للتعمق أكثر اقتربت ''الشعب'' من الدكتور بن حليمة مسعود، أستاذ في علم النفس العيادي والناطق الرسمي لجمعية طريق السلامة، سألناه عن الظاهرة التي أصبحت تميز طرقاتنا وعن أهمية معالجتها بإعطاء الطفل ثقافة مرورية سليمة. وأكّد أنّه عندما نتكلم عن الظاهرة لا بد لنا من أن نتكلم عن واقعنا المعاش، فالفرد لم يصل بعد إلى مرتبة تؤهله من امتلاك فكرة واضحة حول السيارة وقيادتها لأنّه يبقى دائما حبيس التفاخر أو التقليد، فالبعض يشتري السيارة فقط من أجل إظهار القوة أمام الآخرين والبعض الآخر يشتريها لأنّ جاره اشترى واحدة، ما يعني السيارة يقودها شخص لا أملك أي شعور بالمسؤولية. المشكل الحقيقي أنّ المجتمع لا يملك المعنى الحقيقي للسيارة كوسيلة حضارية نستعملها لهدف معين، وهي في آن واحد نعمة ونقمة، أنّ أحسنها استعمالها كأداة للتنقل ولتخفيف أعباء الحياة فهي نعمة حقيقية، أما إن أسأنا التصرف وكانت وسيلة تعمل خارج الهدف الذي وجدت من أجله، فهي نقمة لذلك على السائق أن يكون متحضرا، فكما يتحضّر في هندامه عليه أن يتحضّر في سلوكياته وعاداته اليومية. ما يجعلنا نقول أنّنا كمجتمع لازلنا نملك أفكارا بدائية، وهي السبب التي أوجدت هذه الظاهرة التي تعدت كل التوقعات، وقد وصفتها في سنوات سابقة بإرهاب الطرقات، ولن نتمكن من الحد من الظاهرة إلاّ إذا اتّبعنا خطط لإكساب السائق ثقافة مرورية تمكّنه من التحكم بالمقود بطريقة مثلى تكون البداية للقضاء على الظاهرة. لذلك علينا الاهتمام بإعطاء الثقافة المرورية للطفل، والبداية تكون من الأب والأسرة بصفة عامة، فلا يمكن مثلا تعليم الطفل الطريقة المثلى لتجاوز الطريق وأبوه يلقّنه السلوك الخاطئ عندما يمسكه من يده ويتجاوز الطريق في المكان الخطأ، وبالتالي لا يمكن الحديث عن الطفل منفصلا عن الكبير لأنه الملقن الأول له خاصة الأولياء والمدرسة