يشكّل مرض السكري والبدانة أهم قضايا الصحة العمومية في عصرنا الراهن، وفي هذا الصدد نظم مخبر "نوفو نورديسك" الجزائر، الاسبوع العلمي والطبي مخصص للابتكارات العلاجية للسكري والبدانة، حيث تطرق الأخصائيون الجزائريون والأجانب إلى تطور النظائر، التكفل بالسمنة والكشف عن الأمراض الشريانية التاجية عند مريض السكري، وعرض المتدخلون الآفاق والمجالات العلاجية التي تعرف تقدما سريعا وملحوظا. تناول المختصون في تدخلاتهم العديد من الورشات التي ارتكزت على مواضيع السكري والشيخوخة، مراقبة نسبة السكر في الدم عند مرضى السكري، الذين يعانون من مخاطر عالية في القلب والأوعية الدموية، ومقاربة الأطباء المعالجين خلال الاستشارة الأولى مع مريض يعاني من زيادة الوزن، وتشخيص الموضوع على أساس إجابات المريض على خمسة أسئلة نموذجية. وتطرّقت مديرة التسيير "نوفورديسك"، مليكة درغال، إلى استثمارات المخبر بالجزائر في مجال تقديم الحلول العلاجية لمرضى الأمراض المزمنة وتحسين نوعية العلاج. وقالت في هذا الصدد: "هذان اليومان العلميان اللذان يتزامنان مع الاحتفال بالذكرى المئوية لنوفو نورديسك 1923-2023، فرصة لاستحضار تاريخ الشركة ذات الأصول الدنماركية التي كانت السباقة إلى اكتشاف الأنسولين". وواصلت حديثها إلى "الشعب أونلاين": "تقدّم يميزه تطوير مضادات السكري، ولكن أيضا هرمونات النمو والحلول العلاجية للسمنة وأمراض النزيف النادرة". زعموش: نصائح لتجنّب السمنة شدّد البروفيسور، عدلان زعموش، من مصلحة الطب الداخلي بقسنطينة، على ضرورة اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة، لتجنب السمنة الزائدة التي تؤدي إلى الإصابة بداء السكري. وأكّد البروفيسور على هامش الملتقى العلمي حول مرضى السكري والسمنة، أن التقليل من الوزن بنسبة 7 بالمائة في فترة متباعدة تتراوح من 6 الى 9 أشهر يساهم في تفادي الإصابة بالسكري بنسبة 58 بالمائة. وأشار المتحدث إلى أن الدراسات العلمية الحديثة تؤكّد أنّ اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة 150 دقيقة في الأسبوع، أي ثلاث حصص أسبوعيا مع الحمية كاف لتفادي السكري. وأوضح البروفيسور أنّ هذا الملتقى سيناقش هذا الموضوع، وكيف نتعامل مع المريض البدين ولم يصب بعد بالسكري، وتوجيهه إلى الطبيب المختص وكيفية المعالجة. وقال إنّ هناك وسائل جديدة عند مرضى السكري من خلال الأدوية الجديدة التي تعطي إضافة لأنها ناجعة، وفي الوقت ذاته تقلل من المضاعفات على القلب، وتساهم في تخفيف الوزن. وأضاف: "هذه الأدوية ليست في متناول الجميع، بل هي إضافة للأشخاص التي تعاني من مرض القلب أو الكلى أو زيادة كبيرة في الوزن، الادوية القديمة نحتاجها ونستعملها". وأكّد البروفيسور توفر كمية من الأدوية الجديدة في الجزائر، لكن أسعارها مرتفعة مقارنة بالأدوية، وتمنح لمن يحتاجها. وفي ردّه عن سؤال "الشعب أونلاين"، يخص "أشخاص نحفاء لكنهم مصابون بالسكري"، أوضح البروفيسور زعموش قائلا: "هناك خمسة أنواع من مجموعة نوع 2 في السكري، وهناك أشخاص يصلون إلى استعمال الأنسولين بطريقة سريعة". وأشار المختص إلى أنه بالنسبة للشخص النحيف الذي يصاب بالسكري راجع إلى العامل الوراثي. فرعون: 14 % من الجزائريّين مصابون بالسكري حذّر أطباء مختصون من مضاعفات داء السكري، الذي أصبح من أبرز قضايا الصحة العمومية اليوم، والسمنة المتسبب الرئيسي بهذا الداء. وأكّد المختصون أنه من 2.8 الى 3 مليون جزائري مصابون بداء السكري في 2017 خاصة النوع 01، وخلال خمس سنوات ارتفع العدد الى 4 ملايين جراء اختلال عمل البنكرياس. بالنسبة للسمنة في الجزائر، فقد بلغت 7.9 مليون جزائري، ما يمثل 23 بالمائة من إجمالي عدد السكان، حسب الأخصائيين. في هذا الصدد، أكّدت الطبيبة خضرة فرعون، مختصة في أمراض الغدد والسكري بمستشفى وهران، أن 14 بالمائة من الجزائريين مصابون بداء السكري والفئة الأكثر إصابة بالسمنة والسكري هي النساء لأنها لا تمارس الرياضة، وهي أرقام صدرت منذ عامين، و20 من الرجال الجزائريين يعانون من السمنة. وأضافت أنّ "داء السكري جائحة في ارتفاع وهذا امر خطير على صحتنا مقارنة بالدول الأخرى، التي تملك وعيا بخطورة السكري والسمنة"، وشددت الطبيبة على ضرورة اتباع نظام غذائي صحي وأنشطة بدنية، والابتعاد عن الدهون الضارة المشبعة والسكريات، وحذرت من القلق لأنه يؤدي الى الشراهة في الأكل. وأوضحت المتحدثة، أنّ معدل استهلاك السكريات لا يجب أن يتجاوز 200 غرام من السكر في اليوم، "فإذا أخذنا وجبة فيها قطعة واحدة من حلوى قلب اللوز فإنّها تحتوي على 80 غراما من السكر، وتحوي قطعة الزلابية على 50 غراما على الأقل، والخبزة الواحدة على 125 غراما، وأيضا العصائر والكعك والمخبوزات والأطعمة المقلية والمشروبات الغازية، التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات التي تسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم". وقالت المختصة إنّ "اهتمامنا هو جعل المواطن يتناول غذاءً صحيا متوازنا، والتقليل من المشروبات السكرية والحلويات، واحترام ساعات تناول الوجبات وممارسة الرياضة، نقوم بتوعية مرضانا في مستشفى وهران". أشارت المختصة في أمراض الغدد والسكري بمستشفى وهران، إلى أن الجزائر في الترتيب الرابع في قائمة الدول الافريقية التي لا يمارس مواطنوها الرياضة. وأكّدت أنّ الغذاء المتوازن والرياضة تسمح بالتقليل من مضاعفات السكري والسمنة، وهذا يساهم في تخفيض الضغط الدموي، ويشعر الانسان بارتياح وصحة جيدة في بدنه وعقله، وتتحسن نوعية الحياة في المجتمع. وأشارت المتحدثة إلى توفر أدوية جديدة تساعد مرضى السكري، وأيضا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السمنة وفقدان الوزن.