شكلت زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى الجزائر فرصة لتعزيز التعاون وتحريك عجلة التنمية والاقتصاد بين البلدين، من خلال التوقيع على العديد من الاتفاقيات تصدرتها إنشاء مصنع مختلط لمجمع رونو المبرم بين الشركة الوطنية للسيارات الصناعية والصندوق الوطني للاستثمار والمجمع الفرنسي، حيث اعتمد على أساس 51 ٪ للجزائر و49 ٪ للشريك الفرنسي. وتندرج هذه الشراكة في إطار السياسة التي تنتهجها الحكومة الجزائرية الرامية الى الإدماج التدريجي للإنتاج المحلي، والذي يرتقب أن يصل على المدى المتوسط 42 بالمئة، حسب ما أكده بيان لوزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، تلقت «الشعب» نسخة منه. وأوضح البيان أن هذا الإدماج سيتوصل إليه من خلال الاستثمارات المشتركة التي سيتم تحقيقها داخل المصنع «صفائح السيارات، تلحيم الأجزاء، والطلاء» وخارجه بإنشاء وتطوير شبكة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. متوقعا أن تبدأ طاقة إنتاج المصنع ب 25000 وحدة سنويا بما يعادل 7 سيارات في الساعة، والعمل على الرفع منها لبلوغ 75000 وحدة، أي بما يعادل انجاز 15 سيارة في الساعة على المدى المتوسط. وتطمح الحكومة من خلال هذا المشروع الذي سيتم تجسيده بالمنطقة الصناعية بوادي تليلات بوهران الى تحديث وتأهيل المؤسسات الجزائرية من خلال خبراء ''رونو'' بدعم من الوزارة على مستوى المناولين الرئيسيين المحليين لعدة سنوات من جهة، وإنعاش وإعادة بعث القطاع الصناعي وتشجيع الاستثمار الأجنبي من جهة أخرى. واعتبر ذات المصدر أن التكوين الذي سيكون بواسطة مهارات وتكنولوجية ''رونو'' سيكون عنصرا محوريا في نجاح المشروع، مضيفا أن فرقا مشتركة بين الطرفين تعمل منذ عدة أشهر لوضع برامج تكوينية، وتطوير واستعمال مركز التكوين بتليلات المخصص بالدرجة الأولى لمهن السيارات. ووقع الاختيار على المنطقة الصناعية بوادي تليلات لجملة الخصائص التي تمتاز بها على غرار اليد العاملة المؤهلة ومنشآته الصناعية واللوجيستية، بالإضافة الى قربها من ميناء الولاية، وشبكة الطرق والسكة الحديدية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة.