يعتبر الإعلام السلطة الرابعة في رفع الصوت وهو عنصر فاعل لتحريك الرأي العام نحو الدفاع عن قضية عادلة، وأصبح الإعلام مكون ناقل للرواية الفلسطينية وبعض الدول استخدمت إعلامها للدفاع عن الحق الفلسطيني وفي محافلها المحلية والإقليمية والدولية. جعلت الجزائر من صُحفها المحلية وسيلة ناقلة للثوابت الوطنية أمام ترسانة التهويد الممنهج للأرض الفلسطينية وسياسات التهجير الطوعي والقسري لأبناء الشعب الفلسطيني وسرد الرواية الفلسطينية بشكل واقعي، وكانت الجزائر من الدول التي جعلت من صحفها المحلية منبراً لرفع الصوت الفلسطيني وكشف الحقائق الفلسطينية وما يحدث من اعتداءات متواصلة بحق الشعب الفلسطيني. فأولت الصحف الجزائرية المحلية القضية الفلسطينية مساحة واسعة لتغطية الأحداث وتقديم التقارير والمقالات التي تُحاكي آلام الشعب الفلسطيني لتعزيز حالات التضامن الشعبي والامتداد الجماهيري للدفاع عن القضية الفلسطينية ورفع وتيرة التفاعل مع أبرز قضاياه مثل قضية الاسرى وقضية المصالحة وترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية لترسيخ برنامج وطني موحد لكافة الأطراف الفلسطينية. ناهيك عن نقلها الأحداث الدائرة في مناطق الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة بالرغم أن العالم منشغل بقضايا دولية أخرى إلا أن الجزائر ما زالت تُركز على قضية فلسطين لإيجاد حلاً لها عبر إنهاء حالة الصراع الدائرة في الواقع الفلسطيني بسبب الاحتلال . فتتعاطى وسائل الإعلام الجزائرية من خلال خطاب إعلامي ورسالة إعلامية موجهة لكل المستويات المحلية والإقليمية والدولية لإرسال الصورة الحقيقية عن القضية الفلسطينية، كون الملف الفلسطيني ما زال الملف العالق حتى اللحظة دون حل جذري للحقوق الفلسطينية، لذلك تُعقد الآمال حول هذه القمة العربية في الجزائر والتعويل على نتائج إيجابية تخص القضية الفلسطينية والتعويل على الدول التي تُدافع عن المصالح الفلسطينية والوطنية. وللإعلام الجزائري له أثر ملموس في إحياء الوعي الوطني والعمل على نقل المعلومات والاخبار والتأثير في آراء وأفكار الأفراد وتوسيع ادراك الجمهور الدولي حول كيفية توثيق الانتهاكات وحشد الدعم الاقليمي الدولي للاهتمام بقضة الاسرى والقضية الفلسطينية بشكل عام وتدويلها وتسليط الضوء على أهميتها وجعلها منارة دفاعية وشهادة دولية ضد ما يفعله الاحتلال بالفلسطينيين. ليس فهذا فحسب فالقمة العربية في الجزائر قد تحمل قضايا وملفات أخرى من بينها أزمات الدول العربية وواقع الدول العربية أمام الحرب الدائرة بين روسيا وأُوكرانيا الذي انعكس تداعياتها على الأمن الغذائي في أكثر من بقعة في العالم بالتحديد في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة افريقيا التي مستقبلاً ستُعاني من أزمة اقتصادية وغذائية، الأمر الذي بحاجة إلى تعزيز لم الشمل العربي وترسيخ الوحدة العربية وترك الخلافات جانباً حتى يتم تشكيل اتحاد عربي يستطيع حل المشاكل العربية كون وحدة الأمة العربية ستنعكس قوتها على الدفاع عن القضية الفلسطينية، أما اذا بقيت ضعيفة فإن القضية الفلسطينية تبقى كما هي في حالة من الذوبان المستمر إلى أن تنتهي القضية الفلسطينية أمام الاستمرار في الاستيطان للأراضي الفلسطينية وانتهاك الارض والتوسع في الاقتحامات الدائمة التي تزداد بشكل يومي دون رادع أو ايقاف ذلك، رغم الكثير من القرارات الدولية لصالح القضية الفلسطينية لكن قوانين دون تطبيق أو تنفيذ على ارض الواقع. من هنا عملية ترسيخ الحق الفلسطيني بحاجة لوحدة داخلية قوية بالاضافة الى قوة الدول العربية للضغط على الاحتلال بتنفذ القرارات الدولية بالاضافة الى الدول العربية لديها الغاز والنفط لتستخدمها كورقة ضاغطة لحل الصراع (الفلسطيني- الصهيونى). فالأمل معقود لتحقيق الآمال والنتائج الايجابية في الملفات الفلسطينية والعربية حتى تتحقق طموحات الشعوب العربية بنهضة الأمة العربية اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً .