أسندت مهمة تامين و حماية المنشات الغازية بتيقنتورين إلى الجيش الوطني الشعبي ، بعد إن اقتصرت المهمة في وقت سابق على فرق الحماية الخاصة لشركة سوناطراك و الشركات الأجنبية العاملة في المنطقة . و أفاد نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لعين أميناس صالح عريق فقي تصريح ل «الشعب» أن تقرر رسميا منح مهمة تامين المنشات الصناعية بتيقنتورين ، و كذا الشركات الأجنبية العاملة بالمنطقة على غرار «بريتيش بتروليوم» البريطانية ، «جي .جي .سي» اليابانية ، و «ستا تويل» النرويجية إلى قوات الجيش الوطني الشعبي . و كان تصريح الوزير الأول عبد المالك سلال ، خلال تنشيطه لندوة صحفية استعرض فيها نتائج العدوان الإرهابي على تيقنتورين ، قد كشف عن رفض الشركات الأجنبية العاملة بالمنطقة السماح بتنصيب مفرزات الجيش الوطني الشعبي بالقرب من المنشآت الصناعية ، في حين أعاب وزير الطاقة و المناجم يوسف يوسفي على شركة بريتيش بتروليوم البريطانية عدم تعاونها مع السلطات الجزائرية كونها رفضت تسليح أعوان الأمن العاملين لديها رغم أن القانون الجزائري ينص على ذلك . ورفض عريق رد الاعتداء الإرهابي على موقع تيقنتورين الذي راح ضحيته 37 عامل أجنبي و جزائري واحد إلى وجود تهاون أو ثغرات أمنية مثلما حاولت وسائل الإعلام الأجنبية الترويج له ، مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية استعانت بأناس يعرفون المنطقة جيدا ، لتسهيل توغلها إلى داخل قاعدة الحياة و المصنع الغازي الذي لا يبعد عنها سوى بعض الكيلومترات ، غير مستبعد تواجد تواطؤ من بعض عمال المنشاة الغازية . وقال عريق ، أن الجيش أنقض ببسالة العمال المحتجزين و الرهائن الأجانب كما أنه منع الجماعات الإرهابية من تفجير المركب الغازي مما جنب المنطقة كارثة حقيقية كانت ستعصف بجميع الساكنة ، فضلا على انه أعاد الثقة إلى المواطنين و إلى الأجانب على حد السواء لأنه الجهة القادرة على ضمان أمنهم و سلامتهم في مثل هذه الأخطار . و شدد نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لعين أميناس على ضرورة وضع مخطط امني مشترك بين السلطات المحلية و الأمنية ، لتامين المنطقة جيدا من خطر الجماعات الإرهابية ، خاصة بعد أن أبانت عن نيتها في خطف العمال الأجانب لمساومة الجزائر بهم و الزج بها في مستنقع الحرب الدائرة بشمال مالي . من جهة أخرى ، تحصلت سوناطراك على الضوء الأخضر لمباشرة عملية إعادة تشغيل المركب الغازي ، بعد توقيع الفرق الخاصة لقوات الجيش الوطني الشعبي على تقرير يثبت سلامة الموقع و خلوه من مخلفات الجماعات الإرهابية كالألغام و الألغام المضادة للأفراد ، و القنابل. و قال كمال عواس مدير العمليات بمجمع سوناطراك ل «الشعب» أن نحو 15 عامل التحق بقاعدة الحياة للمركب الغازي للشروع في إعادة وصل خطوط الكهرباء و تشغيل وسائل الاتصالات ، في حين سيتم في مرحلة أولى تقدير الخسائر على مستوى المنشآت الصناعية قبل القيام باستبدال التجهيزات المتضررة . وعن حجم الأضرار التي لحقت مصنع تكرير الغاز أوضح عواس أنها لم تكن كبيرة ، و أنها اقتصرت على تعرض برجي المركب الذين يستعملا في إخراج غاز ثاني أكسيد الكربون إلى حريق جزئي نتيجة انفجار سيارة مفخخة تركها الإرهابيون قرب المصنع .