وصف الراحل بالأخ والصديق.. وعدّد مناقبه* الرئيس تبون يرثي المجاهد شرشالي *س. عبد الجليل* بعث رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون برسالة تعزية إلى عائلة المجاهد موسى شرشالي المدعو سي مصطفى ووصفه بالأخ والصديق مشيدا بالسيرة الحسنة للفقيد ومواقفه السياسية الحكيمة علما أن المجاهد الراحل وُري الثرى أمس السبت بعد صلاة الظهر بمقبرة سيدي يحيى في العاصمة. وقال الرئيس تبون في رسالة التعزية: يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي إيمانا بقضاء الله وقدره تلقيت نبأ وفاة المغفور له بإذن الله أخي وصديقي المجاهد وعضو مجلس الأمة موسى شرشالي المعروف بسي مصطفى بعد رحلة عمر حافلة بالعطاء والتضحيات . وأضاف أن سي مصطفى كان من الرعيل الأول للمجاهدين الأخيار الذين رفعوا السلاح في وجه المستدمر الغاشم لتحرير أرضنا الشريفة الطاهرة المسقية بدماء الشهداء منذ التحاقه في سن مبكرة بصفوف جيش التحرير الوطني الذي تقلد فيه مناصب عليا واحتك بالقادة التاريخيين للولاية الرابعة . واستطرد رئيس الجمهورية قائلا إن الفقيد المجاهد سي مصطفى لم يركن إلى الراحة عندما افتكت الجزائر استقلالها وواصل مع رفقائه وإخوانه مسيرة البناء والتشييد من مختلف المناصب والمهام التي أُنيطت به خادما للشعب محاميا حرا منافحا مدافعا عن الحق أينما كان أو ممثلا للشعب في مجلس الأمة إلى آخر نفس في حياته حيث يشهد له رفقاؤه بسيرته الحسنة ورجاحة عقله ومواقفه السياسية الحكيمة . وختم الرئيس تبون رسالته بالقول: وفي هذه اللحظات الحزينة المؤثرة أتوجه إلى أفراد العائلة وذويه ورفقائه المجاهدين بأخلص التعازي وأصدق مشاعر المواساة متضرعا إليه جل وعلا أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ويلهم الجميع الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون . جرّاد: الجزائر فقدت رجلا آخر من أبطالها المجاهدين بعث الوزير الأول السيد عبد العزيز جراد أمس السبت ببرقية تعزية إلى عائلة المجاهد موسى شرشالي المدعو سي مصطفى أكد فيها أن الجزائر تفقد برحيله رجلا آخر من أبطالها المجاهدين . وقال السيد جراد في برقية التعزية: لقد تلقيت بمزيد التأثر والأسى نبأ وفاة المغفور له بإذن الله المجاهد وعضو مجلس الأمة السيد مصطفى شرشالي رحمه الله بواسع رحمته وطيب ثراه وأفاض على روحه مغفرة وثوابا مبرزا مناقب الفقيد الذي كان ينتمي إلى الرعيل الأول من الجيل الذهبي من الثوار الأحرار والمجاهدين الأخيار . وأضاف قائلا: بهذه المناسبة الأليمة التي تفقد فيها الجزائر رجلا آخر من أبطالها المجاهدين أتقدم إليكم وإلى ذوي الراحل جميعا ومن خلالكم إلى كل الأسرة الثورية بأخلص عبارات العزاء وأصدق المواساة داعيا المولى جل وعلا أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته وغفرانه ويسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والأبرار كما أسأله سبحانه وتعالى أن يلهمكم جميل الصبر وعظيم السلوان ويجازيكم عنه خير الجزاء. إنه ولي ذلك وعليه قدير. (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) . جثمان المجاهد شرشالي يوارى الثرى وُري الثرى أمس السبت بعد صلاة الظهر بمقبرة سيدي يحيى (الجزائر العاصمة) جثمان المجاهد موسى شرشالي المدعو مصطفى الذي وافته المنية عن عمر ناهز ال83 سنة. وقد حضر تشييع الجنازة رئيس مجلس الامة بالنيابة صالح قوجيل ومستشار رئيس الجمهورية عبد حفيظ علاهم إلى جانب رفقاء الراحل وعائلته. وزاول الفقيد المولود يوم 30 جويلية 1938 بولاية عين الدفلى تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه لينتقل بعدها إلى مدينة مليانة حيث تابع تعليمه الثانوي في القسم التقني لمدرسة مصطفى فروخي حاليا. وبدأ الراحل مشواره النضالي في مدينة مليانة إذ كان بين المشاركين في إضراب الطلبة عام 1956 ليلتحق بعدها بصفوف الثورة التحريرية ويصبح جنديا بالكتيبة الحسينية قبل أن يشغل منصب كاتب (سكرتير) المنطقة الرابعة للولاية الرابعة. بعد ذلك تولى الراحل مسؤولية المخابرات والاتصالات في منطقة أولاد فارس بالمنطقة الثانية للولاية الرابعة ليعين بعدها محافظا سياسيا بمليانة وتحديدا بالمنطقة الأولى للولاية الرابعة قبل أن يتم اعتقاله من قبل السلطات الاستعمارية على إثر معركة أصيب خلالها بجروح بليغة حيث حكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاما. وبعد الاستقلال تابع الفقيد تعليمه الجامعي في تخصص الحقوق قبل أن ينال التأهيل في مهنة المحاماة ليصبح محاميا بمحكمة الجزائر ثم عضوا في قائمة المعتمدين سنة 1984 ثم مديرا جهويا لقدماء المحامين بمنطقة الجزائر العاصمة عام 1963. وبصفته مناضلا في حزب جبهة التحرير الوطني منذ 1963 تولى الفقيد العديد من المسؤوليات الهامة كمفوض حزبي لولاية المسيلة من 1982 إلى 1983 ثم عضوا في اللجنة المركزية من عام 1979 إلى غاية آخر مؤتمر عام 2015. كما عين المجاهد موسى شرشالي عضوا بالمجلس الوطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين منذ سنة 1980 ليتم تعيينه من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ضمن الثلث الرئاسي بمجلس الأمة بتاريخ 07 جوان 2020.