طواقم العلاج ضمن المهددين بخطر العدوى أكد وزير الصحة عبد الحق سايحي، أنّ قطاع الصحة يولي أهمية كبيرة بالوقاية من الأمراض المعدية الناتجة عن العلاج في المستشفيات، من خلال الالتزام بضمان راحة وسلامة المرضى أثناء تواجدهم في المؤسسات الصحية، سواء تعلق الأمر بالاستشارات أو الاستشفاء النهاري أو الاستشفاء لفترات طويلة، مع السهر على الحفاظ على نظافة الهياكل والمؤسسات الصحية والعمومية. قال وزير الصحة خلال إشرافه، أمس، على افتتاح فعاليات اليوم الوطني الأول للنظافة الاستشفائية تحت شعار "الجميع معنيون، الجميع مسؤولون" إنّ غياب تطبيق التوجيهات الوطنية بصورة فعالة حال دون الوصول إلى تحقيق الهدف المنشود، والمتمثل في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالعلاج الاستشفائي ومكافحتها والحدّ من مختلف الأخطار الصحية التي تواجه في الوسط الطبي. وأضاف سايحي أنّ الجزائر اتخذت خطوة هامة لمواجهة هذا التحدي بإعرابها بشكل رسمي، منذ سنوات، عن التزامها بالسيطرة على الأمراض المعدية المرتبطة بالعلاج، وذلك في إطار برنامج " سلامة المرضى، تحد عالمي" المنبثق عن المنظمة العالمية للصحة، مشيرا إلى أنّ هذه الأمراض المعدية متعددة الأسباب وذات المقاومة الكبيرة لمضادات الحيوية، تشكل تهديدا صامتا وخطيرا تؤدي إلى عواقب وخيمة. وتابع وزير الصحة، في ذات السياق، أنّ التهديدات التي تواجه المرضى، ترتبط بإطالة مدة الإقامة في المستشفى وتفاقم المرض، ممّا يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة، كما يشكل عبء ماليا إضافيا على المريض وعلى المؤسسة الصحية، بالإضافة إلى الطاقم المعالج الذي يتعرض لخطر العدوى. وشدّد على ضرورة التقيّد بإجراءات احترازية غير مكلفة وبسيطة لتجنّب عدوى البكتيريا تهدف للوقاية منها ومكافحتها من أجل تحسين سلامة المرضى، عبر تكفل جيد وبيئة آمنة، كاشفا أنّ الوزارة بصدد دراسة وإعداد قانون خاص بالمكلفين بالنظافة بمختلف أسلاكهم من أعوان وتقنيين ومهندسين. وبخصوص اللقاء الوطني الأول للنظافة الاستشفائية أوضح وزير الصحة، أنه يرمي إلى التوعية والتحسيس بأهمية احترام البيئة من قبل مهنيي الصحة والمرضى والمرتفقين بالتطبيق الصارم لمختلف البروتوكولات والتوجيهات، على أن تشكل هذه الأخيرة أولوية لكل مؤسسة صحية ومؤشرا رئيسيا للتقييم. وأشار سايحي إلى أنّ هذا اليوم الذي لم تعد أهميته بحاجة إلى إثبات يهدف إلى الحد من العدوى وحماية المرضى ومهنيّي الصحة والمحيط الاستشفائي، من خلال التحسيس والإعلام والتكوين لفائدة كافة الفاعلين، مؤكدا حرصه على تنفيذ الإجراءات كل على مستواه من أجل تحسين نظافة البيئة وترقية الرعاية الصحية. من جهتها، دعت أخصائية في الإنعاش بالمستشفى الجامعي باب الوادي، البروفيسور رشيدة منصوري، إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من انتشار الأمراض المعدية في المستشفيات ومن أجل تجنّب إصابة المرضى الذين يتلقون العلاج، خاصة في مصالح الإنعاش، مشيرة إلى أنّ هذه الأمراض الناتجة عن بكتيريا يمكن أن تشكل خطرا على المرضى، ممّا يستدعي تعزيز الحماية من الإصابة بهذه الأمراض وتحسين نوعية العلاج. أوضحت البروفيسور رشيدة منصوري أنّ مصالح الإنعاش الطبية بالمستشفيات تعد الأكثر عرضة لانتشار الأمراض المعدية الناتجة عن العدوى البكتيرية أو الفطرية مقارنة بالمصالح الاستشفائية الأخرى، مؤكدة أنّ العدوى المكتسبة في المستشفى تصيب المرضى الذين يعانون من أمراض مستعصية والمسنين، بالإضافة إلى أصحاب المناعة الضعيفة. وأضافت الأخصائية في الإنعاش أنّ سوء النظافة على مستوى المصالح الاستشفائية ينتج عنه العديد من الأمراض المعدية، التي قد تصيب المرضى خلال الاستشفاء وتؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي وعدوى المسالك البولية والعدوى الناجمة عن الشقوق الجراحية وأمراض الدم المعدية التي تعد خطيرة، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة مشيرة إلى التهاب الكبد الفيروسي "ب" التي تعد حالات نادرة، قائلة إنّ الوقاية من هذه الأمراض تتم بإتباع أساليب احترازية بسيطة وغير مكلفة.