعمارية التي تدينها القرارات الأممية وترفضها الشرعية الدولية. حملة كبيرة يشنّها في هذه اللحظة الإعلام المغربي المأجور ضدّ باريس، ما يؤكّد أن وجع الصّفعة الجديدة التي تلقاها النظام المغربي من البرلمان الفرنسي كبير، وبالفعل يشكل الاستقبال الذي حظى به ممثل جبهة البوليساريو محمد سيداتي، والناشطة سلطانة خيا، حدثا هاما بالنسبة للقضية الصحراوية، خاصة وأن الاستقبال جاء من النائب جون بول لوكوك المحسوب على التجمع من أجل الجمهورية، والذي مر من تجارب يمينية منذ بداية مشواره السياسي في فرنسا سنة 2002. واستقبل البرلمان الفرنسي المناضلة الصحراوية سلطانة خيا وممثل الجبهة بفرنسا الأخ محمد سيداتي، بمقره من قبل النائب عن الحزب الشيوعي جون بول لوكوك حيث شرحت الناشطة الحقوقية سلطانة خيا ما تعرضت له «من حصار وتعذيب وانتهاكات جسيمة بما فيها محاولة قتلها في أكثر من مرة». وفضحت المدافعة الصحراوية عن حقوق الانسان، بمقر البرلمان الفرنسي، جرائم الاحتلال المغربي وشرحت ما تعرضت له شخصيا من انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان تحت الحصار، بسبب دفاعها المستميت عن حقوق الشعب الصحراوي. من جهته، عبر جون بول لوكوك عن استنكاره لما يتعرض له الشعب الصحراوي من قمع وانتهاكات لحقوق الإنسان، مجددا تضامنه الكامل مع المناضلة والحقوقية سلطانة خيا وكافة الشعب الصحراوي. هذا، وشاركت الجالية الصحراوية بفرنسا في أشغال المنتدى السنوي للجمعيات المنظم بالمقاطعة ال15 في العاصمة باريس إلى جانب أزيد من 250 منظمة تنشط في مجال حقوق الإنسان والتضامن الدولي والثقافة. وعرف رواق الجالية الصحراوية إقبالاً كبيراً حيث زاره عضو الأمانة الوطنية وممثل جبهة البوليساريو بفرنسا محمد سيداتي، وكذلك رئيسة الرابطة الصحراوية لحقوق الإنسان سلطانة خيا وعدة شخصيات صحراوية. وتعتبر الجالية الصحراوية بفرنسا المشاركة في هذا الحدث، فرص تعكس إلتزام الصحراويين في المهجر على مواصلة نضالهم وجهودهم للتحسيس بالقضية الوطنية داخل الأوساط الفرنسية سيما المجتمع المدني الفرنسي من خلال الوسائل التي تعتمد عليها الجالية في التحسيس بالقضية الصحراوية كالمطويات والكتب وغيرها من الأدوات التي تساهم بشكل كبير في التعريف بالكفاح الذي يخوضه الشعب الصحراوي من أجل إنتزاع حقه في الحرية والإستقلال وإستكمال بسط سيادة دولته الجمهورية الصحراوية على كامل أراضيها الوطنية. وتتواجد سلطانة خيا منذ الخميس الماضي بفرنسا كضيفة شرف في اطار احتفالات «عيد الإنسانية» المنظمة في العاصمة باريس، حيث استغلت هذه المناسبة لتقديم عروض حول نضال الشعب الصحراوي والمقاومة السلمية في الصحراء الغربية ضد الاحتلال المغربي.