"لا تقل لمريض السكري كيف هي نسبة السكري في الدم بل كيف حالك"، هي التربية العلاجية التي ركز عليها كل المختصين الذين شاركوا في الملتقى الدولي للمجتمع الفرانكفوني للسكري، المنعقد مؤخرا في مدينة بوردو الفرنسية، الجزائر التي شاركت بقرابة 280 طبيب مختص من كل ولايات الوطن، تحصي 2.6 مليون مصاب يتابعهم 300 مختص فقط، ما يجعل كل طبيب يعالج 8 آلاف مريض، وهو الأمر الذي يستدعي حسب المختصين تكوين فرق مساعدة تساهم في مساعدة المريض على التأقلم مع مرضه ومتابعته وعلاجه بطريقة سليمة، خصوصا وأن الكثير من المرضى لا يتقبلون الإصابة بالسكري، في وقت تتحدث آخر الدراسات عن تطور الاكتئاب من الإصابة بالسكري إلى حد الإصابة بأمراض عقلية. نائب الرئيس المدير العام المكلف بإفريقيا في مخبر نوفو نورديسك: أنسولين جزائرية بنوعية عالمية وأسعار محلية بداية 2016 أعلن نائب الرئيس المدير العام، المكلف بمخبر نوفو نورديسك بمنطقة إفريقيا، جون بول ديغي، عن الشروع رسميا في تسويق "الأنسولين" الجزائرية، بداية من العام 2016، وبأسعار أقل من تلك المتداولة حاليا، على اعتبار أن الإنتاج سيكون محليا. وقال ديغي ل"الشروق"، على هامش الملتقى الدولي للدول الفرانكفونية للسكري المنعقد ببوردو في فرنسا، إن نوفو نورديسك وفي إطار الشراكة مع "صيدال" قامت بنقل كل التكنولوجيات الحديثة لتصنيع هذا الدواء الموجه لمرضى السكري، حيث سيكون بنفس درجة الجودة والنوعية التي يصنع بها في الدانمارك، وسبع دول أخرى، وقال إن مصنع تيزي وزو الذي ينتج حبوب "ماتفورمين" قام بمضاعفة إمكاناته العام الفارط، إذ سيتم في القريب إنتاج "روباقلينيد". وفسر في الشراكة مع الجزائر، بالقول إنه وبخصوص إنتاج الأنسولين، فإن عقد الشراكة الموقع مع مجمع صيدال، لإنتاج الأنسولين المحلية سيكون قريبا، وإن التنسيق مع هذا الشريك يسير على نحو جيد، كما أن هذا التحالف الذي تم إبرامه يجعل الجزائر بلدا استراتيجيا بشكل أكبر بالنسبة لنوفو نورديسك. وأوضح أنه من المرتقب أن تتم عملية تسويق أولى صفائح الأنسولين بداية العام 2016، فيما سيكون إنتاج الخراطيش والقلم الموجه للتعبئة في مرحلة ثانية، واعتبر أن الهدف الرئيس هو أن تتم الاستجابة للمعايير المحلية التي طالبت بها سلطات الجزائر، خلال السنوات المقبلة وعلى المدى البعيد، وذلك بتصدير الأدوية المضادة للإصابة بالسكري التي تستعمل عن طريق الفم والأنسولين إلى دول أخرى بإفريقيا، آسيا وكذا الشرق الأوسط. مصنع الجزائر للأنسولين سيصدر الدواء لدول إفريقيا، آسيا والشرق الأوسط وتحدث ديقي عن "العيادة المتنقلة للكشف عن السكري" وبارومتر الجزائر اللذين قال إنهما يعدان مثالين لطريقة الشراكة "العمومية-الخاصة" التي تؤدي إلى وضعية رابح-رابح مع المرضى، معلنا في السياق عن إطلاق المرحلة الرابعة عشر للعيادة المتنقلة، وذلك ببسكرة منتصف الأسبوع منذ بداية نشاطها العام 2011. ومكنت هذه العيادة على مستوى 12 ولاية تمت زيارتها ويتعلق الأمر بالبليدة، الوادي، وهران، العاصمة، أدرار، تيارت، جيجل، الجلفة، غليزان، باتنة، سكيكدة وبرج بوعريريج، مكنت من استقبال 113500 شخص، تحصلوا على نصائح طبية، ومن بين هذا العدد تم إحصاء 35 ألف شخص معرضون للإصابة تحصلوا على كشف عن السكري من الصنف الثاني، و30800 مصاب بالسكري استفادوا من فحوصات بيولوجية، وتحليل الدم وكذا فحص خاص بالكلى وعمليات كشف من قبل مختصين في أمراض القلب والعيون والسكري لتفادي التعرض لأي مضاعفات. وعن "بارومتر الجزائر" الذي تم إطلاقه نهاية السنة الفارطة، أبرز المتحدث أنه تم إطلاق 16 مركزا من أصل 30 منتظرة شارك فيها 4 آلاف شخص مصابون بالسكري، اندمجوا في المشروع الذي يسعى لبلوغ 20 ألف مريض آفاق 2016، حيث تتم متابعة كل واحد منهم لفترة أقل مدة فيها 3 سنوات. إلى ذلك، أعلن نائب الرئيس المدير العام لمخبر نوفو نورديسك بمنطقة إفريقيا، عن قرب انتهاء الإجراءات المتعلقة بتسويق دواء "فيكتوزا" الموجه لتجنب مضاعفات داء السكري، بالجزائر، وهو الدواء الذي أكد فعاليته، وذكر أن المخبر قدم ملفا أمام السلطات المعنية بغرض تمكين المرضى من الحصول على تعويض للدواء على مستوى وكالات الضمان الاجتماعي، إذ يرتقب أن تقدم لجنة التعويض عن الأدوية رأيها في الطلب المودع على مستواها خلال الأشهر المقبلة.
البروفيسور منصور بروري رئيس لجنة الأمراض المزمنة غير المتنقلة: هذا أهم أسباب الإصابة بالسكري في الجزائر على الدولة التفكير في اقتصاد أموال علاج الحالات المعقدة بتعويض الأدوية "المانعة" للتعقيدات أوضح البروفيسور منصور بروري رئيس لجنة الأمراض المزمنة غير المتنقلة، أنه وقبل الحديث عن أسباب التعرض للسكري، يجب ذكر الأخطار المشتركة للأمراض المزمنة بشكل عام، ويتعلق الأمر بالسمنة كفاعل أول، والتدخين وتناول المخدرات وارتفاع ضغط الدم، ونمط الحياة، وكذا سوء نظام التغذية، سواء بتناول المواد الدسمة أو التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر أو المالحة بشكل كبير، ضف إلى ذلك قلة النشاط الجسدي، وهم بحسب المنظمة العالمية للصحة السبب الرئيس في الكوارث الصحية والأمراض المزمنة. واعتبر البروفيسور أن السمنة تعد من أكبر مسببات مرض السكري لأنها نقطة انطلاق الأعراض المرضية المسببة للسكري من الصنف 2، وأمراض القلب وكذا داء السرطان، مشيرا إلى أن ارتفاع نسبة السمنة بالجزائر أصبحت مقلقة جدا إذ تمس ما يعادل 40 بالمائة من البالغين عندما يتم احتساب سمنة الخصر والبطن الذي يعد أكثر أنواع السمنة خطورة. وتمثل نسبة انتشار مرض السكري بالجزائر بين 10 إلى 12 في المائة في فئة البالغين في حين يمثل نسبة انتشار الضغط الدموي 35 في المائة، في الوقت الذي يعاني 500 ألف شخص من أمراض القلب والشرايين بمن فيهم أولئك الذين يتعرضون لجلطات دماغية. وذكر البروفيسور بروري في لقاء مع الصحافة على هامش ملتقى المجتمع الفرانكفوني للسكري الذي احتضنته مدينة بوردو، بخصوص تعرض فئة الشباب بشكل كبير للسكري من الصنف 2، أنه من الضروري الوقاية من أسباب التعرض له، وذكر أنه وبالجزائر تم خلق اللجنة الوطنية لمحاربة أسباب التعرض للأمراض المزمنة غير المتنقلة، والتكفل بمضاعفاتها، هذه الأخيرة تعمل منذ العام 2003، في إطار استراتيجي مشترك قبل أن يتم ترسيم في 2014 على مستوى الوزارة الأولى، اللجنة الوطنية للعلاج القاعدي التي ستتكفل بتنفيذ توصيات وبرامج اللجنة الوطنية للأمراض غير المتنقلة. وعن تكاليف التكفل بالمصابين بداء السكري في الجزائر، قال بروري إنه لا يوجد بحوزته رقم واضح لأنه لم يتم تقييم تكاليف التكفل، غير أنه أكد أنه بالإمكان اقتصاد الكثير من المال في هذا الخصوص، من خلال تكوين الأطباء الممارسين من أجل عقلانية أكثر وكفاءة أكبر في التكفل بالمرضى، وتلقينهم أسس وصف الدواء من أجل استعمال عقلاني للأدوية و"الضمادات" التي أصبحت تكلف أموالا خيالية اليوم - بحسبه -، وكذا من خلال التشاور مع مختلف الفاعلين وممثلي مستخدمي العلاج والتمريض، وممثلي الدولة وصندوق الضمان الاجتماعي، والمستخدمين الذين اعتبر أنهم غائبون تماما في المساهمة في تخفيض النفقات الصحية التي تجاوزت تلك المتعلقة بالضمان الاجتماعي بتسجيل نسبة 25 بالمائة مقابل 23 في المائة، وتساءل بالمقابل عن سبب عدم تعويض السلطات الجزائرية لأدوية علاج داء السكري، وقال "ونحن اليوم أمام ضرورة لاستعمال كل هذه "الجزئيات" المتاحة لهذا لأن لكل منها دورا يؤديه"، وأشار إلى "أن الأدوية المسجلة بالجزائر والتي قدم المختصون العياديون قبولهم لها وأسباب هذا القبول، لا نفهم أسباب تعطيلها، في الوقت الذي يتم تعويضها لفئة العسكريين بالجزائر، ويتم تعويضها للمرضى بالمغرب". وأضاف البروفيسور أنه وإن كان الأمر يتعلق بالسعر فإنه وعلى المدى البعيد ستكون هذه الأدوية فعالة في مراقبة نسبة السكر في الدم وخطر الإصابة بالقلب والشرايين، مرورا بتخفيض الوزن، وأكد أنها مهمة جدا للتكفل بهذا النوع من الأمراض كما أنها تساهم في اقتصاد الكثير من المال والوقاية من المضاعفات، وكذا تقليص نسبة المكوث بالمستشفيات واللجوء إلى العطل المرضية، وبالتالي فإنه وفي اعتقاد البروفيسور فإن الدواء يتطلب تكاليف أقل بالنسبة لمن يجيد التصرف.
تكوين فرق خاصة مساعدة للمعالجين ضروري..مختصون: التربية العلاجية ستوفر الكثير على المصاب بالسكري والطبيب اعترف المختصون المشاركون في الملتقى المجتمع الفرانكفوني للسكري هذه السنة ببوردو الفرنسية، على أهمية العلاج والوقاية من أعراض المرض، مع التركيز على الجانب النفسي للمريض، والتربية العلاجية للأمراض المزمنة، وأكدوا أن التربية العلاجية هي السبيل الأفضل لعلاج المرضى وأن هذه الأخيرة لا تشغل حيزا كبيرا لدى المختصين، كما أن الدراسات الحالية تركز بشكل كبير على كيفية علاج المريض والبحث عن الدواء المناسب، مع إهمال التربية العلاجية التي من شأنها أن توفر الكثير في حال تكوين أعوان يساعدون من جهتهم المختصين في العلاج. وبالجزائر تحصي السلطات 300 مختص في علاج مرضى السكري، وتعد بالمقابل 2.6 مليون مريض ما يعني أكثر من 8 آلاف مريض لكل طبيب وهو رقم كبير حسب المختصين يستدعي إشراك أعوان شبه الطبي، وتوسيع فريق العمل إلى النفسانيين والبيداغوجيين وكذا المعالجين لمساعدة المختصين وتجنب مضاعفات إهمال الاستماع للمريض. وفي هذا الشأن أوضح البروفيسور محمد بلحاج رئيس مصلحة الطب الداخلي والسكري بمستشفى وهران، أن الجزائر كونت 170 معالج في 2010 للاستعانة بهم في تكوين معالجين آخرين، في مجال التربية العلاجية. وأشار إلى أنه وبداية من العام الفارط تم الإعلان عن شهادة جديدة من قبل جامعة الطب بوهران لفرق متعددة التخصصات تضم أطباء جامعيين، رئيس برنامج التربية العلاجية، وممرض أو اختصاصي في التغذية ومختص نفساني، وهو تكوين من 100 ساعة في أربع مواد، لإشراكهم في العملية، واعتبر أنه ورغم الطرق العلاجية الحديثة والأدوية الجديدة وكذا طرق المراقبة، غير أن المصابين بالسكري غير مستقرين لأنهم لا يتابعون علاجهم بطريقة سليمة. وأبرز أن التربية العلاجية تساهم في تحسيس المريض بمرضه كما تسمح للطبيب بعلاجه بطريقة تجعل المتابعة شخصية "لأن كل مريض هو حالة خاصة"، وفسر البروفيسور فيما يخص طبيعة التربية العلاجية بالقول أنها تسمح بالاستماع للمريض "ذلك أن المريض في فترة ما يكون بحاجة ماسة لمن يستمع له، ويكون الطبيب في هذه الفترة مطالبا بالاستجابة للمريض ووصف دواء بالاعتماد على عدة نقاط، فالطبيب المختص في السكري ليس كباقي الأطباء لأنه يعالج مرضا مزمنا ويجب عليه أن يتأقلم مع كافة مراحل المرض". وذكر البروفيسور أن بعض المصابين بالسكري لا يتقبلون المرض في البداية وهناك من لا يتقبلونه أبدا وآخرون يموتون وهم لم يتقبلوا أنهم أصيبوا به، ما يجعل الاستماع لهم والتنفيس عنهم أمرا ضروريا، ويتطلب الأمر أن يبقى الطبيب مع المريض وقتا طويلا ومرافقته من خلال الفريق المكلف بالمتابعة، وذكر أن الهدف هو تكوين عدد كبير من الفرق، إذ يرتقب أن يخضع للتكوين في جوان المقبل ثماني فرق، خصوصا وأن الدراسات أثبتت تسجيل تحسن نسبة الهيموجلين السكري وكذا في نوعية الحياة والمعيشة لدى المصاب الذي يستفيد من التربية العلاجية عكس أولئك الذين لا يتابعون هذا العلاج. أما البروفيسور بجامعة غرونوبل، سارج حليمي، فأكد أن التربية العلاجية تعتبر بمثابة منح المريض المعرفة والخبرة حول مرضه وعلاجه بطريقة سليمة، وعلق "التربية العلاجية بمثابة إفراج عن المريض الذي يكون متقوقعا على نفسه".
المكونة والمختصة في التغذية بتولوز.. كارولين مارتينو: الطبيب ومريض السكري شريكان.. وليسا "قاض ومذنب" قالت كارولين مارتينو إطار في الصحة، مكونة ومختصة في التغذية بتولوز، أنه من الضروري تغيير طريقة العلاج لدى المختصين بتغيير وضع المريض من شخص يجب مراقبته ومعاقبته والطبيب من قاض أو معاقب إلى شركاء في العلاج، وأوضحت أن العلاج يجب أن يعلم المريض بطبيعة مرضه وتصحيح نظرته له وإخراجه من وضعه من خلال تشارك المعطيات، وإحداث ثورة في ثقافة العلاج بجعل المريض شريكا، وذكرت أن هناك أشخاصا من المرضى يتسلل إليهم الخوف ويجعلهم لا يتقبلون المرض، ويكون الخوف دائما من ارتفاع السكري أو انخفاض نسبته في الدم هاجسا لدى المريض وعائلته، وهذا أمر يجعل الحياة صعبة لدى الجميع، ما يستدعي الاستماع للمريض وتلقينه الطريقة الصحيحة للعلاج وهذا لا يمكن أن يقوم به طبيب واحد يستمع ل 60 مريضا يوميا، "لذلك من الضروري تكوين شبه الطبي والاستعانة بهم في العملية العلاجية".