صنع الدولي الجزائري يوسف بلايلي الحدث خلال الأسبوع الحالي بعد أن تألق بشكل لافت مع فريق اجاكسيو خلال مواجهة ستراسبورغ، وهي المباراة التي اعتبرها الكثير من المتابعين انطلاقة جديدة مميّزة للاعب خلال مشواره الأوروبي الذي تعثر في مناسبتين مع اونجي وبريست قبل ان يعرف الطريق الصحيح لحد الآن مع أجاكسيو الذي نجح من خلاله بلايلي في إيجاد معالمه في انتظار التأكيد خلال المباريات المقبلة. نال بلايلي الاعتراف خلال الأسبوع الحالي بعد أن تألق مع فريقه ونال جائزة لاعب الشهر اعترافا بالمجهودات الكبيرة والمستوى الراقي الذي قدمه مع الفريق خلال الفترة الماضية، وهو ما جعل الأنصار يعتبرون الصفقة بأنها أكثر من ناجحة بما أنها ساهمت في إعادة النادي إلى الواجهة من جديد. مشوار بلايلي الاحترافي عرف تعثرات كثيرا خاصة خلال فترة تواجده في أوروبا بعد أن لعب في اونجي وبريست، إلا أنه لم يكن مؤثرا بما فيه الكفاية كما يحدث الآن مع أجاكسيو حيث وجد المساحة الملائمة التي سمحت له بالبروز والتألق والأكثر من هذا ثقة المدرب التي زادت من توهجه. من العوامل المهمة التي ساهمت في عودة بلايلي الى الواجهة مع أجاكسيو هي العامل النفسي حيث كان من الواضح أن اللاعب متحرر من الناحية النفسية من كل الضغوطات التي كانت على كاهله خلال فترة احترافه في اونجي وبريست وهو الأمر الذي جعله يعود الى الواجهة. لاعب مثل بلايلي له مستوى فني راقي يبحث دائما عن مساحة مضافة له من طرف المدرب على أرضية الميدان تكون له فيها حرية التصرف والتحرر من كل القيود التكتيكية وهو الأمر الذي فهمه مدرب اجاكسيو جيدا حيث منحه هذه المساحة التي يريد ومع توالي المباريات اللاعب كسب الثقة اللازمة وأصبح يقوم بأشياء لا يقوم بها لاعبون آخرون على أرضية الميدان، وهذا نابع من موهبته الكبيرة. ما وجده بلايلي في اجاكسيو افتقده خلال فترة تواجده في اونجي وبريست وخلال تجربته الاحترافية الأولى في اونجي كان اللاعب يعاني من إحباط كبير بسبب عودته إلى الملاعب بعد غياب بسبب العقوبة، وهو الأمر الذي جعله عرضة للضغوطات السلبية والأقاويل التي كانت تؤكد في كل مرة ان مشوار اللاعب انتهى بعد ان تعرض لتلك العقوبة وسيكون من الصعب عليه العودة إلى الواجهة من جديد. لم يكن من السهل على بلايلي مواجهة تلك الضغوطات، وهو الأمر الذي أثر عليه كثيرا من الناحية السلبية وجعله "خجولا" على أرضية الميدان، وهذا الأمر أثر على مستواه الفني وجعله يفشل في إبراز قدراته الفنية التي يمتلكها، لأنه غير مؤهل من الناحية النفسية للعب هذا الدور في الفريق. الاختلاف كان واضحا بين تجربة بلايلي الأولى في اونجي والثانية في بريست خاصة أن الشخصية تغيّرت واللاعب نضج كثيرا بعد أن فاز بكأس أمم إفريقيا وأصبح لاعبا أساسيا في المنتخب الوطني ويحظى بثقة كاملة من طرف الناخب الوطني جمال بلماضي، وهو ما جعله يدخل فريق بريست في ثوب "النجم" مقارنة تجربته الأولى في أونجي. كان على مسؤولي بريست التعامل مع بلايلي على انه "نجم"، وهو الأمر الذي يجعله يظهر إمكانياته الفنية، وهو الأمر الذي فهمه بلماضي وبوقرة جيدا حيث ساهم في بروز اللاعب، لأنه يحب ان يعامل كلاعب مميّز وعلى أرضية الميدان ترى نتيجة هذه المعاملة الخاصة التي يحظى بها اللاعب. لم يكن من الصعب على مسؤولي أجاكسيو فهم شخصية اللاعب خاصة أن المدير الرياضي يوهان كفالي يعرفه جيدا من الناحية الشخصية، وهو الامر الذي سهل الكثير من الأمور على المدرب الذي فهم هو الأخر شخصية اللاعب وأدرك انه يمتلك لاعبا غير عاديا يجب أن يعامل بطريقة مختلفة. في السابق قبل المباريات لم يكن من الصعب على الفرق المنافسة لاجاكسيو دراسة نقاط قوته والعمل على محاصرتها لكن بتواجد بلايلي، الأمر اختلف حيث أكدت مجلة "ليكيب" الفرنسية في تقرير مفصل لها عن اللاعب ان الفرق التي ستواجه اجاكسيو كل أسبوع عليها وضع خطة للتقليل من خطورة بلايلي. أصبح بلايلي الآن نقطة قوة مهمة في فريق اجاكسيو، وهو عنصر قادر على صناعة الفارق من أي منطقة على أرضية الميدان ويتوجب على الفرق المنافسة أخذ الحيطة والحذر في كل مرة يواجهون فيها أجاكسيو لأنه يعلمون ان ترك مساحة صغيرة لبلايلي قد يكون له عواقب وخيمة على الفريق. المنتخب الوطني سيكون المستفيد الأكبر من "توهج" بلايلي الأوروبي حيث سيكون مطالبا بتقديم الإضافة خلال المقابلة الأولى أمام مالي والمباراة الثانية أمام السويد، وهي المحطة التي سيكون فيها بلايلي مطالبا بتقديم جزء مهم مما يقدمه مع اجاكسيو في الفترة الحالية، وهو الأمر الذي يدركه اللاعب جيدا. ستركن كل البطولات الأوروبية الى الراحة الإجبارية بعد الجولة المقبلة بسبب انطلاق مونديال قطر، وهو ما سيكون فرصة مواتية لبلايلي من أجل استغلال الفرصة لأخذ قسط من الراحة قبل بداية العمل وشحن البطاريات على أمل تحقيق هدف الفريق المتمثل في ضمان البقاء في "الليغ 1". المنافسة على ضمان البقاء ستكون قوية بين العديد من الفرق التي ستنافس أجاكسيو على تحقيق مسعاه، وهو الأمر الذي يدركه بلايلي وزملاؤه جيدا حيث سيكون "ابن الباهية" على موعد مع فترة صعبة وستكون فيها المنافسة قوّية بعد المونديال، وعليه أن يكون مستعدا لخوض التحدي خاصة أن الموسم مازال طويلا.