المجاهدون اعتمدوا تكتيكا يدرّس في الأكاديميات الحربية أشرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، بمنطقة الجرف ببلدية سطح قنتيس، على الاحتفالات الرسمية بالذكرى 67 لاندلاع معركة الجرف، التي تعد من أكبر المعارك الثورية ضد الاستعمار الفرنسي، دامت 7 أيام بجبل الجرف خاضها المجاهدون في سبيل استرجاع السّيادة الوطنية. قال العيد الربيقة من منطقة الجرف إنّنا نحيي اليوم الذكرى 67 لمعركة الجرف التاريخية إجلالا وتعظيما لواحدة من أمّهات المعارك الحاسمة التي تبقى الذاكرة تستحضرها. وأكّد الوزير أنّ التكتيكات الحربية التي اعتمدها المجاهدون في هذه المعركة، وغيرها من المعارك نموذجا يدرّس في الأكاديميات الحربية ليس في الجزائر، فحسب بل في العالم كإستراتيجية حربية فريدة من نوعها، موصيا بالحرص على تدريس فصول ومراحل معركة الجرف إلى أبنائنا التلاميذ للحفاظ على الذاكرة الجماعية حية بين الأجيال، والمحافظة على تاريخنا المشرف لصناعة غدنا المشرق. وفي كلمة له بالمناسبة بعد طوافه والوفد المرافق له بمعرض مفتوح على الهواء الطلق يجسّد المعركة وأبطالها، أعاد التذكير برمزية الحدث، مفيدا أنّ معركة «الجرف» تعتبر منعرجا حاسما في تاريخ الثورة التحريرية المجيدة، وحلقة مفصلية ضمن مسارها التحرري، لما حققته من نتائج فورية كلّلت بفتح الطريق أمام تدويل القضية الجزائرية، والتعريف بها في المحافل الدولية. وتطرّق وزير المجاهدين وذوي الحقوق لأهم أحداث ووقائع المعركة وظروف نشوبها ونتائجها، مذكرا بأحداث وملاحم عاشتها بلادنا على مرّ الأزمنة والحِقب، لنتزوّد من رصيدها. ونوّه بضرورة تحلي الجميع بإرادة هؤلاء الرجال، التي مكّنت من تحقيق النصر، وتلقين الاستعمار دروسا في القتال على أرض المعركة، فما أحوج جيل اليوم للتحلي بإرادتهم، والأخذ من معين إيمانهم وصبرهم من أجل تحقيق حلمهم وحلم الأجيال في سبيل بناء صرح جزائر جديدة التي تواصل ريادتها كقوّة بارزة في محيطنا الإقليمي والدولي. وفي ذات الصدد، قام الوزير بتكريم ثلاثة مجاهدين ممّن قاموا بالمشاركة في المعركة، ويتعلق الأمر بكل من مسعي لسود، بوعبيدة نصر وبولعراس علي. وتروي المصادر المتواترة، أنّ معركة «الجرف» انطلقت أولى فصولها يوم 22 سبتمبر 1955، وانتهت يوم 29 سبتمبر من نفس السنة، ومكّنت المجاهدين الأشاوس من القضاء على حوالي 700 جندي فرنسي، وإسقاط وإعطاب نحو 20 طائرة، وإصابة وإتلاف 40 بين مزنجرة ودبابة، والاستيلاء على 150 قطعة سلاح مختلفة وغنم كميات معتبرة من الذخيرة. وتفيد ذات المصادر باستشهاد نحو 170 مجاهد، وجرح أربعين آخرين، ممّن كتب لهم شرف المشاركة في هذه المعركة.