أكد سياسيون وكتاب مغاربة، أنه في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة التي تعيشها المملكة، فإن رئيس الحكومة عزيز أخنوش يسير بالبلاد إلى الهاوية والمجهول، خاصة بعد أن أدار ظهره لمطالب الشعب وأصبح شغله الشاغل جمع الأموال عن طريق استغلال النفوذ والاستحواذ على الصفقات العمومية. قال الكاتب المغربي عبد الكريم ساورة، إن السؤال الأهم خلال هذه المرحلة وفي ظل هذا الواقع المتردي هو: "إلى أين يسير المغرب مع حكومة أخنوش؟"، مؤكدا أن الجواب على هذا السؤال لا يحتاج إلى عبقرية باحث أو إحصائيات خبير ولا إلى تقارير المجلس الأعلى للحسابات لمعرفة نسبة الفساد الذي بلغته البلاد. فاستطلاع صغير بين المغاربة – يضيف المتحدث- "يظهر بما لا يدع مجالا للشك، أن الجميع يعاني الأمرين، والجميع لو توفرت لهم الفرصة لهربوا من البلاد، لأن الناس تعاني الفقر والقهر من جهة ومن جهة ثانية وهي الأخطر، أن المغاربة عندما يرفعون صوتهم للاحتجاج لا يجدون من يسمع شكواهم، خصوصا أن جميع المسؤولين في كل المستويات لا ينصتون لأحد". وحذر عبد الحكيم ساورة من القادم، بالقول "يا فقراء المغرب، إننا نسير مع هذه الحكومة والتي لقبت بالعديد من الألقاب المثيرة والغريبة إلى الهاوية، وحتى نكون أكثر واقعية، فإننا نسير نحو المجهول". واقع أسود يعيشه العمال من جهته، أكد الكاتب المغربي أمين بوشعيب، في مقال له تحت عنوان: "الطبقة العاملة في المغرب بين سندان النقابات ومطرقة الحكومة"، أن الطبقة العاملة برمتها في المغرب تعيش "واقعا أسود"، سواء في القطاع العام أو في القطاع الخاص. وقال في هذا الإطار: "المركزيات النقابية، (ما عدا نقابات الأغلبية) غاضبة من الحكومة، لأنها تتلكأ في تنفيذ بنود الاتفاق الاجتماعي 30 أفريل الذي تم توقيعه السنة الماضية، جراء تملص حكومة عزيز أخنوش من تنفيذ الالتزامات الواردة في الاتفاق إياه، وعلى رأسها الزيادة العامة في الأجور، ووقف التسريح الجماعي للعمال واحترام الحريات النقابية". كما أكد أن هناك شبه إجماع، "أن الطبقة الوسطى في المغرب، أصبحت تعيش معاناة اقتصادية واجتماعية ونفسية رهيبة"، فأصبحت - كما يرى كثيرون - أقرب إلى الطبقة الفقيرة منها إلى الطبقة الميسورة بل هناك من يرى أنها لم تعد موجودة". التيئيس هو رأسمال الريع والاحتكار من جانبه، قال رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، والوزير المكلف بالميزانية السابق، إدريس الأزمي الإدريسي، إن رواية الحكومة في الشأن الاقتصادي وأزمة الغلاء وارتفاع الأسعار رواية ضعيفة، مشيرا إلى أن رُواتها ليسوا بثقات، ولا يقولون الحقيقة للناس كما هي، ويبيعون إجراء ات وهمية للمغاربة، أي أنهم باللغة السياسية "يكذبون" على المواطنين". واعتبر اليزمي في مداخلة له خلال ندوة وطنية لشبيبة العدالة والتنمية بعنوان: "تمكين وحماية منظومة الريع والاحتكار أي كلفة اقتصادية واجتماعية؟"، أن الحكومة تعاني من إشكال حقيقي على مستوى الخطاب والتواصل وقول الحقيقة، فضلا عن الإشكال السياسي الذي هو أصل ما تعانيه هذه الحكومة من تناقضات، مشدد على أنه ليس هناك خطاب الحقيقية على مستوى الأرقام، ونسب الأمور إلى أهلها. حكومة بلا رؤية استراتيجية هذا، وانتقد القيادي بحزب العدالة والتنمية ووزير الحكامة والشؤون العامة الأسبق، محمد نجيب بوليف، ما اعتبره "غيابا للرؤية الاستراتيجية للحكومة في معالجة الإشكالات الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب". واعتبر بوليف، أن حكومة أخنوش لا تعرف أين هو الإشكال.. هل هو في الاقتصاد المغربي أم في الحكامة أم في طريقة التدبير، وذلك في ظل الأزمة الخانقة التي يعيشها المغرب جراء الارتفاع الصاروخي للأسعار. كما عبر بوليف، عن استغرابه من حديث الحكومة عن كون التضخم مستوردا، متسائلا عن سبب عدم تراجع نسب التضخم تزامنا مع انخفاضها في كل دول العالم. وخلص نجيب بوليف، إلى أنه إذا لم يتم تغيير أساس النموذج التنموي فإن المغرب سيبقى يعاني من الهشاشة الهيكلية الاقتصادية المرتبطة بغياب الرؤية الاستراتيجية.