عكف متعاملون اقتصاديون معنيون بالتصدير، خلال جلستي نقاش، على تشريح العراقيل وكل ما يقف في وجه عملية التصدير ويؤخر تقدمها، نحو اقتحام أسواق خارجية، وأبدوا تطلعا كبيرا للانخراط في المسعى الوطني الذي يراهن في الفترة الحالية، على انفتاح كبير على الأسواق الخارجية، غير أنّهم اشترطوا التنافسية في المنتجات، ودراسة مسبقة لهذه الأسواق، قبل التوجه إليها والتموقع فيها، ومن ثمّ تكوين الإطارات التي تتمتع بالمهارة في هذا المجال. اقترب موعد فتح وكالات بنكية بكلّ من فرنسا وموريتانيا والسينغال، أيّ حدّد قبل نهاية السنة الجارية، وبعد ذلك الدور سيكون على كوت ديفوار كمرحلة ثانية، من أجل توسيع نطاق التصدير واحتواء انشغالات المصدرين، هذا ما أكده لزهر لطرش مدير البنك الخارجي الجزائري. ويعتقد لطرش أنّ إشكالية التصدير مرتبطة بضرورة إنتاج سلع ذات جودة وتنافسية وفي نفس الوقت بتكلفة مقبولة من أجل اقتراحها إلى التصدير. فيما قال الخبير سيد أحمد طيباوي الذي أدار النقاش، أنه حان الوقت لاستحداث نظام خاص بالتصدير، وتحدث كذلك عن تفاصيل إستراتجية تطوير التصدير وكذا التحديات الراهنة التي تواجه المؤسسة المصدرة وواقع التصدير، أيّ الظروف الداخلية والخارجية. من جهته، عمار حابس، الرئيس المدير العام لمؤسسة "فادركو"، اقترح بدوره إطلاق حملة، تهدف إلى ترقية علامة "صنع في الجزائر"، لكن في الخارج، وهذا من شأنه، حسب تقديره، أن يسهل من تدفق المنتوج الجزائري نحو أسواق خارجية، لاسيما دول القارة السمراء القريبة من حيث الموقع. ويعتقد الرئيس المدير العام لمجمع الصناعات الغذائية "سوبي" رضا سالم حشلاف، أنه حان الوقت كي تعتمد الجزائر في الوقت الحالي، على مؤهلاتها المتاحة وتستغل قدرتها المتوفرة على رأسها انخفاض كلفة الطاقة، التي تعد مرتفعة كثيرا بالأسواق الدولية، ودعا في سياق متصل لاستغلال الإمكانيات الطاقوية، من أجل تطوير الصناعة، ومن ثم التسويق لهذه الصناعات بكل من دول أوروبية وكندا، حيث تتواجد الجالية الوطنية بالخارج. أما المساهم والمسير المكلف بشؤون شركة "توسيالي" بالجزائر، "ألب توبكيوغلو، اشترط سلسلة التموين القوية في عملية التصدير، وكما دعا في نفس السياق الممونين بالتحلي بالتنافسية والفعالية في نفس الوقت، وبعد ذلك التوجه للاستثمار في المواد والمستهلكات الصناعية التعدينية التي تحتاجها شركة "توسيالي" الجزائر، لأنّها تقوم باستيراد الهياكل والصفائح الحديدية"، وتنفق عليها مبالغ معتبرة في عملية الشحن والنقل من الخارج. بينما عبد الوحيد كرار نائب رئيس مجلس التجديد الاقتصادي ورئيس الاتحاد الوطني لمنتجي الأدوية، تناول مسألة الغرامة ومخاوف تشريعية أخرى تطرق إليها بإسهاب، وتحدث مطولا عن حماية العملة الصعبة من الاستنزاف. من جهته، حسان خليفاتي، ممثلا عن شركات التأمين، استعرض الوضع الحالي بشكل واقعي بسبب ما وصفه بوجود البيروقراطية، وذكر أنّ البنوك وبعض الإدارات، ما إلى غير ذلك، في السابق، لم تكن مستعدة، وبعد دعم السلطات، سجل تقدما في المجال التشريعي وبالإضافة إلى البنوك، واقترح تطوير قدرات التصدير نحو البلدان الإفريقية.