رغم الحصار العسكري والبوليسي والإعلامي والحقوقي الذي تفرضه قوات الاحتلال المغربي على الجزء المحتل من الصحراء الغربية، وفي تحد منقطع النظير لجبروت وغطرسة النظام المغربي، خلّدت الجماهير الصحراوية بالأرض المحتلة الذكرى الخمسين لتأسيس الإطار الجامع والحاضنة الوطنية رائدة الكفاح الوطني الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب، وكذلك ذكرى اندلاع الكفاح المسلح في العشرين ماي الخالدة. على مدار أزيد من عشرة أيام من القمع والترهيب الذي تمارسه قوات الاحتلال المغربي ضد الصحراويين تعرض العديد من المناضلات والمناضلين الى متابعة لصيقة ومراقبة منازلهم على مدار الساعة. يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار النظام المغربي في انتهاك القانون الدولي وممارسة التعتيم الإعلامي من خلال منع زيارة المنظمات الحقوقية والمراقبين الدوليين والصحفيين الأجانب منذ سنة 2014 كمحاولة منه للتستر، وعدم كشف الجرائم التي يرتكبها بحق الصحراويين الأبرياء العزل، حيث قامت سلطات الاحتلال المغربي الأسبوع الماضي بطرد وبشكل تعسفي الباحث والاكاديمي الإيطالي روبيرتو كانتوني. ومع ذلك، أبت الجماهير الصحراوية بالأرض المحتلة وجنوب المغرب إلا أن تحتفل بهذه الذكرى الغالية، فقد قامت خلال الأيام الماضية بالعديد من اشكال العمل النضالي من احتجاجات سلمية وكتابة على الجدران، ورفع الأعلام الوطنية الصحراوية وتكثيف أنشطة الفصائل الطلابية داخل المواقع الجامعية بالمدن المغربية وخاصة جامعة بن زهر بمدينة اكادير، وقد كان العلم الصحراوي حاضرا في مختلف هذه الأشكال النضالية، بالإضافة الى رفع المناضلين التحايا والتضامن مع مقاتلي الجيش الشعبي الصحراوي، وتأكيد الجماهير الصحراوية في الأرض المحتلة على صمودها وتحديها للاحتلال وتشبّثها بالاستقلال الوطني. النّضال في مواجهة الغطرسة لقد حاولت سلطات الاحتلال المغربي يوم 10 ماي 2023 اقتحام منزل أهل بوتنكيزة والاعتداء على جميع افراد العائلة بمن فيهم الصالحة ومحفوظة لفقير انتقاما من تخليدهن للذكرى الخمسين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب، كما أقدمت قوة مغربية بزي رسمي ومدني بتاريخ 19 ماي 2023 على قمع ومنع مظاهرة سلمية شاركت فيها مجموعة من المناضلات الصحراويات اللاتي حاولن الاحتفاء بذكرى 20 ماي المجيدة، من خلال رفعهن الاعلام الوطنية بشارع السمارة بالعيون المحتلة وترديد الشعارات السياسية المطالبة بالاستقلال ليتعرضن بعد ذلك لاعتداءات جسدية ولفظية من طرف عناصر أجهزة قوة الاحتلال المغربي. وفي مدينة السمارة المحتلة احتفلت الأم المناضلة سكينة جد اهلوا يوم 10 ماي 2023 بذكرى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب، وذلك من خلال رفع العلم الوطني على منزلها بحي السكنى والتعمير، كما نظّم في نفس اليوم براعم فعاليات الانتفاضة وقفة سلمية رفعت خلالها الإعلام الوطنية وتمّ ترديد شعارات سياسية، وبحي الطنطان نظمت المرأة الصحراوية مظاهرة سلمية رفعت خلالها الاعلام الوطنية مخلدة ذكرى 20 ماي المجيدة، ومعلنة تضامنها اللامشروط مع كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين في عموم السجون المغربية. وبمدينة الداخلة المحتلة ورغم الحصار، خرج ثلة من شباب الطليعة بالشوارع الرئيسية لإحياء الذكرى الخمسين لإندلاع الكفاح المسلح، حيث سارع هؤلاء الشباب الى توزيع آلاف المناشير المناهضة للاحتلال المغربي، وأخرى تطالب بالحرية والاستقلال، رافعين أعلام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وجاهرين بصوت الحقيقة، حقيقة المواقف، وحقيقة الآراء الرافضة للاحتلال والموالية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب كممثل وحيد وأوحد للشعب الصحراوي.