توقّع إنتاج 600 ألف قنطار من الزيتون شرع منتجو الزيتون بمحيط سيق وبلديات أخرى بتراب ولاية معسكر، في جني ثمار الشجرة المباركة، التي تعود زراعتها بهذه الولاية الفلاحية الى حقب متقدمة من التاريخ، ويتمتّع منتوجها من زيتون المائدة بجودة منقطعة النظير، ذائعة الصيت. يتحوّل إقليم دائرة سيق وضواحيها، في بداية شهر أكتوبر من كل موسم فلاحي، إلى قبلة لليد العاملة الموسمية التي تشتغل في مجال جني الزيتون من حقوله المترامية على مساحة تزيد عن 4000 هكتار، بمحيط سيق، فضلا عن العمل الموسمي في وحدات التحويل والتصبير المتخصصة، المتمركزة داخل النسيج الحضري لمدينة سيق بعدد 200 وحدة تحويل وتصبير نظامية، زيادة على عدد معتبر من الوحدات المنتجة لزيتون المائدة بطريقة غير نظامية. ويسترزق الآلاف من عمال حقول الزيتون من جنيه الموسمي يدويا، بأجرة تتراوح بين 450 و700 دج عن صندوق الزيتون الواحد، ما يرفع أجرة العامل الواحد إلى 4500 دج يوميا كحد أدني عن 10 صناديق، حيث تعتبر هذه الفئة العاملة في مجال الجني الموسمي للزيتون، نشاطها فرصة للربح والاسترزاق بترك مجالات عملها اليومية والخروج في عطلة سنوية للتفرغ لحملة الجني وسط الحقول، زيادة على العمل الموسمي بوحدات التصبير الذي تختص فيه اليد العاملة البسيطة من كلا الجنسين. وتشتهر مدينة سيق بحقول الزيتون الشاسعة، وبخبرة سكانها المكتسبة والمتوارثة في تحويل وتصبير زيتون المائدة، في حين اكتسبت المنطقة شهرتها في إنتاج زيتون «سيقواز» المحول، والذي كثيرا ما يدخل المنطقة من ولايات مجاورة، إضافة الى المنتوج المحلي لمعسكر التي تتربع على مساحة زراعية من 19 ألف هكتار من أشجار الزيتون منها 15 ألف هكتار مساحة منتجة. أما تسمية منتوج الزيتون المصبّر «سيقواز»، فهي لا تعود على المنتوج الفلاحي، انما على المنتوج الذي مرّ عبر طريق التحويل والتصبير، كتسمية ملتصقة بخبرة سكان منطقة سيق في هذا المجال، والمتوارثة عن حقب متقدمة من الممارسة الفلاحية لا سيما خلال فترة الوجود العثماني والفترة الاستعمارية الفرنسية التي استغلت تواجدها بالجزائر لاستنزاف وتحويل خيرات البلاد إلى ما وراء حوض الأبيض المتوسط. وزاد الاهتمام بزراعة الزيتون في معسكر، بعد سياسات الدولة وبرامجها لتثمين وترقية هذه الشعبة الفلاحية، عملا على تنويع مصادر دخل الاقتصاد الوطني وتحقيق الاكتفاء الغذائي، برفع تحدي تكثيف زراعة الزيتون وتوسيع المساحة المنتجة، التي تتربع محليا على 19 ألف هكتار، منها 15 ألف هكتار مساحة منتجة، يتموقع 50 بالمئة منها بإقليم مدينة سيق ذات الشهرة الواسعة بزراعة الزيتون، تليها منطقة وادي التاغية في جنوب الولاية، التي تعتبر من الركائز الأساسية لزراعة الزيتون بمعسكر على مساحة تقدر بألف هكتار، إضافة إلى غرسات جديدة ضمن مشروع فلاحي طموح يشمل زراعة 1200 هكتار غرسات جديدة ضمن برنامج محافظة الغابات وبرنامج المصالح الفلاحية. وعلى الرغم من الجهود الحثيثة لترقية زراعة الزيتون بولاية معسكر، غير أنّ تأثر المنطقة بالعوامل المناخية، أرخى بظلاله في بداية حملة جني الزيتون، على المنتوج الفلاحي كمّا ونوعا، حسب تصريح لمدير الفلاحة أمين جبيري، الذي أكّد توقع مصالحه تسجيل تراجع في الإنتاج خلال هذا الموسم بتقديرات تصل إلى انتاج 45 قنطارا في الهكتار من مساحة اجمالية منتجة مقدرة ب 14 ألف هكتار. من جهته، أرجع رئيس المجلس المهني للزيتون بن يطو الناصر، مؤشرات تراجع الإنتاج المحلي من زيتون المائدة الى عامل ارتفاع درجات الحرارة الموسمية التي أثرت على نوعية الإنتاج وكميته، زيادة على شح مياه السقي الفلاحي التي تضيع منها كميات معتبرة بفعل تسربات على مستوى سد الشرفة الرئيسي، وكذا توحل سد الشرفة الثانوي، فضلا عن عجز كميات المياه الموفرة عن تغطية احتياجات المنتجين خارج محيط سيق ببلديات العلايمية وعفاز على مساحة 100 هكتار، ما تسبّب في تضرر المنتوج، مشيرا إلى أن منتجي الزيتون بمحيط سيق استلموا حصة من 10 ملايين م³ من المياه في دورة سقي واحدة، بينما يحتاج المنتوج الى ثلاث دورات سقي كاملة. ويتطلع منتجو الزيتون بتراب ولاية معسكر، إلى رفع حظوظ الولاية الفلاحية من الإنتاج، خاصة في هذه الشعبة الفلاحية المباركة المدرّة للثروة والمشغّلة للآلاف من شباب المنطقة في مختلف مراحل الجني والانتاج، من خلال اتاحة وتسهيل آليات دعم الشعبة الفلاحية لاسيما من حيث العناية بجانب السقي الفلاحي والتعجيل بالأفراج عن ملف توسيم العلامة التجارية للمنتوج المحلي «سيقواز»، بهدف فتح أفاق واسعة لتصديره نحو الخارج.