الانتصار الذي حقّقته الحركة الأسيرة، والخطوات النضالية وإضراب قادة الاسرى كمقدمة لإضراب شامل عن الطعام ابتداء من يوم الاثنين، إلا أن هذا الانتصار الذي توّج في ليلة الاول من شهر رمضان المبارك، يضاف إلى إنجازات الحركة الاسيرة التي تحققت عبر تضحيات جسام قدّمها الأسرى من أجل تحسين ظروف حياتهم داخل سجون الاحتلال الغاشم، والتي لا تزال منقوصة وبعيدة كل البعد عن القرارات والمواثيق الدولية التي تعطي للأسير الكثير من الحقوق التي تتجاهلها دولة الاحتلال عن قصد بهدف محاولات النيل من صمود الأسرى، ولكن هيهات أن تنجح هذه السياسة أمام إرادة الحركة الأسيرة الأقوى من الفولاذ. وهذا الانتصار يحمل العديد من المعاني والدلالات، فهو أولاً دليل واضح على أنه من خلال وحدة الحركة الأسيرة في مواجهة ادارة سجون الاحتلال تحقق أهدافها وترغم دولة الاحتلال بمصلحة السجون على التراجع عن إجراءاتها العقابية بحق الاسرى، الذين بوحدتهم لا يمكن للاحتلال تمرير مؤامراته وعقوباته ضدهم، والمتمثلة بالانقضاض على منجزاتهم التي حققوها وقدموا في سبيلها الشهداء والمرضى. كما أنّ هذا الانتصار يعتبر هزيمة لإجراءات بن غفير، وزير ما يسمى الامن القومي الصهيوني الذي حاول تمرير عقوباته ضد الحركة الاسيرة وحرمانها من منجزاتها، فاضطر هذا الوزير المتطرف والعنصري الى التراجع عن هذه العقوبات التي حاول فرضها عنوة، ومحاولة منه لجس موقف الحركة الاسيرة من هذه العقوبات، إلا أن الأسرى ردوا له الصاع صاعين، وأثبتوا له بأنهم لا يمكن أن ينهزموا ولا يمكنهم السكوت على هذه العقوبات. وهذا الانتصار أيضاً هو هزيمة لمصلحة السجون التي اعتقدت بأنها يمكن أن تمرّر هذه العقوبات التي يقف خلفها بن غفير وحكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، على الحركة الأسيرة التي وقفت متوحدة كالبنيان المرصوص أمام مصلحة السجون وقادتها، وأفشلت جميع مخططاتهم وإجراءاتهم وفرض العقوبات عليهم، وانتصار الحركة الاسيرة هو أيضاً انتصار للارادة التي يتمتع بها أسرى الحرية، فهذه الإرادة لا يمكن أن يقف في وجهها لا بن غفير ولا سواه من قادة الاحتلال، الذين سارعوا لرفع العقوبات التي كانوا قد فرضوها على الاسرى، أمام هذه الارادة التي تحدت السجن والسجان وكل من حاول النيل من صمودهم. وفي النهاية فإنّ هذا الانتصار هو انتصار لشعبنا الذي وقف وقفة مشرفة في مساندة الخطوات النضالية للحركة الاسيرة الموحدة في مواجهة السجان، ومن وقف خلفه من مصلحة سجون ووزارات وحتى حكومة نتنياهو. ونأمل بأنّه مثلما توحّدت الحركة الاسيرة في مواجهة بن غفير وغيره، أن تتوحّد الساحة الفلسطينية لمواجهة الهجمة الاحتلالية على قضية شعبنا وأرضه ومقدساته وعاصمته، لإفشال هذه الهجمة التي تستهدف إنهاء الصراع لصالح دولة الاحتلال. فالوحدة الوطنية هي دائماً طريق الانتصار، وبدونها لا يمكن تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال الناجزين.