تعمل الجزائر وفق رؤية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في مسار الجزائر الجديدة على إعادة وهج العمق الإفريقي وتحريك أطره بشكل فعال واستراتيجي، وتعمل على توثيق الروابط التقليدية وفق رؤية جديدة تعزز التعاون والتكامل الاقتصادي، والسياسي والثقافي والرياضي، وتجعل الجزائر دولة فاعلة في عمقها الإفريقي من خلال المشاريع الاقتصادية الإستراتيجية. كانت ولا تزال الجزائر التي وصفت بمكة الثوار حاضنة إفريقية للأفارقة بشكل متواصل ودون انقطاع وهو الأمر الذي أكده الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان في قمة «داكار 2»، مشددا على أن الجزائر عملت منذ استقلالها على تحقيق اندماج إفريقي فعال، ووقفت مع دول إفريقية عدة خلال فترة الكفاح والتحرر.كما وقفت الجزائر إلى جانب عديد الدول الإفريقية وقامت برفع عبء الديون عن عاتقها حيث مسحت 1.4 مليار دولار كدين لمجموع 14 دولة افريقية، بحيث تتمكن هذه الأخيرة من المضي في مساعي التنمية والرقي الاقتصادي والاجتماعي دون مصاعب أو تحديات المديونية، زيادة على هذا فقد وضعت ولا تزال الجزائر خبرتها وإمكانياتها البشرية والمادية في خدمة التنمية الإفريقية، بحيث وفرت الجامعات وهياكل التمهين للطلبة الأفارقة، بشكل واسع للحصول على تكوين أكاديمي أو مهني بالتوازي مع النماذج البشرية والتنموية الأكثر جدوى والتي من شأنها أن تسمح للدول الإفريقية تحقيق أفضل نتائج التنمية. لقد مثلت ولا تزال الجزائر دولة التكامل الحيوي في منطقتها الشمالية ومنطقة الساحل وقد مدت أواصر التعاون الاقتصادي من الشرق والغرب، وهي ماضية في ذلك بشكل حاسم بعد أن بنت طريق الوحدة الإفريقية بطول 10 آلاف كلم، فضلا عن مدها أنابيب الغاز نحو أوروبا عبر دول الجوار وتحقيقها لاكتشافات هامة عبر التنقيب على البترول بكل من ليبيا، موريتانيا، والنيجر التي يوجد لدى الجزائر حقل «كفرا» المشترك على حدودها، والذي نجحت شركة «سوناطرك» في اكتشافه وتطويره، فضلا عن خط الألياف البصرية على طول 4.500 كلم، والذي من شأنه أن يساهم في تحقيق آفاق تنموية أكبر وأوسع للدول المستفيدة منه، زيادة على مشروع أنبوب الغاز «نيجال» الذي يمتد من حقول الغاز في نيجيريا ليمر بالنيجر ويصل لأوروبا عبر الجزائر في تكامل طاقي واقتصادي هام بين دول القارة الإفريقية والأوروبية. إن الجزائر كذلك أسست لميكانيزمات التعاون والاندماج الإفريقي من خلال الوكالة الوطنية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، التي جاءت كتعهد رئاسي من الرئيس عبد المجيد تبون خلال القمة الإفريقية بأديس بابا في 9 فيفري 2020، بحيث قال في كلمته أن الوكالة تأتي كتجسيد لرغبة الجزائر في تعزيز الإعانة والمساعدة والتضامن والتنمية مع دول الجوار خاصة الموجودة بمنطقة الساحل.