اختار المختص في التغذية كريم مسوس، نائب رئيس المجلس العلمي للجمعية الوطنية لداء السكري، أن يقاسم تجربته في مكافحة سرطان القولون، والمعاناة التي عاشها في رحلة العلاج، والتي استطاع خلالها بعد صراع طويل مع المرض، أن يتغلب عليه بدعم من أسرته الصغيرة، والطاقم الطبي الجزائري الكفء، الذي أشرف عليه؛ حيث خرج بجملة من النصائح التي ارتأى أن ينقلها إلى المرضى المصابين بداء السرطان، ليتمكنوا من الصبر، والتغلب على المرض. قال المختص في التغذية كريم مسوس في حديث خص به "المساء"، إنه اختار تقديم جملة من النصائح الهامة لفائدة المرضى، بعدما عاش تجربة الإصابة بداء سرطان القولون، وتمكن من التغلب عليه، والتي يأتي في مقدمتها ضرورة تقوية إيمان المرضى بالمولى عز وجل، لأن المرض ما هو إلا ابتلاء. وأوضح في هذا الشأن: "أصبت على مدار 34 سنة بمرض (كرون) الذي يُعد من الأمراض المزمنة. ولكوني مختصا في التغذية كنت شديد الحرص على اختيار ما أتناوله. والنتيجة لم أتعرض لأي مشكل صحي طيلة هذه المدة"، مردفا: "وهذه أول نصيحة أريد التأكيد عليها... حذار ثم حذار مما يتم تناوله من أغذية، خاصة الأغذية المصنّعة، والدهون المهدرجة، والتقليل قدر الإمكان من السكر المكرر، والملح الذي أصبح يدرج بكميات كبيرة في الأغذية الجاهزة التي تشكل خطرا كبيرا على الصحة"، مضيفا: "يجب اختيار كل ما هو خضر وفواكه موسمية؛ أي كل ما هو طبيعي لتجنب الإصابة بكل أنواع السرطان، التي أثبتت الأبحاث العلمية أن مصدرها الغذاء غير الصحي؛ مثل سرطان المعدة والجلد". وقال المختص: "قد يتساءل البعض عن كيفية إصابتي بالمرض رغم أني مختص في التغذية، وحريص على تناول كل ما هو غذاء صحي طبيعي. ما أريد أن أخبركم به، أني مريض بمرض مزمن. وبفضل اهتمامي بالغذاء الصحي لم أعانِ من أي مشاكل صحية. ولكن إصابتي بالمرض الذي كان في سن مبكرة، حيث ظهر عليّ نزيف دموي، واشتبهت فيه، فقررت الخضوع للفحص، فتَبين لي أني مصاب بالسرطان. يمكن أن أراه ابتلاء، وهو، ربما، راجع لعنصر الوراثة؛ فوالدتي رحمها الله كانت مصابة بسرطان الدم". وحول النصيحة الثانية التي كان لها دور كبير في تقبّله المرض فبدأ رحلة العلاج، قال إنها الراحة النفسية التي يوفرها المحيط العائلي والطاقم الطبي، ليتمكن المريض من تقبّل المرض، والتمسك بالحياة، والرغبة في الشفاء. وقال إن "تقبُّل المرض يمثل نسبة كبيرة في نجاح العلاج، بل هو أولى خطوات التغلب على المرض". والنصيحة الأخرى التي ارتأى المختص في التغذية أن يقدمها بعدما شفي من المرض ولايزال يخضع للرقابة الطبية، أن يضع المريض ثقته الكاملة في الأطقم الطبية الجزائرية؛ قال: "تجربتي التي عشتها في المؤسسات الاستشفائية العمومية، أني حظيت بتكفل طبي كأي مريض آخر يصاب بالمرض. حقيقية عانيت جسديا بسبب العلاج الكيميائي الذي كان يصيبني بالكثير من التعب والإرهاق. كما أجريت عملية استئصال الورم، ولكن نفسيا كنت مرتاحا جدا، ولعل هذا ما ساهم في شفائي. إيماني الكبير بالله، وتقبّل المرض، والإصرار على الشفاء، والتمسك بالحياة، كان له الأثر الإيجابي في رحلة العلاج". ويضيف المختص في التغذية: "ربما واحدة أيضا من النصائح الهامة التي خرجت بها من تجربتي في مكافحة السرطان، هي عدم ترك الانشغالات اليومية والاهتمام بالمرض فقط؛ فقد كنت في كل مرة رغم مرضي، أقوم بعملي على أكمل وجه، وأرفض الجلوس في المنزل، حيث قدّمت في العديد من المرات، محاضرات حول الغذاء الصحي في عدد من الولايات، بعضها قبل الخضوع للعلاج الكيميائي، وبعضها بعد العلاج وأخذ قسط من الراحة". ويعلّق المتحدث: "لم يكن الأمر سهلا، ولكني كنت متمسكا بالحياة والرغبة في العطاء. ولا أخفيكم، قبل إجراء العملية قررت تسطير برنامج عملي كان جاهزا، لأشرع فيه بعد العملية. وبتوفيق من الله تعالى نجحت العملية، وواصلت مشواري المهني في التوعية حول كل ما يتعلق بالغذاء الصحي، وكيفية محاربة داء السكري". وختم المتحدث بقوله: "كتجربة شخصية، أريد أن أنبه المرضى إلى ما يتم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي، لأشخاص هدفهم تحقيق ربح مادي، والابتعاد عن كل الوصفات التي يتم الترويج لها على أن فيها الشفاء، ووضع الثقة الكاملة في الطبيب المعالج"، مؤكدا أن "الدولة الجزائرية قطعت أشواطا هامة في استراتيجية مكافحة السرطان، سواء من حيث الأطباء المختصون، أو المراكز، أو التكفل الطبي والنفسي. ويكفي أن رئيس الجمهورية يتولى متابعة هذا المرض المزمن شخصيا".