صدر مؤخرا عن دار تيرا ببجاية مولود شعري جديد بعنوان " محند السعيد أمليكش (1812 1877) الشعر والمقاومة " للكاتبان أرزقي يحي وجمال بليل، تناولا فيه السيرة الذاتية ومسيرة هذا الشاعر خدمة للثقافة والأدب الجزائري. الكتاب عبارة عن نبذة عن حياة شاعر كبير من القرن التاسع عشر الذي كان صديقا ورفيقا للشاعران سي محند أومحند والشيخ محند ولحسين، حيث عاش في منطقة أث مليكش بتازمالت، والذي خلف العديد من القصائد والأشعار التي حاول الكاتبان يحي بليل المتحصل على شهادة الماستر 2 في علم الاجتماع التربوي من جامعة باريس 8 والذي يشغل حاليا منصب مفتش اللغة الأمازيغية بولاية بجاية، وأرزقي جمال هو كذلك متحصل على شهادة الماستر 2 في علم الاجتماع التربوي من جامعة باريس 8 ، يشغل حاليا منصب مفتش التعليم للغة الفرنسية بولاية البويرة، حيث سبق وأن نشر مجموعة من القصص القصيرة التي جمعها في كتاب من منشورات تيرا سنة 2009، بعنوان " أكال د واوال" أي التراب والكلمة، و كتاب "حكايات وأساطير من منطقة القبائل" عن منشورات "فلي فرونس" بباريس سنة 2010 . فالمؤلفان اختارا خوض تجربة جديدة في الكتابة من خلال البحث في حياة سي محند سعيد أمليكش، وجمع أشعاره وقصائده في كتاب ليتسنى لمحبي هذا الشاعر الكبير الاستمتاع بأشعاره، ففي الصفحة 32 استعرض الكاتبان نبذة عن حياة الشاعر الكبير سي محند السعيد أمليكش وشجرة نسبه، فهو ينحدر من عائلة المرابطين وأصلها من جنوب المغرب، أما مصادر تاريخية أخرى، فتقول أنها من الشمال المغربي، انتقلت لأول مرة إلى منطقة بني جليل ببجاية ثم إقاشن بقرية آث مليكش خلال أواخر القرن 17 وبداية القرن ال 18، جده الأول كان لديه ثلاثة أبناء وهم محند أو عبد الله، علي أو عبد الله و سماعيل أو عبد الله، هذا الأخير انتقل للعيش في بني جليل ولم يكن لديه أبناء. محند أو عبد الله هو جد الشاعر محند سعيد وكان لديه ثلاثة أبناء وهم محند سعيد، محفوظ ومسعود وهذا الأخير هو والد الشاعر، والذي تزوج من إبنة عمه عدادة أوعبد الله ابنة سيدي علي. فالشاعر محند سعيد كان لديه أخ يدعى حنفي أو عبد الله الأخوان يشكلان شجرة نسب آيث الشيخ والتي أصبحت تُعرف بشجرة النسب " حنفي" بعد إنشاء سجلات الحالة المدنية في نهاية القرن ال 19 من طرف الإدارة الفرنسية. أما عمّاه الآخران فيشكلان عائلتا آيث لخوّاس ( أصبحت خواس بعد إنشاء سجلات الحالة المدنية) وعائلة آيث عبد اللي وهي عائلة عبد اللي حاليا. فذكاؤه وتمكنه من استعمال اللغة وتحكمه في صياغة المفردات ونسج الجمل جعل منه أمير الشعراء في وقته، لأنه في تلك الفترة من الصعب أن يلقب أحد بالشاعر قبل أن ينظم قصيدة من مئة بيت شعريٍّ