هي واحدة من أشهر نساء الأعمال الجزائريات، واحتراقها في مواجهة التحديات الاقتصادية متعدّد وطويل، مسجل على مدار عقود، وفي مسار يطبعه الاجتهاد والمثابرة.. بدأت بنشاط اقتصادي بسيط، فصبرت وصابرت إلى أن ذاع صيتها على المستوى الإقليمي، وانتقلت بذلك من إنشاء مؤسسة في البناء، إلى سلسلة من المؤسسات تنشط في قطاعات لم يكن يقربها غير الرجال.. باختصار .. من تحميص القهوة أو عملية توظيبها ثم تسويقها، إلى النشاط في قلب المنظومة المقاولاتية.. هذا مسار سيدة الأعمال سعيدة نغزة.. ترى سعيدة نغزة، سيدة الأعمال الجزائرية، كما وصفت نفسها في عبارات دقيقة وواضحة، امرأة حرة، ومتمرّدة، تميل إلى رفع التحديات مهما بلغت حدتها، وأما السر في توجهها إلى عالم المؤسسات الاقتصادية، فهو لكونها لم تحلم يوما في العمل بمؤسسة أو البحث عن وظيفة في القطاع العمومي أو الخاص؛ لأنها كانت منجذبة باستمرار نحو كيفية استحداث مؤسسة تسيّرها وتساهم في تنمية اقتصاد بلدها. المرافعة للاقتصاد الوطني تحدّثت سيدة الأعمال نغزة عن بداياتها، وأول خطوة وضعتها في عالم الاقتصاد، كاشفة أن الانطلاقة بدأت من استيراد وتوظيب القهوة، ثم انتقلت إلى المقاولاتية، عن طريق إنشاء شركة «سورالكوف» المتخصّصة في البناء والأشغال العمومية، علما أنها شاركت في المزاد العلني وتحصّلت على منجم في الرمل ومنجم آخر في الرخام. وواصلت نغزة تقدّمها في الحياة الاقتصادية؛ لأنها في سنة 2006، التحقت بالكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية، وعكفت خلال ذلك على تقديم التنظيم لأصحاب الأعمال بالجزائر، ومن ثمّ عينت في عام 2012، رئيسة لمكتب الجزائر، ليتمّ تزكيتها فيما بعد رئيسة للكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية CGEA وبالتحديد في عام 2016. اعترفت سيدة الأعمال المخضرمة، بأن انضمامها لهذه المؤسسة، بقدر ما أخذ الكثير من وقتها، سمح لها - في نفس الوقت - بتمثيل الجزائر في محافل عديدة ومرموقة، كونها جاءت فرصة للقاء رؤساء ومسؤولين رفيعي المستوى في جنيف خلال اجتماعات المنظمة الدولية لأرباب العمل والمنظمة الدولية للعمل، وأشارت نغزة إلى ترأسها لمنظمة البحر الأبيض المتوسطية «بزنسماد»، بينما تترأس في الوقت الحالي، أكبر تنظيم إفريقي لأصحاب الأعمال، والمتمثل في «بزنس أفريكا»، وفوق كل هذا، تحرص على حضور اجتماعات منظمة العمل العربية بالقاهرة، عندما تنظم هذه الأخيرة في بلدان أخرى. وترى سعيدة نغزة أن كل هذه الفضاءات، تعد فرصة ثمينة من أجل المرافعة لصالح الاقتصاد الوطني والعمل من أجل التنمية الاقتصادية داخل وخارج الوطن. أسرار نجاح المرأة ب»المقاولاتية» وعلى صعيد آخر، وحول الدور الذي يمكن أن تقوم به المرأة الجزائرية في مجال التنمية الاقتصادية، تعتقد نغزة أن المرأة الجزائرية امرأة متعلّمة وعلى قدر كبير من الثقافة؛ لأنها تشكّل الأغلبية على مستوى الجامعات والمعاهد، وما يشجّع أكثر ويدعو للتفاؤل، أنه في الآونة الأخيرة سجل تحول جد إيجابي، على خلفية أن مناخ الأعمال أصبح يسمح لها بالتعبير أكثر عن إرادتها، ومشاركتها في عملية التنمية. وذكرت نغزة، أن المنتدى الدولي للمرأة الذي نظمته الكنفدرالية سنة 2021، شكّل محطة هامة للوقوف جليا على ذات التوجه، ولم تنس سيدة الأعمال أنه حتى المرأة الماكثة بالبيت تساهم في عملية التنمية، بل أصبحت تعمل من داخل بيتها مستعينة بالتكنولوجيات الحديثة. ولم تبخل أنجح سيدات الأعمال بالجزائر بالكشف عن أسرار نجاح المرأة المهتمة باقتحام الحقل الاقتصادي، خاصة الشابات الجزائريات، وأكدت - في هذا المقام - أنها تشجّع كل امرأة جزائرية؛ لأنها مناضلة ومجاهدة وصبورة عند الحاجة. أما على مستوى الكنفدرالية، تحرص نغزة على مساعدة ومرافقة النساء المقاولات، من خلال فتح مكاتب ولائية خاصة بهن، ومن بين أسرار النجاح، ذكرت نغزة المثابرة والثقة بالنفس، وخاطبت المرأة عشية الاحتفال بالثامن مارس، اليوم العالمي للمرأة، أنه ليس عيبا أن نخفق، لأن وراء كل تعثر تجربة، وختمت بقولها: «في الأخير، عيد سعيد لكل حرائر الجزائر، وبالاتحاد كل شيء ممكن.. مزيدا من النجاحات والتطوّر».