بوغالي: في كل شبر من أرض الجزائر نقف على بطولاتهم ربيقة: الجزائر بحاجة دوما إلى مرجعية ثورة التحرير أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي في كلمة قرأها نيابة عنه النائب إسماعيل ميرة، أن كل يوم يمضي من أيام السنة يذكرنا بتضحيات بذلها مجاهدون الأحياء منهم والأموات الذين غادرونا بسبب جائحة كورونا، أشار إلى أنه في كل شبر من أرض الجزائر المباركة نقف على معالم بطولاتهم. أكد بوغالي خلال حفل تكريمي لمجاهدين قضوا نحبهم خلال جائحة كورونا، أشرف عليه وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة أمس بالمتحف الوطني للمجاهد، بحضور الأسرة الثورية وممثلين عن البرلمان بغرفتيه، انحني بخشوع تكريما وإجلالا لشهدائنا ومجاهدينا الذين قدموا أرواحهم ثمنا للحرية والاستقلال، إن تاريخ كل أمة خط متصل لا ينقطع أبدا، ولا يمكن لنا فهم الحاضر إلا من خلال الوعي التاريخي، والأمة التي تحفظ تاريخها تحفظ ذاتها من خطر العودة إلى الأنفاق المظلمة». وأبرز بوغالي، الدور الذي أدته الجزائر بتوليها مهمة الذود عن الديار الإسلامية مباشرة بعد سقوط الأندلس عام 1492، وقدمت لذلك قوافل من الشهداء من أبنائها البررة لمدة 132 سنة، وقال:» في غرة نوفمبر1954 تقدم السابقون من جنود جيش التحرير الوطني الذين عقدوا العزم على تحرير الجزائر، مهما كلف ذلك من ثمن ولهم الفضل العظيم في هذا السبق للجهاد». وقال:» كان لنا شرف معرفة الكثير من المجاهدين ومخالطتهم ومجالستهم والاستماع إليهم، إن مساراتهم إبان ثورة التحرير الوطني وأيام الحركة الوطنية ومجهوداتهم لبناء الجزائر بعد 1962 ناصعة بقيم الفداء والعطاء والتضحية، وقد منحت لنا كل معاني الفخر والاعتزاز، للأسف لقد أودت جائحة كورونا بحياة الكثير منهم في مختلف ربوع الجزائر». من جهته، أبرز وزير المجاهدين أن تكريم ثلة من المجاهدين الذين قضوا نحبهم هو واجب العرفان بما قدموه للجزائر من تضحيات جسام، وقال: « رسالتهم تقتضي أننا نبقيها في أذهاننا وعقولنا وقلوبنا، نتذكرهم اليوم من خلال تكريم عائلاتهم ومن خلالهم نكرم كل الذين توفوا جراء الكوفيد أو لأسباب أخرى». وأضاف ربيقة، أن سي مصطفى شرشالي، سي منور دهلوك، سي عمر جناد، سي عبد القادر سومر، سي حمانة بولعراس، سي بوعلام طالبي رحمهم الله الذين اختيروا للتكريم وكانوا أعضاء في المنظمة الوطنية للمجاهدين سابقا، هم نماذج عن الرجال الذين قيضهم الله للتضحية من أجل الحرية والاستقلال. وأشار الوزير: « باعتبار هؤلاء الرجال ورفاقهم الشهداء والمجاهدين كانوا للتاريخ صفحة ناصعة من خلال ذودهم عن الأرض العرض، ووقوفهم في وجه المعتدين الظالمين ملء صدورهم ضد النار والرصاص، معرضين لكل أنواع التعذيب البشع من قبل جلادي الاستعمار.» وأضاف:» حاملين أرواحهم على راحاتهم قربانا للجزائر وثمنا لحريتهم وكرامتهم، حتى غدوا مضرب مثل في كل بقاع الأرض في ثباتهم على الحق ومكابدتهم وتحديهم الذي تجاوز حدود المستحيل، بالنظر إلى حجم التعذيب والتنكيل والإبادة الجماعية التي مارسها المحتل ضد الجزائريين طيلة قرن وربع قرن من الزمن». وأبرز ربيقة، أن الجزائريين تحدوا بعزيمة وإصرار تلك المظالم إلى غاية استرجاع السيادة الوطنية، وأكد أن رسالة الشهداء باقية مادامت ذاكرتهم ترجعنا إلى ذلك الصنيع الأبدي لمجاهدي الثورة التحريرية، أضاف الوزير. وقال أيضا:» نراهم اليوم مكرمين، لكن رسالتنا هي أن نبقي في عقول الجزائريين الشهداء والمجاهدين أحياء بما صنعوا وجاهدوا، وهذا هو واجبنا اليوم بالمحافظة على ذاكرتهم وننقلها بصفاء، وذلك لأن الجزائر بحاجة إلى الرجوع إلى مرجعية ثورة التحرير المباركة». وأشار وزير المجاهدين إلى أن تضحيات المجاهدين لا تقدر بثمن في مسيرة التحرير الوطني، لأنهم كانوا الدرع الواقي للأمة في كل الظروف، ولا زالوا. وذكر برسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون للمجاهدين والمجاهدات نظير تضحياتهم حين قال:» كنتم دائما حصنا من الحصون الغيورة على الوحدة الوطنية وتلاحم الشعب في أحلك الظروف، وحرصتم على تغليب المصلحة الوطنية وإشاعة روح الاحتكام للعقل، والوقوف بحزم للدفاع عن المصالح العليا للأمة»... وفي هذا الصدد، أشاد الوزير بالدور الذي تؤديه جمعية مشعل الشهيد وجريدة «المجاهد» في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، ووصفهما برافد من الروافد التي تأخذ على عاتقها مسؤولية الإسهام في الحفاظ على قيم الثورة التحريرية، استكمالا لرسالة الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار. شريفي: المجاهدون حملوا أمانة التاريخ وأبرز عضو في الأمانة الوطنية للمجاهدين بوعلام شريفي، تضحيات الشهداء والمجاهدين الذين واصلوا ثورة البناء بعد استرجاع السيادة الوطنية، وكانوا يحتلون مميزات الثورة جهادا وإخلاصا ووفاء في سلوكهم وأعمالهم. وقال:» بقوا مجاهدين حتى أتاهم اليقين، كانوا يحملون أمانة التاريخ ويحافظون عليها ويدافعون عنها ويعملون بكل جهودهم على غرس هذه المبادئ في الناشئة، لأنهم أدركوا أن هذا النشء هو الحصانة التي تحتمي به الأمة الجزائرية والشعب الجزائري، مهمة المجاهدين أن يتحملوا هذه المسؤولية ويرثونها عن إخوانهم الشهداء». وقد كُرمت عائلة المجاهدين المتوفين وهم سي مصطفى شرشالي، سي منور دهلوك، سي عمر جناد، سي عبد القادر سومر، سي حمانة بولعراس، سي بوعلام طالبي.