فقدت الجزائر ومنطقة بوسمغون بولاية البيض أحد أعلامها وعلمائها المصلحين بوفاة الشيخ سيدي محمد رمضان مقدم الطريقة التيجانية ببوسمغون، حسب شهادات استقتها وكالة الأنباء الجزائرية أمس ممن عرف الفقيد الذي وافته المنية عن عمر ناهز 91 سنة. أجمع كل من عرف الفقيد الذي ووري جثمانه الثرى أمس الجمعة بمقبرة بوسمغون، عن تواضعه الشديد وعلمه الغزير حيث أفنى الراحل عمره في طلب العلم الشرعي وتعليمه والصلح بين الناس. ونال الشيخ الراحل الذي يعد من مواليد سنة 1931 العديد من الإيجازات في العلوم الشرعية من علماء من داخل وخارج الوطن حتى أصبح مرجعا للفقه المالكي والتصوف الصحيح، حسب صهره الإمام الشيخ أحمد معزوز. وكان الشيخ الإمام الحاج محمد رمضان إماما وخطيبا بالمسجد العتيق بقصر بوسمغون وذلك منذ سنة 1953 خلفا لوالده العالم الجليل الراحل سيدي محمد رمضان. وعاش الفقيد طيلة حياته معلما للقرآن الكريم ومرجعا للعلم الشرعي ومرجعا للفتوى بالمنطقة والغرب الجزائري ومقدما للطريقة التيجانية ببوسمغون وخلوة الولي الصالح سيدي أحمد التيجاني التي تتواجد داخل القصر العتيق ببوسمغون. كما كان مقصدا للعلماء ومريدي الطريقة التيجانية من داخل وخارج الوطن للنهل من علمه الشرعي. كما تخرج على يديه العديد من المشايخ وطلبة العلم الشرعي، وفقا لذات المصدر. ومن جهته، أشار الاستاذ والباحث في تاريخ المنطقة بلحاجي لغريسي إلى أن الشيخ الراحل الإمام سيدي محمد رمضان كان ركيزة من ركائز بوسمغون وعمودا من أعمدتها فقد كان فقيها ومحدثا ومعلما ورجل صلح. وقد عرفت جنازة الراحل الجمعة بمقبرة بوسمغون حضور السلطات المحلية المدنية والعسكرية وجمع غفير من الأئمة والمشايخ من داخل وخارج الولاية وجمع كبير من المواطنين قدموا من مناطق عدة لتأدية واجب العزاء وسط أجواء جنائزية مهيبة منوهين بمناقب وخصال الراحل. وبهذه المناسبة الأليمة، بعث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون برسالة تعزية إلى عائلة المرحوم الشيخ الإمام الحاج محمد رمضان، مقدم الطريقة التيجانية ببوسمغون. وجاء في رسالة التعزية لرئيس الجمهورية: «شاء المولى تبارك وتعالى أن يتوفى شيخنا الإمام الحاج محمد رمضان، مقدم الطريقة التيجانية ببوسمغون، الذي رحل عن هذه الدنيا بعد عمر مبارك، قضاه في خدمة بيوت الله إماما وواعظا مرشدا.. ومربيا حريصا على تحفيظ كتاب الله الناشئة من أبنائنا، وفقيها دارسا ومدرسا للتوحيد والتصوف، ولقد كان بما حباه الله من مكانة العلماء والأئمة واحدا من المنتسبين العاملين في رحاب الزاوية التيجانية الذين نالوا إجازات من خلفائها وعلمائها عرفانا وتقديرا لإخلاصه وجهده، وخدمته للدين الإسلامي الحنيف في منطقة البيض وبوسمغون التي رعى أهلها الكرام على الدوام شيوخنا الأئمة الأفاضل وأحاطوهم بالعناية والرفعة».