كشف رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي سطيف، ورئيس الجمعية الجزائرية للطب البروفيسور مالك رشيد، أنّ السمنة في الجزائر تهدد 30 بالمائة من النساء و14 بالمائة من الرجال لدى الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 18 و70 سنة، مشيرا إلى أن السمنة تتسبب في 220 مرض أغلبها أمراض مزمنة خطيرة جسمية ونفسية. دعا رئيس مصلحة الطب الداخلي ورئيس الجمعية الجزائرية للطب في ندوة نظمتها، أمس، مؤسّسة "نوفو نورديسك" الجزائر، تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للسمنة، إلى ضرورة تضافر الجهود بين جميع القطاعات وتطبيق المخطط الوطني المتعدد القطاعات للوقاية ومكافحة عوامل الخطر المرتبطة بالسمنة. واقترح سن قانون لزيادة الضريبة على المشروبات السكرية، وتنظيم وضع العلامات على المنتجات الغذائية، خاصة وأن السمنة في الجزائر تعرف تزايدا بشكل مقلق وسط الكبار والصغار أيضا ممّا يستدعي بذل مجهودات أكبر للتقليل من مخاطرها والوقاية من انتشارها الواسع. وأشار البروفيسور مالك رشيد، إلى أنّ 21 بالمائة من الجزائريين مصابين بالسمنة و14,4 بالمائة يعانون من السكري، أي ما يقارب 3 ملايين في السنوات الأخيرة، مبزرا بأن الزيادة في نسبة الإصابات بالسمنة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و70 سنة قدّرت ب 75.69 بالمائة في مدة 15 سنة والسكري بنسبة 80.8 بالمائة بتسجيل 14 بالمائة لدى الرجال و14.9 بالمائة نساء. وقال إنّ أخطر الأمراض التي يمكن أن تتسبب فيها السمنة تمس القلب والأوعية الدموية الالتهابية، موضحا أن الشخص يمكن أن يعاني من هذه المشاكل بالرغم من وزنه الطبيعي بسبب المحيط البطني المتزايد والتشوهات الاستقلالية، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم، وتزايد مستوى الدهون الثلاثية في الدم، مؤكدا أن ممارسة الرياضة واتباع تغدية سليمة يعد أحسن علاج ووقاية من مخاطر السمنة عوض اللجوء إلى الأدوية والجراحة التي من المستحسن أن تكون الخيار الأخير. وأضاف البروفيسور رشيد أنّ المصابين بالسمنة عرضة أيضا لأمراض عقلية ومشاكل جنسية وآلام في المفاصل والظهر والعجز والتأثير على الحياة اليومية، مشيرا إلى أسباب الإصابة بالسمنة والمتمثلة في عوامل وراثية وغدائية واضطرابات في الأكل والإفراط في تناول المأكولات غير صحية غنية بالسكريات والدسم، زيادة على عوامل نفسية كالضغط والضيق وعدم كفاية نفقات الطاقة اليومي، لافتا إلى أن النوم اقل من 5 ساعات في الليلة يزيد خطر الإصابة بالسمنة بنسبة 60 بالمائة. من جهتها، تطرّقت مديرة مؤسّسة "نوفو نورديسك" الجزائر إلى أهمية الانجازات التي حقّقتها الشركة في مجال علاج داء السكري وأمراض أخرى مزمنة كمشاكل القلب والشرايين والزهايمر، في إطار طرحها وتوفيرها لأدوية وحقن الأنسولين، مضيفة أنّ الشّركة تتواجد في 169 دولة، وتسعى إلى تقديم ابتكارات جديدة في إنتاج الأدوية، والمساهمة في مساعدة مرضى السكري حول العالم، وذلك بفضل مشاركة 43500 مريض في التّجارب الإكلينيكية التي تجريها الشّركة.